انسجام حكيمي وإنريكي يؤتي ثماره مع العملاق الباريسي
شفى المدافع الدولي المغربي أشرف حكيمي غليل مدربه الإسباني لويس إنريكي بتألقه اللافت في الكلاسيكو أمام مرسيليا (4 – 0) في الدوري الفرنسي لكرة القدم، مؤكدا على أرضية الملعب الانسجام الكبير مع مدرّبه، وذلك رغم التراشق الكلامي “المرح” بينهما. وعشية المباراة، لم يخجل إنريكي من قول إن حكيمي يسخر منه دائما كلما تحدثا عن مباراة المنتخبين المغربي والإسباني في مونديال قطر (فاز أسود الأطلس بركلات الترجيح في ثمن النهائي)، مضيفا “هذا وارد في كرة القدم، يجب أن تعرف كيف تفوز وكيف تقبل الخسارة”.
تحت الضغط
كان إنريكي تحت الضغط أمام مرسيليا في بارك دي برانس خصوصا أنه خسر المباراة السابقة على الملعب ذاته في الدوري أمام نيس (2 – 3)، فشفى غليله حكيمي بتسجيله هدفا رائعا ومساهمته في الثاني كاشفا عن نشاطه الكبير وحيويته في أرضية الملعب حيث كان الأعلى نقاطا بين جميع اللاعبين (8). وقال عنه إنريكي عقب المباراة “يقدّم حكيمي أكثر بكثير من أي لاعب آخر على الجهة اليمنى من الملعب. إنه مدافع أيمن، ولكن ليس هذا فقط. إنه لاعب خط وسط ومهاجم. وقد أثبت ذلك خلال المباريات الأخيرة”. وأضاف “إنها فرصة للمدرب أن يكون لديه لاعب بهذه الجودة وبهذه المساهمة الفعالة تحت قيادته”. وافتتح حكيمي (24 عاما) التسجيل من ركلة حرة مباشرة من خارج المنطقة سددها قوية رائعة بيمناه وأسكنها الزاوية اليسرى للحارس الإسباني باو لوبيس.
وكان حكيمي محظوظا شيئا ما لعدم تواجد زميله وصديقه قائد باريس سان جرمان النجم كيليان مبابي، حيث كان وقتها خارج الملعب لتلقي العلاج بسبب إصابة في الكاحل الأيسر كانت سببا في الركلة الحرة المباشرة، إثر تدخل من المدافع الأرجنتيني ليوناردو باليردي. وكان حكيمي وراء الهدف الثاني لنادي العاصمة عندما سدّد كرة قوية بيمناه من خارج المنطقة، ارتدت من القائم الأيمن وقدم الحارس لوبيس وتهيأت أمام راندال كولو مواني الذي تابعها داخل المرمى الخالي (37). لكن إنريكي لم يبخسه حقه بقوله “أشرف لاعب يتمتع بجودة تسديد رائعة. ويمارس الكثير في هذا المجال في التدريبات”. وكان هدف حكيمي في مرمى مرسيليا الثالث له هذا الموسم في مختلف المسابقات والثاني تواليا بعد هدفه في مرمى فريقه السابق بوروسيا دورتموند الألماني (2 – 0) الثلاثاء في الجولة الافتتاحية لدور المجموعات في مسابقة دوري أبطال أوروبا. وكان الهدف الأول في مرمى ليون (4 – 1) في الدوري.
مهام جديدة
بات خريج أكاديمية ريال مدريد الإسباني على بعد هدفين من أفضل رصيد تهديفي له بألوان سان جرمان وكان في موسمه الثاني معه الموسم الماضي (5 أهداف مع 5 تمريرات حاسمة)، بعدما سجل 4 أهداف مع ست تمريرات حاسمة في الأول (2021 – 2022). وتبقى أفضل غلة تهديفية في مسيرته الاحترافية مع الأندية التي دافع عن ألوانها 9 أهداف مع 10 تمريرات حاسمة في موسمه الثاني والأخير مع بوروسيا دورتموند (2019 – 2020)، وبعدها 7 أهداف مع 9 تمريرات حاسمة في موسمه الوحيد مع إنتر الإيطالي (2020 – 2021).
وتنفس حكيمي الصعداء هذا الموسم بعد رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي والتعاقد مع إنريكي الذي يعتمد أسلوبا تكتيكيا بمشاركة جميع اللاعبين في الدفاع كما الهجوم، ومنحه حرية كبيرة للاعبين على أرضية الملعب خصوصا من الناحية الهجومية. وأقرّ أفضل لاعب ناشئ في أفريقيا لعامي 2018 و2019 في تصريحات صحفية “إنريكي يطلب مني التواجد أكثر في عمق الملعب، وأن أشارك في الهجمات بشكل أكبر. يطلب مني أيضا الاستحواذ على الكرة أكثر”.
وأضاف “عموما، لدي ثقة كبيرة بنفسي، وأتمنى الاستمرار بالمعدل نفسه”. ولا تقتصر موهبته فقط على سرعته الهائلة وتألقه في المراوغات الفردية، إذ إنه قادرٌ على شغل مراكز عدة على الرواق الأيمن، أكان كجناح أو كظهير مع مهام دفاعية أكبر. وأينما حل أو ارتحل، يترك بصماته وتنهال عليه الإشادات سواء من مدربيه أو زملائه. وقال عنه مدربه السويسري في بوروسيا دورتموند لوسيان فافر “حكيمي في كل مكان. أرفع القبعة له. يهز الشباك ويمرر الكرات الحاسمة”، فيما صرَّح قائده السابق في “سيغنال إيدونا بارك” ماركو رويس “إنه سريع جدا، هو سلاح دائم”. وأكد مدربه في إنتر ميلان أنطونيو كونتي على أنه “استثمار” مهم للنادي وقتها، ومشدّدا في الوقت ذاته على “أن لديه إمكانات هائلة”.