تهديدات إرهابية تجبر دولا أوروبية على تشديد إجراءاتها الأمنية
شددت دول أوروبية من إجراءاتها الأمنية على وقع تهديدات إرهابية وذلك بعد هجومين شهدتهما بلجيكا وفرنسا نفذهما متطرفان اسلاميان على علاقة بتنظيم داعش فيما يعتقد ان تداعيات الحرب في غزة مرتبطة بشكل او آخر بما يحصل من تصاعد للتهديدات.
وقد أخليت ستة مطارات في مختلف أنحاء فرنسا الأربعاء بعد تلقيها عبر البريد الالكتروني “تهديدات باعتداءات”، كما أفاد مصدر في الشرطة.
وأوضح المصدر أن عمليات الإخلاء في مطارات ليل وليون ونانت ونيس وتولوز وبوفيه قرب باريس ستتيح للسلطات “تبديد أي شكوك” بأن التهديدات قد تكون حقيقية.لا تشمل هذه الاجراءات أي مطار باريسي.
وأوضح مكتب الاعلام في مطار نيس “كان هناك انذار فقط بوجود طرد مشبوه ما تطلب فرض طوق أمني. لكن كل شيء عاد الى طبيعته”.
من جهته، أكد متحدث باسم المديرية العامة للطيران المدني وجود “إنذارات بقنابل” و”عمليات إخلاء محطات” صباح الأربعاء في أربعة مطارات- ليل وليون وتولوز وبوفيه (بشمال باريس) لكن بدون اعطاء المزيد من التفاصيل على الفور.
وبحسب لوحة المعلومات الخاصة بالمديرية العامة للطيران المدني على الإنترنت، فان ثلاثة مطارات شهدت تأخيرات كبرى بعد الظهر وهي تولوز-بلانياك (جنوب غرب) وليل ليكين (شمال) وبوفيه-تيليه.
وفي مطار برون وهو مطار أعمال “تم تبديد الشكوك، واستؤنفت حركة الملاحة” كما أوضحت إدارة المطار.
وفي ليل “تم إخلاء المحطة حوالى الساعة 10.30” بحسب ناطقة.
وورد على موقع مطار ليل على الانترنت انه تم تحويل مسارات الرحلات الآتية من مراكش وجنيف وقسنطينة والتي كان من المقرر أن تهبط بين الساعة 11.05 و 11.40. وأوضح المطار على منصة اكس أن “اجهزة أمن الدولة موجودة في المكان”.
وتزايدت التهديدات بوجود قنابل في فرنسا منذ اغتيال أستاذ الجمعة في شمال البلاد على يد شاب إسلامي متطرف. وتم إخلاء متحف اللوفر وقصر فرساي السبت والثلاثاء على التوالي.
والجمعة الماضي توجه محمد موغوشكوف (20 عاما) روسي الجنسية ويتحدر من إنغوشيا الواقعة في شمال القوقاز متسلحا بسكين إلى المعهد الذي درس به في أراس حيث طعن دومينيك برنار، أستاذ اللغة الفرنسية البالغ 57 عاما، ثم أصاب ثلاثة أشخاص آخرين قبل أن تعتقله الشرطة.
ويقول رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية البريطاني “ام آي 5” إن الحرب بين إسرائيل وحماس تزيد من المخاطر الإرهابية في المملكة المتحدة، وهو يشعر بقلق حيال دور إيران خصوصا، وفقا لتعليقات أوردتها الصحافة الأربعاء.
ونقلت صحيفة تايمز عن المدير العام للجهاز “ام آي 5” كين ماكالوم قوله إن “من الواضح أن الأحداث في الشرق الأوسط ستؤدي إلى زيادة حجم التهديد الإرهابي” في المملكة المتحدة أو “تغير الأهداف المستهدفة”.
وكان ماكالوم يتحدث الثلاثاء خلال اجتماع في بالو ألتو بولاية كاليفورنيا بين مسؤولين من التحالف الاستخباراتي القوي المعروف باسم “العيون الخمس” (فايف آيز) ويضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وكندا.
وعقد هذا الاجتماع بعد عشرة أيام من بدء الحرب بين إسرائيل وغزة في أعقاب هجوم شنته حركة حماس في 7 أكتوبر. ووقع هجومان في أوروبا منذ ذلك الحين إذ تعرض في فرنسا مدرس للطعن حتى الموت في 13 أكتوبر في أراس في الشمال على يد طالب سابق متطرف. وفي بلجيكا، قُتل سويديان في هجوم ببروكسل الاثنين.
وشدد كين ماكالوم الذي نادرا ما تنقل الصحافة عنه تصريحات، خصوصا خاص على التهديد الذي تمثله طهران وقال “من الواضح أننا قلقون بشأن سلوك إيران في المملكة المتحدة منذ فترة طويلة”.
وفي يوليو، قالت وزارة الخارجية البريطانية إن المملكة المتحدة اضطرت للتعامل خلال 18 شهرًا مع أكثر من 15 “تهديدًا موثوقا” باغتيال أو خطف بريطانيين أو أشخاص في البلاد تعتبرهم طهران “أعداء للنظام”.
ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن كين ماكالوم قوله إن “الأنشطة المدعومة من إيران في المملكة المتحدة على مدى الأشهر الثمانية عشر الماضية أو نحو ذلك استهدفت أعداء النظام الداخليين ومعارضين ومنظمات إعلامية ناطقة باللغة الفارسية”.
وأضاف “من الواضح أن الأحداث في الشرق الأوسط تزيد من احتمالات أن تقرر إيران التحرك في اتجاهات جديدة. لا أستبعد أن تكون المملكة المتحدة معنية بذلك”.
وتابع كين ماكالوم أن “تصرفات الدول الاستبدادية تزداد عدوانية … نحن الآن في عالم مختلف عن العالم الذي عشنا فيه منذ نهاية الحرب الباردة”.
وتحدث رئيس الاستخبارات أيضًا عبر هيئة بي بي سي عن “التجسس واسع النطاق” الذي تمارسه الصين. ووفقًا للجهاز، استهدف العملاء الصينيون أكثر من 20 ألف شخص في المملكة المتحدة على مواقع مثل لينكد إن من أجل الحصول منهم على معلومات حساسة.
وأخليت مدرسة يهودية في وسط روما صباح الأربعاء في إطار “تدريبات” حسبما أفادت الشرطة في العاصمة الإيطالية بعدما كانت قد أعلنت أنها أخلتها بسبب وجود تحذير بوجود قنبلة.
وأشار صحافي في الموقع إلى أنه تم إغلاق حي الغيتو التاريخي، حيث تقع هذه المؤسسة.