وزير خارجية أذربيجان: حان الوقت لتوسيع التعاون الاقتصادي مع المغرب
أكد وزير الشؤون الخارجية الأذري جيهون بيراموف أن أذربيجان تولي اهتماما بالغا لتطوير علاقاتها مع المغرب وتوسيع التعاون الاقتصادي بين البلدين.
وجاء ذلك في لقاء صحفي مشترك بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة ونظيره الأذري جيهون بيراموف في ختام أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الثنائي المغرب – أذربيجان، بالرباط.
وتشكل هذه الدورة، التي تعرف مشاركة وفد أذري هام يمثل عددا من الوزارات ومؤسسات الدولة، فرصة للبلدين لتعزيز التزامهما بالنهوض بالتعاون في مختلف المجالات.
وبهذه المناسبة، تم التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات مختلفة، مما يجسد التزام البلدين بتنويع وتعميق تعاونهما.
تبدي أذربيجان اهتماما متزايدا بتطوير علاقاتها مع القارة الأفريقية، مما يفتح الطريق أمام فرص ذات منفعة متبادلة للأنشطة ثلاثية الأطراف المزمع تحقيقها.
يعد منتدى الأعمال المغربي – الأذري، المقرر انعقاده الثلاثاء بالرباط، بتعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين
وذكّر جيهون بيراموف بالحصيلة الممتازة في ما يتعلق بالدعم المتبادل لمبادرات وترشيحات البلدين داخل مختلف المنظمات الدولية، معربا عن استعداد أذربيجان لمواصلة تعزيز علاقاتها مع المملكة.
كما دعا بيراموف الفاعلين الاقتصاديين المغاربة إلى اغتنام فرص الأعمال المتاحة في أذربيجان من خلال الاستفادة من الروابط الودية والمنتظمة بين البلدين.
ولفت إلى أن حجم المبادلات التجارية والاستثمارات الثنائية “متواضع للغاية” مقارنة بإمكانيات البلدين، مشيرا إلى أنه قد حان الوقت للنظر في توسيع التعاون الاقتصادي من خلال التوقيع على معاهدات ثنائية للاستثمار تهم، بالخصوص، التجارة والطاقة والنقل والفلاحة والمناطق الحرة.
كما أعرب عن أمله في أن يتوج منتدى الأعمال الأول المغرب – أذربيجان، الذي سيعقد الثلاثاء بمشاركة فاعلين اقتصاديين من أذربيجان، بنتائج إيجابية، داعيا المقاولات المغربية إلى استكشاف فرص الأعمال والاستثمار في بلاده، وتطوير الشراكات في قطاع الموانئ.
وتطرق كذلك إلى الإمكانات الكبيرة للتعاون في مجال التعليم والبحث، مشيرا إلى أن مؤسسات التعليم العالي في أذربيجان مهتمة بتعميق العلاقات مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ومؤسسات أخرى، من خلال وضع برامج جامعية وللتبادل الطلابي.
ويعد منتدى الأعمال المغربي – الأذري، المقرر انعقاده الثلاثاء بالرباط، بتعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين، مما يجسد أهمية هذه العلاقة الواعدة.
وتمحورت المباحثات أيضا حول آفاق إرساء تعاون ثلاثي يعود بالنفع على البلدان الأفريقية الشريكة. وتندرج هذه المبادرة في إطار التوجيهات السامية للعاهل المغربي الملك محمد السادس، التي تضع أفريقيا والتعاون جنوب – جنوب في صميم السياسة الخارجية للمملكة.
وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة أن الروابط المتميزة التي تجمع المغرب وأذربيجان نابعة من توافق وجهات النظر إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وقال إن “الروابط المتميزة بين البلدين الصديقين نابعة من العلاقات الأخوية بين قائدي الدولتين الملك محمد السادس والرئيس إلهام علييف، وكذلك من منطلق التوجهات المتطابقة لبلدينا والتي تطبعها وشائج التضامن وتوافق وجهات النظر إزاء القضايا الثنائية والإقليمية والدولية”.
وأضاف أن الاجتماع شكل فرصة للوقوف على الإنجازات المحققة خلال السنوات الأخيرة وتثمين مكاسبها، وتحديد المعالم المستقبلية لهذه العلاقة الواعدة، مبرزا أنه تم إغناء الإطار القانوني للتعاون بالتوقيع على عدة اتفاقيات تهم مجموعة من المجالات كالطاقة واللوجستيك، وكذلك الاتفاق على العديد من المبادرات والأنشطة التي سيتم إنجازها في المستقبل القريب، والتي من شأنها إعطاء زخم متجدد للتعاون القطاعي وتعميق الشراكة وتنويعها.
وأشار إلى أن “هذه الدورة شكلت أيضا مناسبة لتبادل وجهات النظر حول مجموعة من القضايا الإقليمية والدولية”، مؤكدا أن هذه المواقف “يقدرها كثيرا الملك محمد السادس والشعب المغربي وكل القوى الحية في المملكة المغربية، وهذا ليس غريبا عن بلد صديق تجمعنا به أواصر متينة وعلاقات متميزة وتضامن موصول”.
وسجل بوريطة أن المغرب وأذربيجان يوليان أهمية قصوى لتوطيد علاقاتهما الاقتصادية، مشيرا إلى انعقاد منتدى للأعمال بين البلدين، الثلاثاء، بحضور عدد كبير من الفاعلين الاقتصاديين من البلدين، والذي من شأنه أن يخلق فرص شراكة اقتصادية ويساعد على إنشاء بيئة مؤاتية للاستثمار، ويعطي زخما للتعاون الثنائي ودفعة جديدة للمبادلات التجارية.
وكان المغرب من بين البلدان الأوائل التي اعترفت باستقلال أذربيجان في ديسمبر 1991. وفي السنة الموالية، أقام البلدان رسميا علاقات دبلوماسية أسست لعلاقة مستدامة ومثمرة.
وفي سنة 2007، عينت أذربيجان أول سفير لها مقيم بالرباط. وفي 2008، اتخذ المغرب خطوة مماثلة من خلال تعيين أول سفير له في باكو. وقد عززت هذه المبادرات التزام البلدين بتكثيف روابطهما السياسية وتعزيز شراكتهما الاقتصادية.