لوموند: العرب ابواق صوتية عاجزون عن تقديم أي حلول بخصوص المأساة في غزة
قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن الدول العربية والإسلامية التي اجتمعت يوم السبت المُنصرم، بمبادرة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، دانت بشدة وبصوت واحد، الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وقالت إن الإجماع بين أعضاء الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، كان في المقام الأول، وسيلة لإخفاء الخلافات التي لا يمكن التغلب عليها بلا شك، فضلا عن نصيب لا يمكن إنكاره من المسؤولية في المأساة المستمرة. وسارعت هذه الدول إلى إدانة النفاق الغربي، ولم يتردد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في القيام بذلك.
وأضافت “لوموند” أنه في عام 2002، دافع العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، ولي العهد آنذاك، بشجاعة عن مبادرة السلام التي تتمحور حول حل الدولتين، وإنشاء دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل، في محاولة لوضع حد للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وعرض هذا الاقتراح مقابل التطبيع مع إسرائيل على أعضاء الجامعة العربية، مع استثناءات قليلة.
وهذه المبادرة، التي تعاملت معها إسرائيل بازدراء، ضاعت للأسف في ظل الجمود وغياب أي مفاوضات بين الطرفين. لكن تم التخلي عنها قبل كل شيء بقرار الإمارات والبحرين ثم المغرب والسودان، في عام 2020، بتطبيع العلاقات مع الدولة اليهودية دون أدنى تعويض، ولو رمزي، للفلسطينيين، تقول ”لوموند”.
ويمكن أن يلجأ محمد بن سلمان، الذي دفعته إدارة بايدن، إلى اتخاذ القرار بالتطبيع مع إسرائيل بعد فترة من اللياقة، مما يحرم الدول العربية بشكل نهائي من أدنى رافعة في ملف حوّلت العديد من هذه الدول اهتمامها عنه. وومن المؤكد أن البعض، دون أن يدركوا ذلك، يريدون استئصال حماس، وهو الهدف الذي أعلنه الجيش الإسرائيلي.
ورأت الصحيفة الفرنسية أنه كان من العار أن يدين “سيد دمشق” الهجوم الإسرائيلي، وهو الذي فرض حصاراً قاسياً على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوبي دمشق، خلال الحرب الأهلية.
كما اعتبرت “لوموند” أن الانقسامات العربية والإسلامية تُنتج عجزاً مع تراكم الموت والدمار في غزة. فبعد مرور الإدانات والتصريحات التركية والإيرانية، قرر المشاركون في قمة الرياض عدم القيام بأي شيء، ولم يطرحوا أدنى اقتراح لنطاق مبادرة 2002، كما لم يفتحوا أدنى آفاق لـ“اليوم التالي”.
مع ذلك، تتابع “لوموند”، فإن هذا السؤال يؤرق المستشاريات الغربية، بالنّظر إلى وضع المُعكسر الفلسطيني، بين حماس التي أصبحت “منبوذة ”بعد هجومها المباغت وغير المسبوق في الداخل الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والسلطة الفلسطينية التي “تحتضر”.
وفي ظل شللهم التام بين الترقب والانتظار والغضب، لم العرب لـ“الإخوة” الفلسطينيين أي رد.