المخابرات الجزائرية تستغل قضية الحراك في الإرهاب
يستحق الحراك المطلبي في الريف المغاربي، اهتماما كبيرا، لكي لا يتطور إلى ثورة اجتماعية، تتخللها ثغرات ينفذ منها المتربصون بشعوب العرب والمسلمين، فتصل أصداؤها إلى ما تبقى من الأقطار المستقرة أو التي استعادت استقرارها.
ولعل أول ما تُلام عليه حكومات المغرب العربي، هو تغييب التنمية مترافقا مع غياب العدالة، فضلا عن إسدال الستار عمليا عن اتحاد المغرب العربي المعطل، الذي كان أمنية عزيزة وقديمة، ذات حيثيات اجتماعية اقتصادية، تبنتها قوى التحرر من الاستعمار.
لكنّ هذه القوى، أو وارثي مواقع السلطة فيها، لم يجدوا أمامهم، أضعف من فكرة الاتحاد لكي يستقووا عليها، علما بأن أحزاب الطليعة الاستقلالية، الحزب الدستوري التونسي وحزب الاستقلال المغربي وجبهة التحرير الوطني الجزائرية، عقدت مؤتمرا جمعها في طنجة في ربيع العام 1958 واعتبرت تحقيق اتحادها هدفا تسعى إليه، باعتباره تطلعا شعبيا مغاربيا.
ويقول الصحافي بوشعيب البازي عن حراك الريف في المغرب إنه لا يختلف اثنان في أن هناك أخطاء لم تتم معالجتها في الوقت المناسب، “أقول هنا وبصريح العبارة إن ملف المطالب الاجتماعية كما طرحه الشباب المحتجون لا يقبل الجدال، لأن مطالبهم اجتماعية بحتة وهي تتكلم بلسان حال جل المغاربة الذين يعيشون وضعية هشة، قد لا تكون لدينا كل المعطيات كفاعلين، لكن منطق الأمور يقول إن كل المطالب الاجتماعية شرعية. وبالتالي ينبغي العمل على معالجتها ووضع حد لمنطق التخوين والعمالة وغيرها… فهؤلاء هم شباب المغرب الوطنيون والغيورون على أرض الوطن”. ويضيف “أنا متأكد إن كان بينهم متآمر على الوطن لطرد من الحراك، لأن أهل الريف هم أهل المعقول والمنطق”.
وعن الدور الذي لعبته الأحزاب في حل أزمة الحسيمة، قال البازي إن الوساطة السياسية اليوم أصبحت مفقودة والأحزاب السياسية لا حول لها ولا قوة، لأن هناك من يتحمل المسؤولية في إضعاف تواجدها ودورها حتى من داخل بعض الأحزاب نفسها.
ولاحظ أن “ما شاهدناه مؤخرا هو أمر مؤلم، هناك أحزاب تحاول لعب أدوار في الموضوع لكن تبقى غير قادرة لأن أصل الأزمة يتمثل في فقدان الثقة من لدن شباب الحراك. هذا ما يؤكد الحاجة الملحة إلى إعادة الاعتبار للعمل السياسي وتمكين الأحزاب من وسائل العمل بكل استقلالية وجعلها تلعب أدوارها الدستورية كما يجب، وهو أمر مطروح أيضا على بعض الأحزاب التي ينبغي أن تعي بأننا اليوم نعيش في فضاء اجتماعي منفتح، أصبح يفهم ما يحاك سياسيا، وبلغة أخرى يجب أن يحترم الجميع ذكاء المواطنين المغاربة”.
وبالنسبة إلى ردة فعل الحكومة في مجابهة بعض نشطاء حراك الريف بالخارج وكيفية تعاطيها معها يؤكد البازي أن صلب الموضوع ليس في ما تقوم به الحكومة، بل إن الأزمة ناجمة عن الإخلالات التي خلفتها الحكومات التي تعاقبت على المغرب. ولا شك أن لحكومة الشباب المغربي مقترحات حلول للخروج من أزمة الاحتجاجات التي طالت مدتها يستهلها البازي بمناشدة العاهل المغربي الملك محمد السادس بالتدخل لإصدار قرار عفوه لإطلاق سراح معتقلي حراك الحسيمة، مشيرا إلى أنهم “في الأول والأخير أبناء هذا الوطن أخرجتهم غيرتهم عليه إلى الشوارع.
ومن هذا المنطلق أكد البازي إن الحركة ساهمت في بناء وعي سياسي وثقافة إحتجاجية تتنامى في المغرب ، وهذا سيزيد صعوبة تجاهل المشاكل هناك” .
ورغم تضحيات بعض نشطاء حراك الريف الذين طالبوا بالتغييرات الاجتماعية إلا أن حراك الأمس ليس له علاقة بحراك اليوم حيث تحول النضال المغلف بمطالب حقوقية وإقتصادية وإجتماعية بحتة ، إلى مطالب ذاتية شخصية مستهلكة أدت إلى الإرتماء في أحضان أعداء الوطن ، وتم بيع الذمم للمخابرات الجزائرية الناشطة بأوروبا .
والكل يعلم أن الجزائر عملت على استقطاب بعض الفاشيين الذين يطلقون على أنفسهم جمهوريين دون معرفة حقيقة المصطلح ، و خصوصا بعدما أغلق عليهم عضو حزب العهد السابق سعيد شعو الممول السابق للحركة كل المنافذ بعدما إكتشف أن المدعو جابر الغديوي له أجندات أخرى بعيدة كل البعد عن المطالب الحقيقية لحراك الريف .
و ليس سعيد شعو الوحيد الذي أدار ظهره للفاشيين فالناشط الريفي موسى فتحي و حسام السليتي تركوا ايضاً النضال إلى جانب يوبا الغديوي و مجموعته بعدما إفتضح أمرهم أمام الجميع و خصوصا نشطاء الحراك في كل من بلجيكا و هولندا و ألمانيا .
و حسب بحث معمق في قضية الحراك في أوروبا تبين أن مجموعة يوبا الغديوي المتكونة من ( عزيز بوسكوتشي ، فاروق عزي ، نورالدين الشكوتي ، كريم أمنوس ، نهاد أهباط ، أحمد سلطانة ، سعيد البارصا و موحند الخلفيوي ) أصبحت تعمل لصالح المخابرات الجزائرية و كذا حزب الله ، و خصوصا بعد اللقاء الأخير الذي جمع المخابرات الجزائرية داخل تكنة عسكرية بالجزائر مع يوبا الغديوي ، سعيد البارصا ، كريم أمنوس و أحمد سلطانة الذين تابعوا أنشطة عن القضية الوطنية على الطريقة الجزائرية و موضوع كفاح مرتزقة البوليساريو ضد المملكة المغربية و دعوتهم لإختراق المساجد و الجمعيات المغربية في كل من المانيا هولندا و بلجيكا و العمل كذلك على استقطاب كل عنصر معارض للنظام المغربي.
و قد أتى هذا اللقاء مباشرة بعد اللقاء الذي جمع بالجزائر المخابرات الجزائرية، مع مندوبي من الحرس الثوري الايراني و بعض المسؤولين من مرتزقة البوليساريو مما يؤكد أن اللقاء كان موضوعه الاول هو الصحراء المغربية و كيفية استخدام حراك الريف في أوروبا ضد المصالح المغربية و استقطاب كذلك بعض الاشخاص من داخل المغرب و تدربيهم داخل مخيمات البوليساريو على حمل السلاح للقيام بعمليات ارهابية داخل المغرب، الشيء الذي لم يتلاءم مع توجهات بعض نشطاء حراك الريف الذين إنفصلوا عن مجموعة يوبا الغديوي.
و في ذات السياق تابع العديد من المهتمين بحراك الريف خرجات المدعو يوبا الغديوي و رفاقه في مواقع التواصل الاجتماعي و هم ينفدون اجندات المخابرات الجزائرية بدعمهم جهرا للبوليساريو و محاولتهم التشويش على المغرب بالإعلان عن الحزب الوطني الريفي الذي لا يضم حتى عشرة اشخاص برئيس نكرة من السويد لا يعرفه أحد.
و بهذا ترغب الجزائر من خلال هذه الخطوة في خوض الحرب السرية الغير المعلنة تحت قيادة حزب الله ضد المغرب ، ويتعلق الأمر بمخطط متكامل لنشر الفوضى وذلك على نفقة حزب الله و مديرية الإستعلامات والأمن الجزائرية وذراعها الجمعوي المخابراتي و رئيس المخابرات الجزائرية الذي لم تجف يداه من دماء الجزائريين، و ذلك لمحاصرة المغرب على جميع المستويات ، وزعزعة المنطقة و نشر الفوضى فيها والمساهمة في تقسيمها الى قبائل وشعوب متطاحنة حيث يتم استعمال في هذا المشروع الإرهابي مختلف العناوين والتنظيمات والشعارات ، حيث إختلطت الماركسية بالإسلام والتهريب بالقبلية .