أيدت مقترح الحكم الذاتي.. فرنسا تلغي كل القيود على التأشيرات للمغاربة
أعلن الفرنسي لدى الرباط كريستوف لوكورتييه رفع جميع القيود المفروضة على التأشيرة للمغاربة وهو الملف الذي كان سببا في أزمة صامتة بين فرنسا والمغرب طيلة الأشهر الماضية وجسد لفترة طويلة حالة من الفتور في العلاقات، مؤكدا أيضا دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية حلا للنزاع المفتعل في الصحراء.
وقال في مقابلة مع راديو 2 ام المغربي “من الآن فصاعدا، لم تعد هناك أي قيود في ما يتعلق بإصدار التأشيرة من قبل فرنسا”، مؤكدا أن “أي شخص تقدم بطلب للحصول على تأشيرة و توفرت فيه الشروط المطلوبة، سيحصل عليها دون أدنى قيود”.
واعتبر لوكورتييه أن أزمة التأشيرات كانت خطأ وأن بلاده فرطت كثيرا في علاقاتها مع الغرب، مضيفا أن المغاربة شعروا بالإهانة بسبب فرض قيود لحصولهم على التأشيرات.
وقال إنه لا يمكن اختزال العلاقات بين البلدين في أرقام ، مضيفا أن “محو هذه الإهانات سيستغرق بعض الوقت”، مشددا على أن نسبة منح التأشيرات في عام 2023 سجل زيادة بنحو 80 بالمئة مقارنة بالعام السابق، في حين تصل نسبة رفض طلبات التأشيرات حاليا إلى 1 من 8 بالمئة.
وأعطى كذلك أوضح إشارات على إنهاء فرنسا لترددها في الاعتراف بمغربية الصحراء من خلال إعلانه أن بلاده جزء من ديناميكية المغرب وأنها تدعم مخطط الحكم الذاتي الذي تقترحه المملكة كحل وحيد منطقي لإنهاء النزاع المفتعل في الصحراء وهو المقترح الذي يكتسب يوما بعد آخر زخما دوليا.
ولعبت لوبيات فرنسية معادية لمصالح المملكة المغربية دورا في تأزيم العلاقات بين الشريكين سواء في قصر الاليزيه أو في الاتحاد الأوروبي، في تحركات تعاملت معها الدبلوماسية المغربية بحكمة مفككة بشكل تدريجي وعمليا تلك التحركات.
وقال لوكورتييه أمس الاثنين في مقابلة مع راديو 2 ام المغربي “يجب أن نتقدم في موقفنا… سنكون حليفا دائما ووفيا ومبدعا وديناميكيا لما يقوم به المغرب، نحن جزء من ديناميكية المغرب وسندعم الخطوات التالية حتى يمكن مشاركة هذه الخطة دوليا”، في إشارة إلى مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وأوضح أن فرنسا تدرك جيدا حساسية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب وأنها دعمت منذ طرحت الرباط مبادرة الحكم الذاتي هذا المسار وانخرطت فيه بشكل كامل على مستوى المؤسسات الدولية كخيار واقعي لحل النزاع في الصحراء.
وشدد على ضرورة أن تمضي بلاده في موقفها من النزاع بعدما أيدت تاريخيا مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
وردا على سؤال ما إذا كان حديثه يعني اعترافا رسميا فرنسيا بمغربية الصحراء أجاب السفير لوكورتييه بالقول “عندما يحين الوقت لكي تتقدم فرنسا في موقفها ستعلن عن ذلك لمواصلة مساندة ودعم المملكة على طريق إيجاد حل دائم يتيح تطوير التنمية في المنطقة”.
وتأتي هذه التطورات بعد إشارات ايجابية بين المغرب وفرنسا على اثر توترات بعضها مرتبط مباشرة بموقف باريس من مغربية الصحراء وأخرى بملف التأشيرات وبعضها الآخر على علاقة بتصرفات الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون خلال محنة زلزال الحوز حيث تجاوز الأعراف الدبلوماسية بتوجيه خطاب للشعب المغربي، في خطوة ندد بها المغاربة وذكروا ماكرون بأن الشعب على قلب واحد خلف الملك محمد السادس ولا يتلقون خطابات من الخارج.
وفي الخامس من أكتوبر الماضي تسلم العاهل المغربي الملك محمد السادس أوراق اعتماد كريستوفر لوكورتييه سفير باريس لدى الرباط الذي ظل ينتظر هذا اللقاء طيلة نحو عام منذ تعيينه في ديسمبر من العام الماضي.
وقال السفير الفرنسي حينها في تدوينة على منصة ‘اكس’ “إنه لشعور عظيم أن يستقبلني صاحب الجلالة الملك محمد السادس اليوم لمنحه أوراق اعتمادي وللتعبير عن الاحترام والإعجاب المستلهَم من التطور الذي شهده المغرب في السنوات الأخيرة”.
وفي 19 من الشهر ذاته أنهى المغرب نحو عام من الشغور الدبلوماسي في فرنسا، في خطوة على طريق وضع حدا للأزمة الصامتة بين البلدين، فيما سعت باريس في العديد من المناسبات إلى إعادة الدفء إلى العلاقات مع المملكة التي تعتبر شريكا موثوقا للاتحاد الأوروبي.
وعيّن العاهل المغربي سميرة سيطايل سفيرة جديدة للمملكة في باريس، وفق ما أفاد بيان للقصر الملكي، بعدما ظل هذا المنصب شاغرا لأشهر في سياق فتور دبلوماسي بين الدولتين.