محمد السادس : استجابة قوية، سريعة، واستباقية لإيواء المتضررين من الزلزال
جدد العاهل المغربي الملك محمد السادس التأكيد على توجيهاته السابقة التي أوصت المسؤولين بأن تكون الاستجابة لقضية إيواء المتضررين من الزلزال “قوية، سريعة، واستباقية” مع أولوية احترام كرامة السكان ومراعاة عاداتهم وأعرافهم وتراثهم.
جاء ذلك خلال اجتماع ترأسه الملك محمد السادس، الخميس، وخصص لتفعيل البرنامج الفوري لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضررا بزلزال الحوز.
وأضاف الملك محمد السادس أن الإجراءات لا يجب أن تعمل فقط على إصلاح الأضرار التي خلفها الزلزال، وإنما ينبغي لها أن تشمل أيضا إطلاق برنامج مدروس، مندمج، وطموح من أجل إعادة بناء وتأهيل المناطق المتضررة بشكل عام، سواء على مستوى تعزيز البنى التحتية أو من ناحية تحسين جودة الخدمات العمومية.
◙ الملك محمد السادس شدد على ضرورة أن يتم إجراء عملية إعادة الإعمار على أساس دفتر للتحملات، وبإشراف تقني وهندسي وبانسجام مع تراث المنطقة
وأثار العاهل المغربي انتباه السلطات المختصة إلى أن عملية إعادة الإيواء تكتسي أولوية قصوى ويجب أن تنجز في احترام للشروط الضرورية المتعلقة بالإنصاف والإنصات الدائم وتلبية حاجيات السكان المعنيين.
وتطرق إلى موضوع يحظى بالأولوية والأهمية، ويتعلق بالتكفل الفوري بالأطفال اليتامى الذين فقدوا أسرهم وأضحوا دون موارد، وأمر بإحصاء هؤلاء الأطفال ومنحهم صفة مكفولي الأمة.
ووجه الملك محمد السادس الحكومة باعتماد مسطرة المصادقة على مشروع القانون اللازم لهذا الغرض، وذلك بهدف انتشال هؤلاء الأطفال من هذه المحنة وحمايتهم من جميع المخاطر وجميع أشكال الهشاشة التي قد يتعرضون لها.
ويأتي هذا الاجتماع امتدادا للتدابير التي أمر بها السبت الماضي والهادفة إلى تعبئة كافة الوسائل بالسرعة والنجاعة اللازمتين من أجل تقديم المساعدة للأسر والمواطنين المتضررين، وخصوصا من أجل تنفيذ التدابير المتعلقة بإعادة التأهيل والبناء في المناطق المتضررة، في أقرب الآجال.
وتهم النسخة الأولى من برنامج إعادة الإيواء التي تم تقديمها بين يدي الملك محمد السادس، وتم إعدادها من قبل اللجنة الوزارية المكلفة، نحو 50 ألف مسكن انهار كليا أو جزئيا على مستوى الأقاليم الخمسة المتضررة.
ويشمل البرنامج مبادرات فورية للإيواء المؤقت وخصوصا من خلال صيغ إيواء ملائمة على عين المكان وبنايات مقاومة للبرد والاضطرابات الجوية، أو فضاءات استقبال مهيأة وتتوفر فيها كل المرافق الضرورية. ومن جهة أخرى ستمنح الدولةُ الأسرَ المتضررة مساعدة عاجلة بقيمة 30000 درهم (3000 دولار).
كما يشمل اتخاذ مبادرات فورية لإعادة الإعمار، تتم بعد عمليات قبلية للخبرة وأشغال التهيئة وتثبيت الأراضي. ومن المقرر لهذا الغرض تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم لأصحاب المساكن التي انهارت بشكل تام (14 ألف دولار)، و80 ألف درهم (8 آلاف دولار) لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئيا.
◙ إطلاق برنامج مدروس لتأهيل المناطق المتضررة، على مستوى تعزيز البنى التحتية وتحسين جودة الخدمات
وشدد الملك محمد السادس على ضرورة أن يتم إجراء عملية إعادة الإعمار على أساس دفتر للتحملات، وبإشراف تقني وهندسي وبانسجام مع تراث المنطقة الذي يحترم الخصائص المعمارية المتفردة.
ويهدف هذا البرنامج إلى تعبئة الوسائل المالية الخاصة للدولة والمؤسسات العمومية، وسيكون أيضا مفتوحا للمساهمات الواردة من الفاعلين الخواص والمنتمين إلى الجمعيات، وكذلك الدول الشقيقة والصديقة.
والسبت الماضي أذن الملك محمد السادس بإحداث ﻔوري ﻟﻠﺟﻧﺔ مكونة من مختلف الوزارات المعنية تكلف ﺑوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ عاجل ﻹﻋﺎدة ﺗﺄھﯾل وﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم من أجل إﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣدﻣرة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة ﻓﻲ أﻗرب اﻵﺟﺎل، واﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص الذين هم ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﺻﻌﺑﺔ، أو الذين هم بلا مأوى جراء الزلزال، وﻓﺗﺢ ﺣﺳﺎب ﺧﺎص ﻟدى اﻟﺧزﯾﻧﺔ وﺑﻧك اﻟﻣﻐرب ﺑﮭدف ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺎت اﻟﺗطوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن واﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ.
وتضمنت الإجراءات التي أعلن عنها الملك محمد السادس مباشرة بعد حدوث الزلزال تشكيل احتياطات ومخزون للحاجيات الأولية (أدوية، خيام، أسرّة، مواد غذائية…) على مستوى كل جهة من المملكة من أجل مواجهة مختلف الكوارث.