ما بعد الزلزال : بحضور رئيس المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة، فيدرالية مساجد الفلاندرن تعلن عدم ثقتها في حساب الدولة و تجمع التبرعات في حسابها الخاص
حنان الفاتحي
مع حدوث زلزال الحوز المدمر والحملة التضامنية الشعبية الواسعة داخل الوطن و خارجه، أثارت بعضالأصوات الانتباه إلى تأخر الحكومة في إصدار النصوص التنظيمية للقانون رقم 18.18 بتنظيم عمليات جمع التبرعات من العموم وتوزيع المساعدات لأغراض خيرية، وانعكاسات ذلك على التضامن مع المتضررين من الزلزال.
وأمام الهبة الشعبية والانخراط منقطع النظير في جمع التبرعات والمساعدات لفائدةم نكوبي الزلزال بمناطق الحوز وشيشاوة وتارودانت، بدأ بعض المهتمين يثيرون المخاوف بشأن حدوث تلاعبات في المساعدات الكبيرة التي جاد بها مغاربة العالم على إخوانهم في المناطق المتضررة، خصوصا مع تواتر النداءات التي تؤكد عدم توصل جميع القرى النائية بالمساعدات.
هذا و قد تعددت الجمعيات ببلجيكا التي تدعوا المحسنين للتبرع للمتضررين من زلزال الحوز و منهم من يهتم فقط بجمع التبرعات النقدية رغم القيود التي تعرفها بلجيكا لإرسال الاموال الى الخارج ، و التي تمنع ارسال ازيد من 2200 اورو نقدا عبر شركات تحويل الاموال و مبلغ 4000€ من حساب لآخر دون المساءلة عن مصدر هذه الاموال .
و حسب مصادر موثوقة فبعض الجمعيات ببلجيكا جمعت تبرعات نقدية فاقت 100 الف اورو اغلبيتها ارسلت الى المغرب حسب المسؤولين عن الجمعية مما يطرح العديد من الاسئلة عن طريقة ارسالها او عدمه.
و قد تدخلت بعض الجمعيات الدينية كذلك في جمع التبرعات النقدية من المتبرعين من مغاربة العالم رغم تواجد حساب خاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال ، نذكر من بينها فيدرالية مساجد الفلاندرن التي عقدت جمع خاص بمدينة أنفيرس الاحد الماضي بحضور رئيس المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة السيد الطاهر التوجكاني و التي فضلت فتح حساب خاص بها لجمع التبرعات لعدم تفتهم في الحساب الذي أمر به صاحب الجلالة الملك محمد السادس .
و رغم النزاعات و مطالبة بعض الاعضاء باستعمال الحساب البنكي الخاص بصندوق 126 المخصص لتدبير كارثة زلزال الحوز الا أن تحكم بعض الاشخاص في الفيدرالية حال دون ذلك ليضعوا الاستاذ المتقاعد و العضو السابق في الهيئة التنفيذية السيد محمد المسعودي امين الصندوق ، رغم أنه مقيم في أغلب اوقاته بالمغرب .
و الغريب في الامر هو رضوخ السيد الطاهر التوجكاني لهذا القرار الذي يضرب في مصالح الدولة المغربية و يضع الشك في ما ستؤول اليه التبرعات مما ادى الى عدة انتقادات لشخصية رئيس المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة.
ورغم أن الرقابة على حسابات الجمعيات أضحت قوية أكثر ودقيقة لكنها لا تستبعد كل التخوفات لتعرض المتبرعين للتحايل وفقدان الأشخاص الموجهة لهم إمكانية الاستفادة منها .
ويواصل مغاربة العالم بكرم حاتمي إغراق المناطق المنكوبة بقوافل من المساعدات القادمة من كل الدول، في مشاهد عبرت عن مستوى وحجم التضامن والتآزر بين المجتمع المغربي بمختلف فئاته ومكوناته في الأزمة التي ألمت به، حاصداً بذلك احترام وتقدير شعوب العالم التي تعاطفت معه في محنته.