لم تنجلِ الحيرة التي يبديها المسؤولون والمهنيون في سوق الخبازات بالقنيطرة، أمام تمدد ظاهرة الباعة الجائلين وتوسع أنشطتهم، رغم التصريحات الحكومية المتكررة بشأن رغبتها في محاصرة هذه الظاهرة ودمج الناشطين فيها في الاقتصاد الرسمي عبر إغراءات عدة.
تكشف البيانات الرسمية والدراسات المتخصصة في منطقة الخبازات بالقنيطرة أن أغلب الباعة الجائلين يكترون أماكنهم من اشخاص يستغلون الملك العام ، منهم أصحاب المحلات و كذا سكان منطقة الخبازات ، حيث يسيطر كل واحد منهم على الاقل على مكانين في هذا السوق المعروف بمدينة القنيطرة ، الشيء الذي يخلق شجارات و مشادات بين الاشخاص تتطلب تدخل رجال الشرطة بعين المكان .
و حسب مصادر مطلعة فعمل رجال الشرطة بمنطقة الخبازات ينحصر فقط في العمل الامني من سرقة و ضرب و جرح و غير من ذلك منالجرائم التي يعاقب عليها القانون و يبقى العمل التنظيمي للباعة الجائلين من اختصاص القوات المساعدة للدائرة الثالثة و الرابعة عشر بنفس المدينة ، الا ان غياب القوات العمومية و عدم متابعة القائد لما يجري بالخبازات يجعلنا نطرح عدة أسئلة عن هذا الغياب الذي يمكن ان يكون بالمقابل.
وبالرغم من الشكايات المتوالية لدى السلطات المحلية، فإن الوضع لا يزال على ما هو عليه، حسب إفادات السكان الذين يطالبون القائد بالخروح من سباته و بإعطاء تعليماته قصد التدخل ووقف هذه الفوضى التي يُرتقب أن تتزايد ، حيث يلجأ الكثير من الشباب إلى استعمال عربات مجرورة لبيع الفواكه وغيرها و عدم إحترام أصحاب المحلات لأماكنهم يجعل الممرات ضيقة مما ينتج عنه السرقة و التحرش و الاحتكاكات على النساء داخل هذا السوق..
و في الوقت الذي يقوم رجال الشرطة بعمل القوات العمومية بمواجهة الباعة المتجولون في الشارع العام ، يمكن ان يتعرض المواطنون بالخبازات للسرقة و بعض الجرائم بسبب غياب رجال الامن المنغمسين في مشاكل هم بعيدين كل البعد عنها و من اختصاص القائد و القوات العمومية .
وأضحت بعض الازقة في منطقة الخبازات تعيش على وقع الفوضى والازدحام، إلى جانب الأزبال التي يخلفها الباعة الجائلون؛ ما أثار غضب المواطنين.
وأفاد مواطنون تحدثوا لجريدة أخبارنا الجالية الإلكترونية بأن هذه الأزقة صارت تشهد انتشار الباعة الجائلين، مع ما يرافق ذلك من فوضى ومشاجرات تنضاف إلى الأزبال التي يخلفونها وراءهم.
وشدد هؤلاء المواطنون، في تصريحات متطابقة للجريدة، على أن حياة السكان على مستوى حي الخبازات و الازقة المجاورة تحولت إلى جحيم، بسبب الباعة الجائلين دون تدخل السلطات المختصة لوضع حد لهم.
وأردف السكان المتضررون أن الباعة الذين كانوا يحتلون ساحة الخبازات انتقلوا إلى أزقة أخرى، حيث صاروا يستغلون أماكن ركنالسيارات الخاصة للسكان القاطنين بالمنازل الواقعة بهذه الأزقة؛ وهو الوضع الذي أثار غضبا في صفوف مالكي السيارات.
هذا و يوصي المجلس الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي بإحداث منظومة مفتوحة للتكوين المهني لتمكين جزء مهم من الباعة المتجولين منمزاولة أنشطة بديلة، وإحداث برامج تكوينية مرنة لفائدة الباعة المتجولين في مجالات محو الأمية، والتكنولوجيا الرقمية، والصحة والسلامة،وخدمة الزبناء، والتسويق، والتدبير.
كما يوصي المجلس بأن يستفيد الباعة المتجولون من دعم مالي من الدولة للانخراط في برامج التكوين، وتنظيم وتقنين مختلف المهن والحرففي القطاعات التجارية والصناعية والخدماتية والفلاحية، وتعميم برامج التأهيل والاعتراف بمكتسبات الخبرة المهنية، واستثمار فرصة تنزيلمشروع تعميم الحماية الاجتماعية من أجل تعميم انخراط الباعة المتجولين في نظام المقاول الذاتي، وتمكينهم من بطاقة مهنية، وتبسيط التشريعات الوطنية المتعلقة بالترخيص بالاحتلال المؤقت للملك العمومي من طرف الباعة المتجولين.
من توصياته أيضا تسريع تنزيل “الاستراتيجية الوطنية للشمول المالي“، خصوصا ما يتعلق منها بتفعيل الأداء بواسطة الهاتف النقال،وخلق شروط تسريع الإدماج البنكي، وإحداث إطار ووسائل لتيسير تمويل المقاولات الصغيرة جدا والأفراد، وإقرار إمكانية الخضوع لبرنامجتكوين مهني كبديل للعقوبات السالبة للحرية لفائدة الأفراد المحكومين في بعض الجنح الذين يعانون من الهشاشة.