في مؤتمر حركة صحراويون.. لا خيار إلا الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية
انطلقت الجمعة بمدينة داكار الندوة الدولية الثانية للحوار والسلام في الصحراء المغربية التي تنظمها حركة صحراويون من أجل السلام التي تطرح طريقا ثالثا لحل النزاع المفتعل من قبل جبهة البوليساريو والمنادية بمعالجة سلمية استنادا لمبادرة الحكم الذاتي التي يطرحها المغرب كحل واقعي ومنطقي يلقى صدى وتفاعلا دوليا وإقليميا.
وأكد وزير الدفاع رئيس البرلمان الإسباني السابق خوسيه بونو الذي يشارك في المؤتمر إلى جانب رئيس الوزراء الأسبق خوزيه لويس رودريغيز زاباتيرو، أن الصحراء ليست أرضا محتلة من المغرب كما تروج لذلك الجزائر وجبهة البوليساريو وقلة من الدول التي تسناد مطالب الانفصاليين بناء على أفكار خاطئة ومسبقة.
وأشار إلى الزعيم الكبير الأفريقي نيلسون مانديلا الذي لم يتردد في التحدث في سيرته الذاتية عن التضامن الذي وجده في المغرب.
لكنه ألقى الضوء في هذا السياق على تأثير الأحكام المسبقة ووسائل الإعلام على تصور المجتمع الدولي لقضية الصحراء، مؤكدا أن “فهمه للصحراء كان نتيجة لأفكار مسبقة بلا معلومات”، وأن “رأيه تأثر بشكل رئيسي بثلاثة عوامل” بما في ذلك “المعلومات المنشورة في وسائل الإعلام في بلاده”، و”العواطف التضامنية التي أثارها مئات الأطفال الصحراويين القادمين إلى إسبانيا لقضاء عطلاتهم”، وأيضا “ذكرياته بزعماء جبهة البوليساريو من عام 1975 الذين كانوا على اتصال معه”.
وذكّر في الوقت ذاته بالدعم الذي قدمه العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني ومن بعده نجله الملك محمد السادس لقضية الجزائر خلال الجمعيات العامة للأمم المتحدة في ممارسة وسلوك يختلفان عما تبادر به الجزائر الآن بدعمها للبوليساريو وللطرح الانفصالي.
وأشار كذلك إلى تجربته في الصحراء المغربية، مؤكدا أنه لم ير هو وزملاؤه أرضا أو سكانا يناضلون من أجل تحريرها، مؤكدا على “مشاركة الصحراويين في الحياة السياسية في المنطقة” ومشاركتهم في الانتخابات المغربية لعام 2021 التي تجاوزت المعدل الوطني في المغرب”، بالإضافة إلى “مستوى التنمية في الصحراء”.
واستحضر بونو وقائع تاريخية في حديثه عن مغربية الصحراء، مشيرا إلى أن المغرب حين سجل صحراءه في لجنة الأمم المتحدة في عشرينات القرن الماضي كإقليم ينتظر التفكك في عام 1963 إنما كان يشير وبشكل واضح إلى تفكك الاستعمار الاسباني للاقليم، معبرا عن استغرابه من أحاديث بعض القادة الأفارقة عن احتلال مغربي للصحراء بينما هي صحراؤه.
الوزير الاسباني السابق أثار كذلك ضرورة إحصاء سكان مخيمات تندوف متسائلا كيف تتحدث البوليساريو وداعميها عن استفتاء لتقرير المصير بينما لا يتم السماح بإجراء تسجيل للأشخاص في المخيمات.
وتساءل أيضا كيف يمكن للاتحاد الإفريقي أن يعترف ببلد هو أصلا غير معترف به من الأمم المتحدة في إشارة إلى الكيان غير الشرعي المسمى الجمهورية العربية الصحراوية، مضيفا ما إذا كان من الممكن إنشاء دولة مستقلة لعشرات الآلاف من الأشخاص، كثيرون منهم من دول أخرى في المنطقة”.
ودعا القادة الأفارقة إلى دعم مبادرة واضحة هي مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية سبيلا وحيدا لإنهاء النزاع في الصحراء.
وقال إن لدى الأفارقة خياران إما “دعم مجموعة من الصحراويين الذين يرغبون في إقامة دولة قليلة الاستدامة لعشرات الآلاف من الأشخاص ودولة يرغبون في تأسيسها على أساس عرقي مع الصدى العنصري والكراهية للأجانب التي تنطوي عليها هذه الدعوى”، أو “دعم حل للحكم الذاتي المتكامل الذي يهدف إلى التعايش والازدهار وكرامة مواطنيه”.
ودعا في ختام حديثه إلى إنهاء معاناة الصحراويين في مخيمات تندوف تحت حراب البوليساريو، مشيرا إلى مآس كثيرة بينها معاناة من سوء التغذية الحاد وتأخر في النمو والأمية، مقدما أرقاما مفزعة عن حال هؤلاء.
ورحب خوزيه لويس رودريغيز زاباتيرو رئيس الوزراء الاسباني الأسبق الذي يشارك في المؤتمر، بمبادرة الحركة الصحراوية لإقامة حوار حقيقي مع المغرب من أجل مصلحة الشعب الصحراوي، مستندا إلى التبادل والتفاهم دون اللجوء إلى المواجهة والقوة.
وتابع أن الحركة الصحراوية من أجل السلام تجري بانتظام حوارا مثمرا مع المغرب بحثا عن حل ينهي النزاع المفتعل، معتبرا انه يمكن لهذا الحركة أن تقود الشعب الصحراوي نحو أقامة حكم ذاتي تحت السيادة المغربية.