المغاربة «يردّون الصاع» لماكرون: «البق الفرنسي» غير مسموح له بدخول بلادنا
وجد المغاربة في حدث انتشار «البق» في المدن الفرنسية فرصة لرد الصاع صاعين إلى الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي كان وجّه خطابا إلى الشعب المغربي في شأن التضامن معه على خلفية زلزال «الحوز»، كما كان الهدف من الرد بعض وسائل الإعلام الفرنسية التي اختارت عنوان «ساعدونا إننا نموت في صمت» لقضية المنكوبين، وذلك بعد رفض المغرب المساعدات التي عرضتها فرنسا، استمرارًا للأزمة الصامتة بين البلدين.
«البق الفرنسي» غير مسموح له بدخول المغرب، هذا مختصر تفعيل إدارة ميناء طنجة المتوسط الإثنين لنظام اليقظة الصحية، بعد الاشتباه في وجود هذه الحشرة في إحدى البواخر الآتية من ميناء مارسيليا في فرنسا.
بعض المدونين المغاربة عادوا في صياغة ما كتبوه عن الخبر إلى مثل مغربي متداول يقول «البق ما يزهق»، بمعنى أن «البق لا يفلت». وقالت مدونة مغربية على الفيسبوك بالدارجة المغربية ما معناه «كانوا يقولون إن (البق ما يزهق) أي لن يفلت، يبدو أنه سيزهق (سيفلت) ولديه جواز سفر أحمر سيسافر أينما أراد وسيأتي بعقد عمل من درجة سين أو باء».
السخرية نفسها كتب بها الصحافي المغربي المقيم في فرنسا، محمد واموسي، حين قال «المغرب يُفعّل نظام (البق ما يزهق) مع السفن القادمة من فرنسا»، وكان قد أشار في تدوينة سابقة إلى أن «السلطات المغربية تفعل نظام اليقظة الصحية والبيئية في موانئ مدينة طنجة بعد رصد حشرة “البق” في باخرة للمسافرين قادمة من مرسيليا».
مغربي آخر أمعن في السخرية من واقعة حشرة البق وتكاثرها في فرنسا، وقال في تدوينة ما معناه «عندما كنت صغيرا كنت أسمع المثل الدارج (البق ما يزهق) المعنى معروف ولكن قصة المثل من أين أتى هي التي ما زالت غير معروفة»، وبكثير من الغمز أضاف «لكن ننتظر من فرنسا أن تعطينا الخبر اليقين» وختم بأيقونات ضاحكة.
مسلسل السخرية من فرنسا تواصل في تدوينة حملت طابعا سياسيا لكنه دائما في قالب ساخر، وفيه رد على خطاب الرئيس ماكرون حين وجه كلمته إلى المغاربة، وبدوره وجّه مواطن مغربي خطابه إلى «الشعب الفرنسي الشقيق»، وقال «بلغ إلى علمنا أنك تتعرض لهجوم شرس من طرف حشرة «البق « اللعين، ونظرا لما يربط شعبينا الشقيقين من أواصر المحبة والاخوة، واعتبارا كذلك لتجربتنا الرائدة في مجال محاربة البق، والبرغوت، والقمل، واكوردان.. فإننا نعلن كمجتمع مدني موغرابي (مغربي)، عزمنا على إرسال خبرائنا من كل الأسواق الأسبوعية لمد يد المساعدة وتطهير فرنسا من البق الرجيم». وأضاف قائلا «اعتمدوا على تجربتنا… وسترون أن البق ما يزهق! « وفي الختام عبر عن مشاعره «لكم أنا سعيد أن أخلد للنوم دون بق في خنيفرة بينما الباريسيون لا يستطيعون ذلك!».
الخطاب نفسه تبنّاه مدونون آخرون بصيغة مختلفة نوعا ما، فكانت أقرب إلى خطاب الرئيس ماكرون الذي وجّهه إلى المغاربة على خلفية زلزال «الحوز»، إذ تداولوا التدوينة التالية: «نداء للشعب الفرنسي، عزيزي الفرنسي، عزيزتي الفرنسية، نشعر بمعاناتكم في هذه اللحظات المؤلمة بعد الضيق الذي سببه البق. نحن هنا للاستماع إليكم، لمساعدتكم. إذا وافقت حكومتكم ورئيسكم. يمكننا أن نرسل لكم المساعدة والخبرة التي تحتاجونها، فالمغرب والحمد لله طور على مدى قرون من الزمن خبرات ومهارات وتقنيات لطرد جيوش المستعمرين والحشرات».
وتابعت التدوينة أنه في «كل سوق من أسواقنا الأسبوعية في مختلف مناطق البلاد يعج بالخبراء في هذا المجال منذ آلاف السنين»، وتجد «دواء للبرغوث وسراق الزيت (الصراصير) والفأر وغيرها، وهذه ليست سوى أمثلة جد متواضعة». وخُتمت التدوينة اللاذعة بالقول: «نصلّي من أجلكم ونبقى تحت تصرفكم لأي مساعدة».
وأثنى المغاربة على يقظة إدارة ميناء طنجة المتوسط التي أكدت اشتباهها في وجود حشرة «البق» في باخرة فرنسية قادمة من ميناء مارسيليا، وفي الوقت نفسه لم تغب لكنة السخرية عن التدوينات المشيدة بحرص السلطات المغربية، وفي ذلك كتب الصحافي المغربي محمد بلغازي «فرنسا (تصدّر) بقّها الى المغرب، وسلطات الميناء بطنجة: (البق ما يزهق) «.
وانتشرت بسرعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي صورة مركّبة متخيّلة للرئيس الفرنسي ماكرون وهو يحمل جهاز مراقبة سرعة السيارات في الطرق، وتحت الصورة عبارة «يراقب سرعة انتشار البق في فرنسا هذه الأيام».