حزب “العدالة والتنمية” الذي وقع على التطبيع يطالب بطرد “رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي” في الرباط
طالب حزب “العدالة والتنمية” المعارض بإعلان من يسمى “رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي” شخصا غير مرغوب فيه في المغرب، بسبب تهجمه على المقاومة الفلسطينية.
وجاء هذا البيان الصادر عن الأمانة العامة للحزب الذي يقوده عبد الإله بن كيران، ردا على بلاغ كان دفيد غوفرين، رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، قد أصدره غداة الهجوم المباغت لكتائب القسام على أهداف إسرائيلية السبت المنصرم.
وقال حزب بن كيران إنه يستنكر بقوة ويدين بشدة ما أقدم عليه الشخص المذكور، وطالب البيان بإعلانه “شخصا غير مرغوب فيه”، حيث تجرأ على إصدار بلاغ صحافي من قلب العاصمة الرباط يتهجم فيه بوقاحة على المقاومة الفلسطينية الشريفة، ويصفها بأقدح النعوت ويحملها بكل وقاحة المسؤولية على ما يجري على أرض فلسطين المحتلة من مجازر وانتهاكات للمدنيين الفلسطينيين، ويتوعد المقاومة بضرب التجمعات السكنية للمدنيين بزعم أنها تتخذ كدروع بشرية، ويحرض عليها المجتمع الدولي كل ذلك من قلب الرباط في انتهاك وتجاوز لكل الأعراف وفي تحد للشعور الوطني والمواقف المغربية الرسمية الثابتة من القضية الفلسطينية.
وورد في البلاغ التهديدي لغوفرين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “سيقوم بكل ما يلزم للرد بشكل قاس على هذا العمل الإرهابي الشنيع، كما لن يدخر جهدا في حماية المدنيين الإسرائيليين، بالإضافة إلى إطلاق سراح 150 رهينة ممن اختطفوا في قطاع غزة”.
وأضاف أن إسرائيل “تستعد لرد عسكري مطول وقاس لإزالة أي تهديد” تشكله ما أسماها “المنظمات الإرهابية” في المنطقة، وخص بالذكر “حماس”، معتبرا أن الهدف من وراء هذه الحرب تدمير القدرات الهجومية لهذه المنظمة؛ بالإضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة ببنيتها التحتية العسكرية، والعودة إلى وضع لن تتمكن فيه “أي جماعة إرهابية”- وفق تعبيره المتحامل- في قطاع غزة من إيذاء المواطنين الإسرائيليين مرة أخرى.
وعلقت صحيفة “المساء” المغربية على الدعوة التي أطلقها حزب العدالة والتنمية بإعلان رئيس مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط شخصا غير مرغوب فيه، حيث كتبت في افتتاحيتها الخميس أن تلك الدعوة “لها ما يبررها، خاصة في ظل الأوضاع الدقيقة التي تمر فيها القضية الفلسطينية بعد تطاوله على المغرب، وضربه عرض الحائط جميع الأعراف الدبلوماسية التي تنظم عمل الدبلوماسيين داخل بلدان عملهم”.
وتابعت الصحيفة نفسها القول “لقد قام مدير مكتب الاتصال الإسرائيلي بما لم يجرؤ عليه أي دبلوماسي من قبل بعد أن خوّل لنفسه ومن قلب الرباط أن يصدر بلاغا يملي على المغاربة ما يتوجب عليهم القيام به وهو أمر غير مقبول بشكل مطلق”.
وأكدت “أن لهذه البلاد مؤسساتها وفي مقدمتها المؤسسة الملكية التي يمثلها أمير المؤمنين، وهو الوحيد المخول باتخاذ المواقف الرسمية للدولة، وليس من حق أي شخص آخر أن يتحدث باسم المغرب أو المغاربة خاصة فيما يتعلق بموضوع مبدئي سبق أن حسمه بلاغ سابق للديوان الملكي”.
وختمت الافتتاحية بالتأكيد على أن “ما قام به الشخص المعني ببلاغ حزب العدالة والتنمية خلال الأزمة الأخيرة وما يقوم به منذ تعيينه في بلادنا وخاصة الشبهات الأخلاقية التي سبق أن تم التحقيق فيها من طرف وزارة خارجية بلاده تجعل منه شخصا غير مرغوب به ولو بالشبهة. إن موقف المغرب من القضية الفلسطينية لم ولن يتغير وسيظل المغاربة يدافعون عن مقدسات المسلمين في القدس الشريف أمام الاستفزازات اليومية التي يمارسها الاحتلال”.
في سياق متصل، أعلنت الأمانة العامة لحزب “العدالة والتنمية” أنها “تستنكر بعض الأصوات النشاز داخل المغرب التي تقلب الحقائق وتتماهى وتروج دون حياء للأطروحة الصهيونية”، وأكدت في بيانها “لكل من ينسى أو يتناسى أن فلسطين ليست أرضا أجنبية عن الشعب المغربي، وأننا كلنا فلسطينيون، فهي أرضنا وأرض جميع المسلمين وأن ارتباط الأمة العربية والإسلامية بفلسطين هو ارتباط متين وعميق لمكانة القدس وموقعها في تاريخ أمتنا، فهي مسرى الرسول صلى الله عليه وسلم وهي أولى القبلتين وثالث الحرمين، وملكنا هو رئيس لجنة القدس، والعدوان عليها هو عدوان علينا وعلى الإنسانية جمعاء، لما يمثله المشروع الصهيوني العنصري من وحشية واحتلال واستيطان، وطمس للهوية الإسلامية والمسيحية للقدس، ودعمنا للمقاومة الفلسطينية هو واجب ديني وأخوي وإنساني وحضاري”.
وسجلت الأمانة العامة بإيجابية “تكذيب حركة المقاومة الإسلامية حماس، في بيانها الصادر الأربعاء، لما تروج له بعض وسائل التواصل والإعلام الغربية المنحازة والمتبنية للرواية الصهيونية دون تحقّق، وتأكيد الحركة أن المقاومة الفلسطينية لا تستهدف الأطفال والمدنيين، وأن عملية “طوفان الأقصى” تستهدف المنظومة العسكرية والأمنية الصهيونية”.
وقالت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية إنها تعتز في الوقت نفسه بما رافق عملية المقاومة “من مشاهد إنسانية- بشهادة بعض الإسرائيليين أنفسهم- وما سطره مجاهدو المقاومة الفلسطينية وهم يتصرفون بما ينسجم مع أخلاق وتعاليم الإسلام السمحة في زمن الحرب، من خلال تعاملهم الحضاري مع النساء والأطفال والشيوخ والأسرى، وذلك بالرغم من الضغط الكبير الذي يعيشه ويعانيه الفلسطينيون يوميا جراء الجرائم التي يقترفها بوحشية جيش وشرطة العدو الصهيوني منذ عقود من إذلال وسحل للنساء وتعنيف وقتل للأطفال والشيوخ”.