المغرب يعزز انفتاحه الاقتصادي باتفاقية زراعية مع إسرائيل
وقع محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مع نظيره الإسرائيلي أفراهام موشي ديشتر، مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون وتعزيز الشراكة في المجالين الفلاحي والمائي بين البلدين؛ في إطار انفتاح المغرب الاقتصادي على دول المنطقة.
ونصت المذكرة التي تم التوقيع عليها على هامش أشغال النسخة الثانية من المناظرة الإفريقية للحد من المخاطر الصحية المنعقدة في مدينة مراكش، على التخطيط لإنشاء مركز للدراسات الفلاحية، وإنشاء مشروع فلاحي تكنولوجي في مجال الفلاحة المائية بين البلدين.
وبالنسبة للمغرب فإن الشراكة مع إسرائيل، تأتي في إطار انفتاح على الشراكات مع جميع الدول في الشرق الأوسط ومحاولة الخروج من التبعية للشركاء الغربيين.
وتسعى إسرائيل لتعزيز تواجدها في المملكة إلى جانب حليفها الأميركي، في إطار السعي نحو الانفتاح على الدول الأفريقية، نظرا لما تمثله المملكة من موقع مهم.
وأشار ديشتر في تصريحات صحافية إلى أن مذكرة التفاهم هذه تهدف إلى تعزيز تبادل المعارف والخبرات في مجال الفلاحة وزراعة القمح و قطاع الماء.
وأضاف “إنها خطوة كبيرة إلى الأمام لكلا البلدين”، معبرا عن اقتناعه بأن البلدين سيحققان، في غضون سنوات قليلة، نتائج جيدة للغاية فيما يتعلق بالأمن الغذائي.
وأوضح أن المملكة المغربية وإسرائيل يقومان بـ”خطوات مهمة في مجال تعزيز الشراكة بينهما”. واعتبر أن توقيع هذا الاتفاق “مجرد بداية فقط”، مؤكدا أن السنوات المقبلة ستعرف تحقيق “نتائج جيدة فيما يتعلق بالأمن الغذائي”.
وتهدف الاتفاقيات التي توقع بين البلدين لنقل التكنولوجيا إلى المغرب وفتح أسواق جديدة ورفع هامش ربح الشركات بين البلدين بما يعزز مكانة المغرب الاقتصادية في إطارها الإقليمي.
وكان المغرب وقع في مايو الماضي، ثلاث اتفاقيات تعاون مع إسرائيل تتعلق بمجال النقل البحري والاعتراف المتبادل برخص السياقة والسلامة الطرقية والتنقل المستدام ، من قبل وزير النقل واللوجيستيك، محمد عبد الجليل، ووزيرة النقل والسلامة الطرقية الإسرائيلية، ميري ريجيف التي كانت بزيارة عمل إلى المغرب.
وأشارت ريجيف إلى أنه “تقرر تشكيل فريق مشترك يعالج القضايا المتعلقة بالتكنولوجيات المبتكرة في مجال النقل، لا سيما التنقل الذكي، والطائرات من دون طيار، والسيارات الكهربائية أو ذاتية القيادة”، بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء.
بدوره اعتبر عبد الجليل أن زيارة الوزيرة الإسرائيلية إلى المغرب تشكل فرصة لتعزيز علاقات التعاون بين البلدين.
وعلى هامش التوقيع على هذه الاتفاقيات تباحث الطرفان بشأن التعاون في مجال النقل السككي والخطوط فائقة السرعة وتطوير البنية التحتيات للمطارات والمنصات اللوجستية والتنقل الذكي بما فيها تدبير حركة المرور والمركبات ذاتية القيادة وإشارات المرور الذكية، والتكنولوجيات المتعلقة بالنقل.
كما ناقش الطرفان تطوير الرحلات الجوية بين البلدين بهدف تشجيع السياحة بين المغرب وإسرائيل والرقمنة في النقل وتشجيع القطاع الخاص والشركات الناشئة على الاستثمار في مجال النقل.
وكان المغرب طبع علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر 2020، في إطار اتفاقات أبراهام التي شملت دول عربية أخرى برعاية الولايات المتحدة.
وبحسب خبراء، فإن اتفاقيات أخرى مرتقبة في إطار الشراكة بين البلدين، تشمل العديد من المجالات منها الطاقات المتجددة والصناعات العسكرية وغيرها من المجالات، خاصة في مجال الاستكشافات والتنقيب.
وقال بدر الزاهر، أستاذ الاقتصاد المغربي، إن الاتفاقيات بين إسرائيل والمغرب تشمل العديد من المجالات منها” الصناعات العسكرية والأمنية والتكنولوجيا والمجال الزراعي”.
وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين متميزة مقارنة ببقية الدول العربية، خاصة في ظل توقيع العديد من الاتفاقيات بين الدول العربية وإسرائيل.
ويرى الاقتصادي المغربي أن معارضة بعض الأحزاب والجمعيات الحقوقية للعلاقات بين المغرب وإسرائيل تأتي في سياق طبيعي، في حين أن المصالح الاستراتيجية للمملكة تملي التوجهات الحالية.
وفي ديسمبر الماضي، وقعت شركة “نيو ميد إنيرجي” الإسرائيلية صفقة مع وزارة الانتقال الطاقي المغربية، فتحت بموجبها المملكة أبواب التنقيب عن الغاز الطبيعي في البحر وإنتاجه أمام الإسرائيليين، في إطار سعيها لتعزيز توفير الغاز للدول الأوروبية، وفتح الباب أمام شركاتها للاستثمار في أفريقيا بشكل أكبر.
وفي يوليو/ تموز الماضي، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي، مباحثات مع عدد من كبار المسؤولين في المملكة المغربية، في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين.
واستقبل الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي، الجنرال كوخافي في الرباط، في أول زيارة رسمية أجراها إلى المملكة.