المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة : تمخض الجبل فولد فأراً
ما نطق بكلام أو شارك في صنع مبادرة، إلا وخلف من وراء ذلك زوبعة من التعليقات والمواقف تكاد تعصف به وبمشاريعه. يقدم نفسه كرئيس للمجلس الاوروبي للعلماء المغاربة وهو عضو في العديد من الجمعيات الدينية الفاشلة ببلجيكا و فيدراليات المساجد لكنه لرجل الإشهار أقرب، في السبعين من عمره استطاع هذه الأيام كما السنوات الخوالي أن يخلق “البوز”، يتظاهر بحمل سيفه مدافعا دفاع الاسبرطيين على حسن أداء الفرائض الدينية والقيام بشعائر الإسلام وصون مقدساته في جو من الطمأنينة والأمن الروحي، بالنسبة لكافة المغاربة المقيمين بأوربا، رجالا ونساء، وفي إطار العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي مستأسدا بموقعه رئيسا للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة .
إنه الطاهر التوجكاني عراب إعادة الاعتبار للدور المتميز الذي تضطلع به الأديان من الناحية الأخلاقية. ، الذي انشغل عن عمله بتنظيم حفلات الافطار الرمضانية، ما جعله أمام فوهات مدافع الانتقادات من شخصيات أكاديمية وفكرية وثقافية وحقوقية من مغاربة العالم .
إنتهت الندوة العلمية التي نظمها المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة مع جمعية الأئمة بالاراضي المنخفضة شأن مواقيت الصلاة بمخرجات متواضعة وإجراءات تفاوتت التقييمات بشأن دور المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة في تحديد الأنشطة المراد القيام بها بتنسيق مع المجلس العلمي الأعلى.
والكثير يتحدث عن الغاية من هذه الندوة و مدى أهميتها خصوصا في هذه الظروف التي تعيشها اوروبا من المعاناة من الارهاب و ما يعيشه العالم من حروب .
في الوقت الذي كان ينتظر فيه مغاربة العالم خروج المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة ببلاغ يندد فيه الهجومات الارهابية التي ضربت بلجيكا و التأكيد على أن الاسلام دين التعايش و التسامح أو الخروج ببيان يندد فيه الهجمات العسكرية على قطاع غزة ، تمخض الجبل فولد فأرا بندوة علمية عن مواقيت الصلاة بهولندا ، لم يجد المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة الا هذا الموضوع المهم للتحدث فيه و جمع مجموعة من الائمة بهولندا للتذكير بأهميته و الإجتهاد في تحديده.
الأقوال أكثر من الأفعال، فيبدو للجميع أن خلية نحل تعمل في داخلها، وهي في الأصل فارغة الجوهر، حتى إذا أعلنت عن نشاطٍ كبير أو حفل عظيم حسب مسمياتها، يظهر الفأر فجأة، تظهر ضحالة الإنجاز الذي ما كان إلا فقاعات هوائية.
ندوات المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة رغم قلتها، لا تقدم شيئاً، ويأمل المهاجر المغربي بشيءٍ جديد في كل ندوة، لأن الأرض والواقع تغيرا، ومستجدات كثيرة حدثت، فالمتوقع أن يكون هناك تغيير في تركيبة هذا المجلس، وينتظر المواطن القرارات الكبيرة، والمواقف العظيمة، ثم تعلن قرارات لا تتجاوز الحبر على الورق، ولا تعطي قيمةً للحبر الذي كتب بها، فيخرج الفأر مرةً أخرى كما خرج كل مرة، بعد مخاضٍ كبير للجبل دام ليالي، لم يخرج منها إنجاز حقيقي، إلّا إنجاز بملامح الفأر.
في بعض المناسبات الدينية نقابل أعضاء المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة الذين تنطبق عليهم هذه المقولة كثيراً، ونحاول جاهدين ألا نكون مثل هؤلاء، فنحاول قدر الإمكان تقليل الكلام والفقاعات الإعلامية، والتوجه إلى العمل والجد الحقيقي، وليس الجد الظاهر فقط على شبكات التواصل الاجتماعي، يجب أن ننجز الكثير ونتحدث القليل، عندها ستتغير المقولة، وستصبح تمخض الجبل فولد جبلاً، أو ربما أنجز سلسلة جبال عملاقة، هكذا يقاس الإنجاز وتقاس الجهود المبذولة.
ولم يكن إنجاز المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة بقدر الدعم المالي الذي يتلقاه من المغرب والوقت الذي بذل. فقد أصبح كطالبٍ يوهم الجميع أنه يسهر الليالي وأنه يدرس الكثير، ويقول إنه لم يترك كتاباً ولا ملخصاً إلا استوعبه، وأنه متابع جيد لدروسه، ثم إذا جاء آخر العام رأيناه في قائمة الرسوب، لأنّ كل ما كان يوهم به الجميع من جهد ليس بجهد، بل هو تمثيل أنّه قام بجهدٍ ما.
في الغالب، يعيش المجلس حاليًا على جهاز إنعاش، لكن في مجمل الأحوال، أي محاولات لإعادة إحيائه يجب أن تبدأ أولًا بظهير ملكي يلغي مهام هذا المجلس ، وهذا سيتطلب تدخل المؤسسات المغربية المسؤولة عن الشأن الديني لسرد الوضع الحقيقي الذي يمر به هذا المجلس و مدى عجزه عن القيام بالمهام الموعودة اليه، كما يجب تفعيل عمل الكيانات المسؤولة عن الرقابة والمساءلة، وربط بمهامها بإجراءات قضائية محايدة ومستقلة وشفافة تسمح بتعزيز الرقابة المجتمعية . من ضمن هذه الكيانات المسؤولة عن التعيينات في مؤسسات الدولة، والاعتماد قواعد عمل واضحة للمجلس.
خلاصة القول، لا توجد حلول مُثلى لرأب الصدع داخل المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة ، لكن يظل إصلاح أدائه ضرورة ملحة للنهوض بآمال مغاربة العالم في المجال الديني.