المغرب ينتشل العشرات من المهاجرين الأفارقة قبل غرقهم قبالة سواحل الداخلة
تمكن المغرب من إنقاذ العشرات من المهاجرين الافارقة من جنوب الصحراء في اطار مساهمتها في الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الهجرة غير النظامية وشبكات تهريب البشر مع التأكيد على عدم التعويل فقط على البعد الأمني والعمل على منح الأمل للشباب الافريقي الفار من الحروب في بلدانه الواقعة جنوب الصحراء.
وأعلنت البحرية المغربية الثلاثاء أنّها انتشلت جثث ثلاثة مهاجرين وأنقذت 189 آخرين، كلّهم من السنغال، كانوا على متن قاربين “في وضعية صعبة” قبالة سواحل مدينة الداخلة في الصحراء المغربية
وأوردت وكالة المغرب العربي للأنباء نقلا عن مصدر عسكري قوله إنّ “وحدات للبحرية الملكية وعناصر مكلّفة بمراقبة الساحل قدّمت، الإثنين، خلال عمليتين منفصلتين، المساعدة لقاربين في وضعية صعبة جنوب مدينة الداخلة، كان على متنهما 189 مرشحا سنغاليا للهجرة غير الشرعية، من بينهم 18 امرأة و29 قاصرا، إضافة إلى 3 جثث، وذلك في إطار مهام البحث والإنقاذ”.
وأوضح المصدر أنّ “القاربين أبحرا انطلاقاً من السواحل السنغالية، يومي 2 و17 أكتوبر الجاري تواليا، في اتجاه جزر الكناري”.
وتم تسليم الجثث الثلاث إلى جهاز الوقاية المدنية من أجل نقلها إلى مستشفى الحسن الثاني بالداخلة.أما الأشخاص الذين تم إنقاذهم فتلقّوا الإسعافات الأولية قبل تسليمهم لمصالح الدرك الملكي للقيام بالإجراءات الإدارية.
وتزايدت محاولات الهجرة غير النظامية نحو جزر الكناري في السنوات الأخيرة بسبب تشديد الرقابة في البحر الأبيض المتوسط فيما يعول الاتحاد الأوروبي على المغرب للتصدي للهجرة غير النظامية.
كذلك تسجّل محاولات عبور انطلاقاً من المغرب والصحراء المغربية التي تخضع لحكم المملكة حيث فر الآلاف من سكان جنوب الصحراء من الحرب الدائرة في دول مثل مالي والنيجر ببوركينافاسو بين جيوشها والجماعات الجهادية.
وكان وزير العدل المغربي عبداللطيف وهبي شن بداية الشهر الجاري انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي بشان سياساته المتعلقة بالهجرة غير الشرعية قائلا انها سياسة تنطوي على اتجار بالبشر في خطاب صريح ينتقد النهج الأوروبي في مواجهة تنامي ظاهرة باتت تقلق دول شمال وجنوب المتوسط.
واظهر وهبي غضب الرباط من السياسة الأوروبية العقيمة في التعامل مع مسالة الهجرة باعتبارها مسالة أمنية فقط وتجاهل النواحي التنموية والاقتصادية وضرورة منح الأمل للشباب المحبط الذي يبحث عن فرصة للعيش وهي ملفات تؤكد عليها الرباط لإيجاد حل للملف وعدم حصره في بعده الامني.
وبحسب أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية، استقبلت جزر الكناري أكثر من 23500 مهاجر منذ مطلع العام حتى 15 أكتوبر، أي بزيادة تناهز 80% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وخلال الأسبوعين الأولين من أكتوبر، وصل 8561 مهاجرا إلى الكناري، وهو عدد قياسي منذ أزمة الهجرة السابقة عام 2006، وفق وسائل إعلام إسبانية.
واعتبر وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا خلال زيارة إلى الكناري هذا الأسبوع أن “تزايد” تدفق المهاجرين مرتبط بـ”زعزعة الاستقرار في منطقة الساحل”.
وساهم المغرب في جهود التخفيف من وطأة الهجرة غير الشرعية فيما مثلت حادثة مليلية الماساوية بوفاة عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين قرب السياج الحدودي أثناء محاولة دخولهم الى الطرف الأوروبي في 2022 ابرز مثال على خطورة وحساسية الملف رغم ان التحقيقات اثبتت حينها ان الوفيات نتيجة الازدحام والاختناق وليس التعامل الامني.