قوات الدعم السريع تعزز وضعها الميداني في الجزيرة أمام عجز الجيش عن مجاراتها
حققت قوات الدعم السريع تقدما مهما في ولاية الجزيرة الواقعة وسط السودان، الأمر الذي سيعزز وضعها الميداني أمام الجيش الذي يقوده الفريق أول عبدالفتاح البرهان، والذي يجد صعوبة حتى الآن في مجاراتها.
ونجحت قوات الدعم السريع التي يرأسها الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي” في التوغل داخل مناطق جديدة في الجزيرة، وذلك بعد يوم واحد من بسط سيطرتها على منطقة العيلفون شرق الخرطوم.
وذكر شهود عيان أن الدعم السريع خاطبت أهالي تلك المناطق وتعهدت لهم بعدم المساس بهم، فيما امتد تأثير التقدم إلى مدينة ود راوة أكبر مدن محلية شرق الجزيرة.
وتحظى ولاية الجزيرة بأهمية إستراتيجية وتعد أكبر مصدر دخل للسودان. وتتميز بتوسطها للعديد من الولايات وتزخر بمواردها البشرية والطبيعية الهائلة وبنياتها التحتية وإرثها المتنوع. وعاصمة الولاية هي ود مدني، فيما تعد الحصاحيصا، المناقل، رفاعة، ود راوة، الكاملين، 24 القرشي وأم القرى من أهم مدنها.
ويرى مهتمون بالشأن السوداني أن السيطرة على ولاية الجزيرة سيكون لها أثرها على الحرب الجارية منذ أبريل الماضي بين قوات الجيش والدعم السريع.
ولاية الجزيرة تحظى بأهمية إستراتيجية وتعد أكبر مصدر دخل للسودان وتتميز بتوسطها للعديد من الولايات
ويقول المهتمون إن الدعم السريع تبدو حتى الآن الطرف المتفوق في الحرب، فيما لا يملك الجيش إمكانية وقف تقدمها، وأن رهانه على سلاح الجو أثبت حتى الآن عقمه.
وقال قائد متحرك ولاية الجزيرة في الدعم السريع أبوعاقلة كيكل في فيديو بثته منصات الدعم السريع، إنهم في طريقهم إلى رفاعة حيث رئاسة محلية شرق الجزيرة، وإلى مدني عاصمة الولاية.
وتابع “لا مشكلة لدينا مع مواطن، لا يمكن أن نمد أيدينا إلى مواطن ولم ننهب المنازل أو نتواجد فيها”.
وكيكل هو مؤسس قوات درع السودان التي ظهرت خلال العام الماضي، حيث نشطت في ولايات الجزيرة والقضارف والخرطوم.
وانتقد كيكل اتفاق جوبا للسلام والحركات المسلحة التي طالب بدمجها في المؤسسة العسكرية.
وعقب اندلاع الحرب بين قوات الجيش والدعم السريع في الخامس عشر من أبريل الماضي، توارى قائد قوات درع السودان عن الأنظار قبل أن يظهر في يوليو الماضي معلنا انضمام قواته إلى الدعم السريع.
ويقول متابعون إن انتشار الدعم السريع في قرى شرق الجزيرة من شأنه أن يقطع طريق إمداد رئيسيا كان يعتمد عليه الجيش في نقل الجنود والإمداد العسكري لقواته في محلية شرق النيل بولاية الخرطوم.
وتسيطر الدعم السريع كذلك على الطريق الغربي الرابط بين ولايتي الخرطوم والجزيرة عند مناطق المسعودية والنوبة والجديد الثورة وجياد وصولا إلى منطقة الباقير.