استنفار أمني في فرنسا بعد مقتل مدرس في حادث إرهابي
تم إخلاء قصر فرساي الواقع على مشارف العاصمة الفرنسية باريس ومتنزهه “لأسباب أمنية” بعد ظهر السبت، وذلك بعد مقتل مدرس في عمل يشتبه أنه إرهابي ويرتبط بالتصعيد في غزة بين حماس وإسرائيل.
ووقع الهجوم قبل ثلاثة أيام من إحياء ذكرى اغتيال الأستاذ سامويل باتي الذي قتل بدوره في حادث إرهابي. وجاء في رسالة على قنوات التواصل الاجتماعي للقصر “أعزائي الزوار، لأسباب أمنية، يقوم قصر فرساي بإجلاء الزوار وإغلاق أبوابه. شكرا لتفهمكم”. وقالت محطة “بي.إف.إم.تي.في” الفرنسية نقلا عن مصادر في الشرطة إن المنطقة السياحية الرئيسية تلقت تهديدا بوجود قنبلة. وقبل ساعات أغلق متحف اللوفر في باريس أبوابه “لأسباب أمنية”. وقالت قناة “بي.إف.إم.تي.في” إنه تلقى أيضا تهديدا بوجود قنبلة.
وتحشد فرنسا ما يصل إلى سبعة آلاف جندي، بعد يوم من هجوم مميت بسكين في مدرسة مما دفع الحكومة لفرض حالة التأهب القصوى على مستوى البلاد. وقالت شبكة “أر تي أل” الفرنسية نقلا عن قصر الإليزيه إن الجنود وهم من وحدة سونتينال الفرنسية لمكافحة الإرهاب، سوف يتم نشرهم على مستوى البلاد. وفرضت فرنسا حالة التأهب القصوى الجمعة، بعد هجوم شنه شخص مسلح بسكين وأسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بإصابات خطيرة في مدرسة بشمال فرنسا. واعتقلت الشرطة المهاجم، الذي يعتقد أنه طالب سابق في مدرسة جامبيتا في منطقة أراس.
وقالت الشرطة في أراس إن الوضع تحت السيطرة وإنه لم يعد هناك خطر. وقال مدعون فرنسيون في مكافحة الإرهاب إنهم يتولون التحقيق بشأن الاشتباه بأن الجريمة مرتبطة بالإرهاب والقتل العمد. واستيقظت فرنسا السبت على حالة تأهب أمني من اعتداءات، غداة مقتل مدرس للغة الفرنسية طعنا بسكين أمام مدرسة ثانوية في أراس بشمال البلاد، على يد شاب مدرج على قائمة الأجهزة الأمنية للتطرف، وهو عمل وصفه الرئيس إيمانويل ماكرون بأنه “إرهاب إسلامي”.
◙ مدعون فرنسيون في مكافحة الإرهاب يقولون إنهم يتولون التحقيق بشأن الاشتباه بأن الجريمة مرتبطة بالإرهاب والقتل العمد
وقُتل الأستاذ باتي بقطع رأسه في 16 أكتوبر 2020 قرب مدرسته في المنطقة الباريسية لعرضه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد على تلاميذه خلال حصة دراسية حول حرية التعبير، وقامت الشرطة حينها بقتل المهاجم وكان لاجئا روسيا من أصل شيشاني في الثامنة عشرة من عمره. وأكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن هجوم أراس وقع أيضا في “أجواء سلبية للغاية” بسبب الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس، مؤكدا أن هناك “صلة بين ما حدث بلا شك في الشرق الأوسط وما قام به” المهاجم.
وقررت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن رفع مستوى حالة التأهب إلى مستوى “الهجوم الطارئ”، وهو أعلى مستوى في هذا النظام الأمني، والذي يسمح بتعبئة الموارد بشكل استثنائي، حسبما أشار مكتبها مساء الجمعة. وقرر مدير مجمع مدارس غامبيتا، وسط مدينة أراس، إعادة فتح المؤسسة التعليمية السبت أمام الطلاب والمعلمين “الذين يرغبون” بمواصلة دروسهم، بحسب الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي زار الموقع الجمعة.
وأمام المدرسة الثانوية المكلومة تجمع الطلاب السبت وهم ما زالوا في حالة صدمة. وقالت كاميل (17 عاما) التي شهدت الهجوم “من الأفضل ترك المدرسة مفتوحة، حتى يتمكن الجميع من القدوم”، مشيرة إلى أنه بهذه الطريقة يمكن إظهار واجب “مقاومة الإرهاب”. لكن لا يعرف إلى أي حد يمكن استمرار الدروس في ظل مناخ الخوف.
وأعلن وزير التربية غابرييل أتال عن نشر ألف عنصر أمني في المدارس التي تقرر فتح 500 منها في مختلف أنحاء فرنسا السبت. وقال مصدر بالشرطة إنه تم اعتقال عشرة أشخاص على الأقل، من بينهم المهاجم واثنان من إخوته. وأضاف أن أحدهم أوقف لإدانته بالمشاركة في التخطيط لهجوم. وأكد الرئيس ماكرون أن الضحية دومينيك برنار هو مدرس لغة فرنسية في الثانوية “اعترض المهاجم وأنقذ بلا شك العديد من الأرواح”، داعيا الفرنسيين إلى “الوقوف معا” في مواجهة “همجية الإرهاب الإسلامي”.
وهذا الأستاذ البالغ من العمر 57 عاما هو من أراس وأب لثلاث بنات ومتزوج من معلمة، وكان “يحظى بتقدير طلابه وزملائه”. وقال مدعي عام مكافحة الإرهاب جان فرانسوا ريكار، المسؤول عن التحقيق، مساء الجمعة، إن الرجل قتل أمام الثانوية، حيث أصيب مدرس آخر أيضا. وحث اليمين الحكومة على إعلان “حالة الطوارئ”، فيما اتهم اليمين المتطرف الحكومة بالفشل، ودعا إلى استقالة وزير الداخلية.
والمهاجم، بحسب الإدارة الفرنسية، مولود في جمهورية إنغوشيا الروسية ذات الأغلبية المسلمة، ووصل إلى فرنسا عام 2008، وهو يحمل الجنسية الروسية بحسب مصدر في الشرطة. وتم ترحيل والده، المدرج أيضا على قوائم التطرف لدى الأجهزة الأمنية الفرنسية في عام 2018، وفقا لدارمانان، لكنه لم يرحّل لأنه دخل فرنسا قبل بلوغه سن الـ13 عامًا.