حكيم زياش يسعى لكسر لعنة نهائيات أمم أفريقيا
واصل حكيم زياش نجم المنتخب المغربي تألقه في الفترة الأخيرة بعد عودته من الإصابة. وحرص وليد الركراكي المدير الفني لمنتخب المغرب على تهنئة نجم قلعة سراي التركي، بعد توهجه في لقاء مانشستر يونايتد. وسجل زياش هدفين في تعادل فريقه مع مانشستر يونايتد في خامس جولات دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا. وجدد الركراكي الثقة في لاعبه ورفع معنوياته قبل تحضيرات الأسود لنهائيات بطولة كأس الأمم الأفريقية.
الرباط – لم يتوقع أحد نجاح الدولي المغربي حكيم زياش في نفض الغبار عن نفسه، بعدما مر اللاعب بمرحلة صعبة مع تشيلسي، الذي عطل عملية رحيله أكثر من مرة. وتعرض اللاعب لأكثر من إصابة، مما حرمه من الانتقال إلى صفوف النصر السعودي. لكن زياش انتفض بقوة وعاد لهز الشباك مع منتخب المغرب من بوابة لقاء تنزانيا في تصفيات المونديال. كما ترك النجم المغربي بصمته في مباراة فريقه أمام ضيفه مانشستر يونايتد الإنجليزي ضمن مباريات الجولة الخامسة من دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا. وسجل زياش من ركلتين حرتين في الدقيقتين 29 و62 من عمر المباراة، مساعدا فريقه على تحقيق التعادل بنتيجة (3 – 3) مع الشياطين الحمر.
وحسب أرقام شبكة “أوبتا” للإحصائيات، أصبح زياش ثالث لاعب منذ موسم 2003 – 2004 يسجل اثنتين من الركلات الحرة المباشرة في مباراة واحدة بدوري الأبطال. وأوضحت الشبكة أن كريستيانو رونالدو سبق اللاعب المغربي في ذلك أمام زيورخ في سبتمبر 2009، ونيمار أمام النجم الأحمر خلال شهر أكتوبر 2018. وسجل سكوت ماكتوميناي لاعب وسط مانشستر يونايتد، بحسب الشبكة، 4 أهداف في جميع المسابقات هذا الموسم رفقة الشياطين، متخطيا حصيلته التهديفية الموسم الماضي (3)، بعدما سجل الهدف الثالث للشياطين الحمر.
وتمكن زياش من تجاوز رقم مروان الشماخ الذي سجل 8 أهداف في دوري أبطال أوروبا. وتساوى مع مواطنه يوسف النصيري بعد تمكن الثنائي من إحراز 10 أهداف في البطولة الأوروبية. ولم يفوت المغربي إسماعيل الصيباري فرصة التسجيل في الليلة الأوروبية، حيث وقع على هدف أيندهوفن الهولندي الأول بمرمى إشبيلية، ليبصم ثلاثي الأسود على حضورهم القوي في مباريات السهرة.
وليد الركراكي الذي أراح زياش في 3 مباريات سابقة لم يخف مشاعر الفرح بعودة اللاعب إلى طريق التألق
واختتم اليوم الثاني من الجولة الخامسة -قبل الأخيرة- في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم بنتائج متباينة وانتصارات كبيرة، برز فيها لاعبون استحقوا جائزة “أفضل لاعب” في المباراة. وكان أبرز لاعب يستحق الجائزة التي حصل عليها هو النجم المغربي زياش لاعب قلعة سراي التركي والذي سجل هدفين وصنع الثالث في تعادل فريقه المثير مع مانشستر يونايتد 3 – 3، وإضافة إلى أهدافه وصناعته، لعب دورا دفاعيا محوريا في المباراة التي قد تشكل النقطة التي يمر عبرها الفريق التركي نحو ثمن نهائي المسابقة القارية الأم. وقد يكون أداء زياش الفردي في المواجهة هو الأفضل هذا الموسم في البطولة القارية، كما أنه من بين المرشحين للفوز بجائزة “أفضل لاعب في الأسبوع”.
ويبدو أن أسد الأطلس اختار معاقبة مدربه السابق في أياكس أمستردام إريك تن هاغ وإدارة فريقه، بعد أن كان قد طلب في فترة الانتقالات الصيفية الماضية ضمّ اللاعب بعد نهاية عقده مع تشيلسي الإنجليزي، على اعتبار أنه يعرف مهاراته الفنية جيداً، لكن الفريق فضل التعاقد مع اللاعب الإنجليزي للبلوز ماسون ماونت مقابل 60 مليون يورو، في صفقة أثبتت فشلها، بعد أن شارك في 8 مباريات فقط لم يتمكن خلالها من تسجيل أي هدف، ولم يقم بأي تمريرة حاسمة، ما جعل الفريق يفكر في التخلي عنه.
ومن الصدف، أن زياش عقّد وضعية اليونايتد في المجموعة، بعد أن أفقده نقطتين مهمتين، ما جعله يحتل المركز الأخير في المجموعة برصيد 4 نقاط، ويحتاج إلى الانتصار في المباراة المقبلة على المتصدر بايرن ميونخ الألماني لاقتلاع بطاقة العبور إلى الدور ثمن النهائي من المسابقة، وهي مهمة تبدو شبه مستحيلة، خصوصا مع المستوى السيء للفريق في دوري الأبطال، وخط دفاعه المهزوز الذي تلقى 14 هدفا منذ انطلاق البطولة. وفي مقابل ذلك، أحيا زياش حظوظ الفريق التركي في بلوغ الدور المقبل، مهدياً إياه نقطة ثمينة، ليبلغ النقطة الخامسة في المجموعة، في ليلة قدم فيها النجم العربي أحد أجمل عروضه الكروية على الإطلاق، وذلك قبل مواجهته الأخيرة مع كوبنهاغن الدنماركي.
سادة كبيرة
أعرب الدولي المغربي عن سعادته بالتواجد رفقة فريقه قلعة سراي التركي والنتائج التي يحققها الفريق سواء محليا أو قاريا هذا الموسم. وقال زياش في حوار مع صحيفة هولندية “أنا أستمتع، أستمتع بكرة القدم مرة أخرى”. وأضاف اللاعب السابق لفريق تشيلسي الإنجليزي “لقد وجدت سعادتي مرة أخرى، يمكنني أن أكون على طبيعتي هنا وأشعر أنني أزدهر مرة أخرى”.
وفي حديثه عن العروض التي توصل بها في الفترة الماضية من أجل الخروج من تشيلسي، قال زياش “كان هناك ثلاثة فرق تضم لاعبين كبارا أرادتني (أياكس وباريس سان جرمان والنصر). أردت مساعدة أياكس وأود العودة. لكنهم لم يرغبوا في شرائي، لقد أرادوا فقط إعارتي”. وكان قلعة سراي التركي ضم زياش في الميركاتو الصيفي الماضي بموجب عقد يمتد لموسم واحد على سبيل الإعارة، مع إمكانية تفعيل بند الشراء. وأبدى زياش رغبة كبيرة في الخروج من تشيلسي الإنجليزي بعد نهاية الموسم الماضي للحصول على دقائق أكثر للعب من أجل العودة إلى مستواه المعهود وضمان مكانته في تشكيلة المنتخب الوطني المغربي في نهائيات أمم أفريقيا المقبلة.
طريق التألق
لم يخف وليد الركراكي الذي أراح زياش في 3 مباريات سابقة لمنتخب المغرب، مشاعر الفرح بعودته إلى طريق التألق من جديد. وقال مدرب الأسود في تصريحات بعد لقاء تنزانيا “سعيد للغاية باستعادة نسخة زياش المميزة، فهو لاعب رائع، ونرتاح كثيرا كلما توهج”. كما حصل زياش على ثناء خاص من مدربه السابق في أياكس إريك تن هاغ المدير الفني للمان يونايتد، حيث قال “زياش واحد من كبار اللاعبين الذين نتوقع منهم أن يحدثوا الفارق في المباريات الحاسمة، وللأسف حدث ذلك أمامنا”.
ويسعى زياش لكسر لعنة نهائيات أمم أفريقيا، والتي لازمته خلال مشواره مع أسود الأطلس. واستبعد زياش من نسختي 2017 و2021 من طرف المدربين هيرفي رينارد ووحيد خليلوزيتش لأسباب غامضة. وحضر زياش في نسخة 2019 التي أقيمت في مصر، وكان من أسباب خروج المغرب من ثمن النهائي، بعدما أهدر ركلة جزاء حاسمة أمام بنين. ويتطلع زياش إلى المشاركة في أمم أفريقيا بكوت ديفوار، وقص شريط أهدافه في المسابقة الأفريقية.
ويعود زياش إلى الواجهة مجددا في استفاقة حقيقية قبل خوض منتخب بلاده لمسابقة كأس أمم أفريقيا 2023 المقررة إقامتها في كوت ديفوار ما بين 13 يناير و11 فبراير القادمين. وبالإضافة إلى تسجيله ثنائية وتقديمه تمريرة حاسمة مع فريقه قلعة سراي أمام مانشستر يونايتد ضمن دوري أبطال أوروبا، نجح زياش في تسجيل هدف مع منتخب “أسود الأطلس” الذي فاز 0 – 2 يوم 21 نوفمبر أمام مضيفه التنزاني في تصفيات بطولة كأس العالم 2026. ويعول الشارع الكروي المغربي كثيرا على زياش لتقديم مشوار مميز في “كان” كوت ديفوار 2023 حتى يساعد منتخب المغرب في الذهاب بعيدًا في المنافسة، والفوز باللقب الغائب عن منتخب بلاده منذ عام 1976. يُذكَر أن زياش خاض هذا الموسم 10 مباريات مع قلعة سراي ضمن جميع المسابقات، وتمكن من تسجيل 3 أهداف وتقديم تمريرتين حاسمتين لزملائه في النادي.
خطط المعسكر
يتريّث الاتحاد المغربي لكرة القدم في تحديد مكان إجراء المعسكر الإعدادي الأخير الخاص بالمنتخب قبل السفر إلى كوت ديفوار للمشاركة في نهائيات بطولة كأس أمم أفريقيا. ويأتي ذلك بسبب الرغبة في التعرّف إلى وجهات المنتخبات الأخرى المشاركة في “الكان” واختياراتها للأماكن التي ستقيم بها تجمّعاتها الإعدادية، خاصةً منتخبات شمال أفريقيا، نزولًا عند رغبة الركراكي المدير الفني لأسود الأطلس.
ويرغب الركراكي في عقد معسكر المغرب الأخير بعيدًا عن أنظار وسائل الإعلام، نافيا في الوقت ذاته الأنباء التي تحدثت عن احتمال خوض ودية بين المغرب والجزائر، إذ لا يحبّذ المدير الفني هذا النوع من “الديربيات” القوية قبل دخول المنافسات القارية. وكان الركراكي رفض خوض وديات مع منتخبات شمال أفريقيا ومصر قبل مونديال قطر 2022 خوفًا على سلامة لاعبيه بالنظر إلى الحماس الكبير والالتحامات بين اللاعبين في المباريات مع المنتخبات العربية، حتى لو تعلّق الأمر بمباريات ودية. واضطرّ الاتحاد المغربي لكرة القدم إلى إعادة النظر في إقامة التجمع الإعدادي بغينيا الاستوائية، بعد تلقيه معطيات تفيد بأنّ الاتحاد الجزائري يرغب بدوره في إجراء تجمّعه بها، إذ يرغب الركراكي في الاستعداد بهدوء بعيدًا عن الأنظار، وفي حال اختار الجزائر وجهةً جديدةً، فمن المحتمل بشدة الاستقرار على هذا البلد.
ووضع الاتحاد المغربي خطةً بديلةً لإجراء تجمُّعٍ إعدادي قبل التوجه إلى كوت ديفوار، مع إعداد مباراتين وديتين قبل السفر، ويتعلق الأمر بإجراء تجمع في الكاميرون، بالنظر إلى قربها من البلد المنظم للـ”كان”، على أن يتم التنسيق مع الاتحادات المعنية لخوض المباراتين هناك. ومن الخطط الأقرب للتطبيق أيضًا، حسب المصدر نفسه، اكتفاء المنتخب المغربي بإجراء تجمعه التحضيري الأخير بمركب محمد السادس الدولي لكرة القدم بالمعمورة، وخوض مباراة إعدادية واحدة على الأقل بالمغرب، قبل السفر إلى كوت ديفوار وإجراء مباراة إعدادية ثانية. وسيكون على الاتحاد المغربي -في هذه الحالة- البحث عن ملعب لخوض المباراتين، بالنظر إلى القرارات الصارمة للجنة المنظمة للكان، التي تمنع استغلال أيّ المنتخبات المشاركة لأي ملعب رئيسي من ملاعب الكان الرسمية قبل انطلاق المنافسات منعًا قاطعًا، حفاظًا على جودة أرضية الملاعب.
وفي السياق فقد الدولي المغربي سفيان ديوب كامل حظوظه في المشاركة برفقة منتخب بلده في نهائيات كأس أمم أفريقيا بسبب الإصابة. وكشف فرانشيسكو فاريولي المدير الفني لنادي نيس خلال مؤتمر إعلامي للحديث عن مباراة تولوز ضمن الدوري الفرنسي، عن تحديد طبيب الفريق مدة غياب ديوب بستة أسابيع، قبل العودة إلى استئناف تدريبات استرجاع اللياقة البدنية، ما يعني استحالة جاهزيته للمشاركة في منافسات “الكان”.
وأفصح مدرب نيس عن طبيعة الإصابة التي تعرّض لها ديوب قائلا “أصيب بكسر في مشط القدم اليمنى، إنها إصابة خطيرة جدًا، ستتطلب راحة قبل عودته بعد 6 أسابيع على الأقل، سنواصل تطوير حالته في الأيام القليلة المقبلة؛ لكنه لن يتمكن من العودة قبل أعياد الميلاد في السنة الجديدة بأي حال من الأحوال”. واستدعي ديوب (23 عاما) لأول مرة إلى منتخب “أسود الأطلس” في معسكر شهر نوفمبر الماضي بعدما سبق له تمثيل منتخبات فرنسا السنية لفئات تحت 18 و19 و20 و21 عاما، كما كان هدفًا للاتحاد السنغالي الذي حاول استقطابه عبر مدربه أليو سيسيه بالنظر إلى جنسية والده السنغالية، غير أنّه فضّل تمثيل منتخب والدته المغربية.