المخــــرج حســـــن البهروتـــــي يبــــــرز الــــدور التاريخــــــي للمغـــرب في تحريـــــــر إفريقيـــــــا بالوثائــــــــق
فيلم وثائقي يؤكد احتضـــــــان المملكة الشريفة لزعماء الاستقلال في الـقــــارة الإفريقية
المغرب وحركات التحرر الإفريقية»، فيلم وثائقي للمخرج المغربي، حسن البهروتي، يبرز الدعم السياسي والدبلوماسي واللوجيستيكي المغربي للحركات الوطنية والتحررية بإفريقيا، ويستحضر تاريخيا حقبة التضامن والدعم السياسي والدبلوماسي واللوجيستيكي للحركات الوطنية والتحررية الإفريقية، التي خاضت غمار الكفاح الوطني من أجل التحرير
من سطوة الاستعمار. ويؤكد الشريط الوثائقي، الذي جرى عرضه أول أمس الخميس بالفضاء السينمائي «ميكاراما غويا» بطنجة، في مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، ضمن فعاليات الدورة الـ 23 للمهرجان الوطني للفيلم، بالوثائق، الدور الرائد للمغرب في دعم الحركات التحررية في إفريقيا. يقول حسن البهروتي إن المغرب من الدول الإفريقية الأولى التي قدمت مساعدات لوجيستيكية ودعما سياسيا بالنسبة إلى حركات التحرر في إفريقيا، منذ عهد الملك الراحل محمد الخامس، مرورا بفترة حكم المغفور له الملك الحسن الثاني، ووصولا إلى جلالة الملك محمد السادس، الذي واصل مسيرة دعم المغرب لإفريقيا. وذكر البهروتي، عبر شريطه الوثائقي، بأن الملك الراحل، أب الأمة، جعل من المملكة أرضا محتضنة لحركات التحرر وزعماء الاستقلال الإفريقي، مؤكدا أن مدينة بركان كانت ملاذا لحركات تحرر البلدان الإفريقية القريبة والبعيدة. وأضاف «الملك الراحل الحسن الثاني، طيب لله ثراه، وريث ورفيق والده.
الكفاح، لم يدخر جهدا في خدمة استقرار واستقلال البلدان الإفريقية الشقيقة»، مشيرا إلى أن الجنود المغاربة قاتلوا في عدة مناسبات إلى جانب دول إفريقية شقيقة وقدموا دماءهم على أرض هذه البلدان في سبيل الاستقلال والحفاظ على الوحدة الترابية. ولعل الأمر الذي دفع البهروتي لمواصلة رحلة بحثه، يتمثل في «التجاهل الدولي لدور المغرب المهم إزاء إفريقيا، ورد فعل الدول الإفريقية نفسها التي تلقت المساعدات من قبل المغرب، في ظل عدم اعترافها بما قامت
به المملكة تجاهها». يقول البهروتي: «شرعت في البحث والتقصي،وسافرت إلى دول جنوب إفريقيا والموزنبيق وأنغولا وغينيا بيساو وناميبيا، حيث وجدت العديد من الوثائق الأرشيفية تتحدث عن المغرب، في الوقت الذي يتجاهل الإعلام المعادي للمغرب، مكتفيا بالحديث على المساعدات المقدمة للدول الإفريقية من قبل الجزائر. وهو ما أعتبره نوعا من تشويه التاريخ الذي يقتضي ضرورة توضيح الحقيقة». وبالنسبة لمصادره، اعتمد البهروتي على شهادات حية لشخصيات عاشت المرحلة في الدول الإفريقية التي زارها، كما استند على وثائق أرشيفية لدى هذه الدول، منوها بالدور الداعم الذي قدمته له سفارات المملكة المغربية، في مختلف الدول التي اشتغل فيها على الفيلم. وأبرز البهروتي أن التاريخ يشهد على أن المملكة المغربية بادرت، غداة استقلالها، إلى تفعيل البعد الإفريقي عبر المشروع الطلائعي.
لتحرري الذي دعا إليه جلالة المغفور له محمد الخامس من خلال حرصه، في يناير 1961، على استضافة مؤتمر الدار البيضاء وإنشائه لـ «مجموعة الدار البيضاء» ذات التوجه التحرري والثوري من أجل تحديد سياسة إفريقية مشتركة حول القضايا المطروحة آنذاك على الساحة الإفريقية والدولية، وإنشاء وحدة سياسية، وإرساء اندماج اقتصادي وسياسي
ومجتمعي. وأكد أن هذه الرؤية الاستشرافية لجلالة المغفور له محمد الخامس، طيب لله ثراه، استندت إلى الرصيد التاريخي والتجاري والروحي والثقافي والسياسي لعلاقات المملكة المغربية مع العديد من الدول الإفريقية حديثة الاستقلال آنذاك، مشيرا إلى أن جلالة المغفور له الحسن الثاني واصل ربط جسور هذا المشروع التحرري من خلال دعم بعض الأقطار الإفريقية والإسهام في طموحاتها وتطلعات شعوبها في التحرر من الاستعمار، مذكرا في هذا الإطار بأن المملكة كانت من الرواد المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية. وفي ظل القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ظل المغرب ثابتا في مواقفه ومبادئه وتوجهاته نحو القارة الإفريقية، فجلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، لا يدخر وسعا في إبرام الاتفاقيات والتعاقدات والشراكات مع البلدان الإفريقية الشقيقة والصديقة، وكذا في نسج علاقات دبلوماسية واقتصادية وتنموية متينة.