القفطان المغربي سفير المملكة إلى نيروبي مقاوما محاولات السطو
المغرب يمد الجسور إلى البلد الواقع في شرق إفريقيا ويتيح فرصة التعرف على القفطان والحرف التقليدية فضلا عن تقاليد وعادات المملكة.
يستقبل معرض التعريف بالقفطان المغربي والحرف اليدوية والصناعة التقليدية بالعاصمة الكينية نيروبي، الزوار ليتعرفوا على الثقافة المغربية المتنوعة والتراث الأصيل الذي يواجه محاولات السطو.
واستقطب القفطان المغربي الأضواء في العاصمة الكينية نيروبي، التي تحتفي بالصناعة التقليدية المغربية في معرض تنظمه غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباط سلا القنيطرة، بعد أن أصبح ضيفا مغربيا أصيلا على عدد من معارض العالم يخطف أنظار المشاهير والشخصيات العامة.
وحضر القفطان في هذا المعرض مع أبرز المنتجات التقليدية المغربية، مثل السجاد المنسوج يدويا والمجوهرات التقليدية في أجواء احتفالية على إيقاع الموسيقى المراكشية، ليعيش الزائر تجربة السفر إلى مدن المغرب الثرية والمتنوعة بتراثها الأصيل الذي يعود إلى قرون من الزمن.
وأصبح القفطان المغربي مطلوبا عالميا وليس في المغرب فقط، خصوصا بعد تطوره حيث يشهد إقبالا كبيرا، ويبدو أن هذا الأمر أثار إغراء البعض في الجزائر الذين يحاولون السطو على هذا التراث العريق المعروف عالميا بأنه مغربي أصيل.
ويؤكد ناشطون أن قادة الجزائر يسعون إلى خلق أزمات بين الشعبين، عبر إثارة قضايا مثل القفطان المغربي المعروف بانتمائه للمملكة منذ القدم، بعدما افتعلوا مشاكل مع الساسة المغاربة، لاسيما وأنهم يختارون نهج أسلوب التصعيد في وجه المغرب الذي اختار الهدنة ومد اليد لطي الخلافات بحكمة واتزان.
وتدافع المغربيات عن لباسهن التقليدي بإبرازه في العالم، ومن خلال الترويج له في عروض أزياء، ما يجعل النجمات العالميات يخترنه في إطلالتهن.
ويتربع القفطان على عرش الجمال بلا منازع، وهو لباس تقليدي للمرأة المغربية في المناسبات والأمسيات الاحتفالية والأعراس. وتختلف تصاميمه حسب المنطقة، إلا أن العقد والأحزمة المصنوعة بكل إتقان تعتبر نقطة مشتركة بين مختلف التصاميم.
وقال عبد الرحيم الزمزمي رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة الرباط -سلا -القنيطرة، إن الحدث الأبرز لهذا الأسبوع الثقافي المغربي يتمثل في عرض للأزياء سيسلط الضوء، الجمعة، على روعة وأصالة القفطان المغربي، بمشاركة العديد من المصممين الذين جاءوا خصيصا من المغرب.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن هذا المعرض الذي ينظم بشراكة مع جهة الرباط -سلا -القنيطرة، ووزارة الشباب والثقافة والاتصال، ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، يضم 30 رواقا لصناع تقليديين موهوبين يمثلون مختلف جهات المملكة، موضحا أن الهدف من هذا الحدث يتمثل في تسليط الضوء على الثقافة المغربية في كينيا.
ويعرض حوالي 30 حرفيا وصانعا تقليديا منتجاتهم وخبرتهم الحرفية من السادس والعشرين من نوفمبر الجاري وحتى مطلع ديسمبر.
ويفتح المعرض أبوابه للمقيمين والسياح الأجانب في نيروبي الذين أبدوا سعادتهم باستكشاف المغرب وثقافتها الغنية والمتنوعة في بلد بعيد عنها. وأعرب الكثير من الزوار عن تفاجئهم بجمال الثقافة المغربية الأمازيغية التي تشكل من خلال ألوانها تصاميم غنية ومريحة للعين.
وأوضح الزمزمي في هذا السياق أن المعرض يعد وسيلة لمد الجسور مع هذا البلد الواقع في شرق إفريقيا، حيث سيتيح للكينيين فرصة التعرف على القفطان المغربي، والحرف التقليدية، فضلا عن تقاليد وعادات المملكة.
وأضاف أن هذا الحدث من شأنه أيضا الإسهام في نسج شراكات جديدة مع الأطراف الكينية، بهدف تبادل الخبرات في مجال الصناعة التقليدية.
وقدم العارضون، الذين يمثلون مختلف مدن المملكة مزيجا من ألوان مختلف مناطق المملكة، إذ حضر السجاد وصناعة الصوف والحنبل ثم الفن التشكيلي من الخميسات، وتجليد الكتب والفخار، ثم صناعة الأحذية الجلدية من الرباط، ومنتوجات الجلد والنحاس من فاس، وصناعة الحلي والمجوهرات من القنيطرة، والدراعية من العيون بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
كما احتلت النساء المغربيات مكانة بارزة في هذه المناسبة، إذ أصبحن في مجال الصناعة التقليدية والحرف اليدوية سفيرات للمغرب من خلال حضورهن في معارض دولية عديدة.
وأعرب ممثل جهة العيون الساقية الحمراء يسلم يارا، عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث، الذي يندرج في إطار الدبلوماسية الموازية. وعبر عن فخره بعرض منتجات الصحراء المغربية، بما في ذلك “الفوقية” والسروال العربي و”الدراعية” على الكينيين والسياح، مبرزا الأهمية البالغة التي تحظى بها هذه الملابس التقليدية لدى عموم المغاربة.
ويشكل هذا الحدث الثقافي الغني فرصة للعارضين من أجل الحصول على أسواق جديدة لمنتوجاتهم الفريدة.
وأكد الصناع التقليديون المشاركون في المعرض، أن هذا الحدث يهدف، بالإضافة إلى الجانب التجاري، إلى التعريف بغنى الثقافة والصناعة التقليدية المغربية لدى الجمهور الكيني وعموم منطقة شرق إفريقيا.
كما أعربوا عن تفاجئهم بالإقبال الكبير للجمهور الكيني على كافة المنتجات المعروضة من ملابس تقليدية ومنتجات ومستحضرات تجميل، إضافة إلى السجاد ومنتجات الديكور. ولم يخف زوار المعرض، من جهتهم، حبهم لكل من هو مغربي، وأعربوا عن رغبتهم في أن يصبح هذا المعرض موعدا سنويا لتعزيز الروابط الثقافية بين شعبي وحضارتي البلدين.