تبون يعين سفيرا جديدا للجزائر في إسبانيا رغم عدم اكتراث مدريد
بعد أن سبق لها الإعلان عن قطع العلاقات من جانب واحد قبل عام ونصف، عادت الجزائر مرة أخرى لتعيد علاقاتها مع إسبانيا من جانب واحد أيضا، وذلك بعد تعيين سفير جديد في مدريد، وهي الخطوة التي تأتي في ظل فقدان قصر المرادية الأمل في حدوث تغيير على مستوى الحكومة الإسبانية، حيث يمضي رئيس الوزراء المكلف، بيدرو سانشيز، في جمع الأغلبية اللازمة للحصول على الثقة البرلمانية.
وأوردت إذاعة “أوندا ثيرو” الإسبانية، اليوم الخميس، أن الجزائر أنهت الأزمة الديبلوماسية مع إسبانيا التي امتدت لـ19 شهرا، حيث تستعد لإرسال سفير جديد إلى مدريد عوض سعيد موسي الذي جرى استدعاؤه في 19 مارس 2022 بأمر من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وذلك كرد فعل على إعلان حكومة سانشيز دعم مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.
من جهتها قالت صحيفة “إلكونفيينثيال” الإسبانية إن الأمر يتعلق بعبد الفتاح دغموم، سفير الجزائر السابق في غينيا، والذي سبق أن عمل مستشارا في سفارة بلاده في مدريد، والذي سيحل محل موسي الذي جرى تعيينه في وقت سابق سفيرا للجزائر لدى فرنسا، وتابع المصدر نفسه أن عودة العلاقات بين البلدين ستشمل أيضا رفع الحظر عن السلع الإسبانية.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام من إعلان سانشيز، باعتباره رئيس الوزراء المكلف وزعيم الحزب الاشتراكي العمالي، ويولاندا دياث، النائبة الثانية لرئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال الحالية، بصفتها زعيمة تحالف “سومار” اليساري، توصلهما لاتفاق من أجل تشكيل حكومة ائتلافية جديدة، وهي الخطة التي تسبق نيل ثقة البرلمان.
وكانت الجزائر تأمل في طي صفحة سانشيز، ومعها إعلانه دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، بعد حصول الحزب الشعبي اليميني على الرتبة الأولى في الانتخابات العامة السابقة لأوانها التي جرت شهر يوليوز الماضي، لكنه لم يستطع الحصول على أصوات الأغلبية البرلمانية رغم تحالفه مع حزب “فوكس” اليمين المتطرف.
وأصبحت عودة سانشيز لمنصب رئيس الوزراء أمرا واقعا، بعد أن حصل على تأييد الأحزاب اليسارية، ويُنتظر أن يصل إلى تفاهمات أيضا مع الأحزاب المؤيدة لانفصال إقليم كاتالونيا الممثلة بمجلس النواب، في مقابل حصول زعمائها على العفو من الأحكام الصادرة في حقهم بعد تنظيمهم استفتاء الانفصال عن إسبانيا في 2017.
وكانت الجزائر قد أعلنت عن استدعاء سفيرها من مدريد يوما واحدا بد الرسالة التي وجهها سانشيز للمك محمد السادس، لإنهاء الأزمة الدبلوماسية التي تلت سماح إسبانيا بدخول زعيم جبهة “البوليساريو” الانفصالية إلى أراضيها بشكل سري وبوثائق هوية جزائرية مزيفة، وهي الرسالة التي أعلن من خلالها أن مقترح الحكم الذاتي المغربي هو “الأكثر جدية وواقعية ومصداقية”.