مسؤولة أوروبية: المغرب شريك إستراتيجي لأوروبا وفاعل رئيسي في أفريقيا
أكدت المفوضة الأوروبية المكلفة بالشراكات الدولية يوتا أوربيلاينين أن المملكة المغربية، الشريك الإستراتيجي للاتحاد الأوروبي، هي أيضا فاعل رئيسي في القارة الأفريقية.
وأوضحت أوربيلاينين في حديث خصت به وكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركتها في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين المنعقدة حاليا في مراكش، أنه “على المستوى القاري يعد المغرب فاعلا رئيسيا ونشطا في أفريقيا”.
وانطلقت الاثنين الماضي في مراكش أشغال الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين، بمشاركة 14 ألفا من الخبراء الاقتصاديين والماليين من مختلف دول العالم، يقودهم وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية. وذلك لمناقشة الرهانات الكبرى المرتبطة، على الخصوص، بسياسات التمويل والنمو الاقتصادي والتغير المناخي.
وسيمكن هذا الحدث العالمي صناع القرار الاقتصادي والمالي من الوقوف عن كثب على إنجازات المغرب والتقدم الذي حققه في مختلف المجالات.
وفي معرض حديثها عن العلاقات المتميزة والوطيدة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، أكدت المسؤولة الأوروبية أن بروكسل أظهرت تضامنها مع المغرب إثر زلزال الحوز الأليم، معربة عن استعداد الاتحاد لدعم المملكة في جهودها لإعادة إعمار المناطق المنكوبة.
المسؤولة الأوروبية تعتبر المغرب شريكا تجاريا مهما جدا للاتحاد الأوروبي الذي يدعم أيضا التحول الأخضر للمملكة
وأضافت أوربيلاينين أن المغرب يعد شريكا تجاريا مهما جدا للاتحاد الأوروبي الذي يدعم أيضا التحول الأخضر للمملكة، فضلا عن الجهود المبذولة للتكيف مع تغير المناخ.
وبالنسبة إلى المفوضة الأوروبية، فإن مجالات التعاون الثنائي متنوعة وتشمل بشكل خاص محاربة أوجه انعدام المساواة والفوارق، وتحسين الإدماج الاجتماعي والنهوض بأوضاع الشباب. واعتبرت أن “هناك إمكانيات كثيرة لتعميق تعاوننا في المستقبل”.
كما وصفت المتحدثة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين المنعقدة في المغرب بأنها “تاريخية”، واعتبرت أن المغرب بلد “مضيف رائع”، مسجلة أن “من المهم تذكير بقية العالم بأن دور أفريقيا ما فتئ يتنامى باستمرار”.
وتابعت ”أعتقد أن صوت أفريقيا أضحى مسموعا بشكل أفضل وأوضح، وتشكل هذه الاجتماعات في مراكش مثالا على ذلك، خاصة وأن الاتحاد الأفريقي أصبح الآن جزءا من مجموعة العشرين”.
ووفقا للمسؤولة الأوروبية يرغب المجتمع الدولي أيضا في إيلاء أفريقيا المزيد من الاهتمام وإعطائها مكانة أكثر أهمية في الحوكمة العالمية.
وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي اعتمد الإستراتيجية الأفريقية الجديدة منذ ثلاث سنوات ونصف السنة، قصد تعزيز التعاون مع القارة.
ولفتت أوربيلاينن إلى أنه “لهذا الغرض وضعنا أيضا إستراتيجية استثمارية لأفريقيا بغلاف مالي يصل إلى 150 مليار يورو، وذلك بهدف دعم التحولات الخضراء والرقمية في القارة”.
وتعتبر المبادلات الاقتصادية والمالية والتجارية عناصر تعكس البعد الملموس للشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. وفي هذا السياق سبق أن أكد جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن أوروبا أهم شريك تجاري للمغرب باعتبار أن ثلثي التجارة الخارجية للمغرب تتم مع الاتحاد الأوروبي وأكثر من نصف الاستثمارات الخارجية في المغرب مصدرها أوروبا.