المغرب منافس دولي قوي في مجال تصنيع السيارات
اقتحم المغرب مجال تصنيع السيارات من الباب الكبير واصبح منافسا دوليا بارزا في هذا المجال حيث عزز مكانته كأكبر مركز لإنتاج السيارات في القارة الإفريقية فيما جهود منصبة على تطوير القدرات في مجال تصنيع السيارات الكهربائية حيث أصبح القطاع يوفر عائدات مالية هامة.
وكشفت صحيفة فاينانشل تايمز البريطانية في تقرير مطول عن قدرات المغرب الاستثمارية ان المغرب حقق نقلة نوعية في فرض تكامل حلقات سلسلة توريد السيارات اضافة الى نمو عدد المركبات المصنعة في المغرب التي يتم بيع معظمها في أوروبا وفق شروط تقنية صارمة ومتقدمة.
وكشفت وزارة الصناعة والتجارة المغربية في مايو 2021، أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث التنافسية في صناعة السيارات، بعد الهند والصين.
وأكدت الصحيفة ان البلد المغاربي الذي حقق طفرة اقتصادية وتنموية غير مسبوقة في المنطقة يملك أكثر من 250 شركة مصنعة لمعدات السيارات اغلبها تابعة لشركات اجنبية عالمية ورائدة في مجال تصنيع السيارات توظف حوالي 220 ألف شخص حيث يساهم هذا القطاع في التخفيض من البطالة.
وكانت مجموعة رونو قد كشفت انها تحصل على أكثر من 60 % من قطع غيار مركباتها من المغرب، فيما التزمت الرباط بزيادة هذه النسبة إلى 65 %..
وأشارت الصحيفة ان المغرب تمكن السنة الماضية من انتاج رقم قياسي من السيارات بلغ 465 الفا مقارنة بحوالي 60 الف مركبة في 2010 رغم التحديات التي فرضها تفشي وباء كورونا فيما تسعى الحكومة الى انتاج مليون سيارة في السنة.
وكشف فوزي النجاح، المؤسس المشارك لشركة تصنيع السيارات الهيدروجينية “نامكس” لصحيفة “فايننشال تايمز” ان انتاج السيارات بات اليوم اسهل من الماضي
وأضاف المغرب ينتج تدفقا مستمرا للمهندسين المغاربة، الذين يعمل 3500 منهم في مدينة الدار البيضاء وحدها، والعديد منهم من النساء اضافة لامتلاكه مجموعة تنافسية من موردي السيارات ومصنعي المعدات”.
وتحدثت الصحيفة عما وصفته اختراق من المغرب في مجال تصنيع السيارات حيث قالت “2012 شهد اكبر اختراق في هذا القطاع ففي هذا التاريخ، بدأت شركة رونو في إنتاج السيارات في مصنع بطنجة يقع بالقرب من المجمع الصناعي طنجة المتوسط وعلى بعد بضعة كيلومترات من إسبانيا، بسعة تصل إلى 400 ألف سيارة”.
واشارت الى اتخاذ شركة بيجو نفس الخطوة بعد ان “افتتحت مصنعا بتكلفة تقارب 600 مليون دولار في القنيطرة، بطاقة إنتاجية تصل إلى 200 ألف مركبة”.
ويعول المغرب على تطوير قطاع السيارات الكهربائية حيث كشفت رونو انها ستعمل على انتاج “سيارات كهربائية ذات مقعدين في المغرب هذا العام بينما ستنتج العلامة التجارية داسيا وهي جزء من شركة رونو جيلها الجديد من سانديرو، وهي سيارة تعمل بالبطارية بنسبة مائة بالمائة”.
وفي اطار دعم الصناعات الحديثة والذكية من المنتظر ان مجموعة ستيلانتيس سيارات صغيرة تعتمد على منصة “السيارات الذكية” الخاصة بها، والتي تستهدف في المقام الأول الأسواق الناشئة، بما في ذلك السيارات الكهربائية، وستعزز أيضا إنتاج وتجميع الدراجات الرباعية الكهربائية لعلامتي سيتروين وأوبل.
وتحدثت “فايننشال تايمز” عن اهتمام المغرب بمصنع البطاريات الكهربائية.
وكان المغرب كشف منتصف مايو الماضي عن أول سيارة محلية الصنع تحمل اسم “نيو” فيما وقعت مع الصين مذكرة تفاهم تستثمر بمقتضاها في أكبر مصنع للبطاريات الكهربائية بأفريقيا.
وفي اشارة للعناية الملكية بقطاع السيارات باعتباره قطاعا رائدا في المغرب أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس في مايو الماضي دفعة قوية لمشروعين مبتكرين من شأنهما تعزيز علامة ‘صُنع في المغرب’ بترؤسه في القصر الملكي بالرباط حفل تقديم نموذج أول سيارة مغربية موجهة للعموم ونموذج أولي لمركبة تعمل بالهيدروجين بمبادرة مغربية.
ونتج عن هذا الاهتمام والعناية بقطاع السيارات الى جعله احد ثلاث مؤشرات رئيسية حول تطورالعائدات المالية للمغرب هذه السنة.
وافاد أحدث نشرات مكتب الصرف حول “المؤشرات الشهرية للمبادلات الخارجية” ان قيمة صادرات قطاع السيارات بلغ أزيد من 90.4 مليارات درهم “9 مليار دولار” في اغسطس من السنة الجارية، مسجلة ارتفاعا بنسبة 35.6 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها العام الفارط.