أخنوش المختفي يخرج من السرداب بعد 72 ساعة عن فاجعة زلزال الحوز
عزيز أخنوش ليس رئيسا للحكومة المغربية فحسب، بل هو أيضا رئيس المجلس الجماعي لأكادير، وضمن حكومته يوجد اثنان من رؤساء الجماعات الأكثر تضررا من فاجعة الزلزال الذي هز المملكة يوم أمس الجمعة مخلفة إلى حدود اللحظة أكثر من 2012 قتيلا، ومع ذلك، فإن الرجل في اعتقاد الكثيرين كان “نائما” بعيدا عن بؤرة الأحداث، حتى غَدا الغائب الأكبر عن المشهد.
مناسبة هذا التذكير هي خرجة أخنوش الخاطفة والمتأخرة والغريبة عبر منصة X، لا في بؤرة الزلزال ولا في مدينة أكادير التي يحمل صفة عمدتها، فقط ليخبر متابعيه بأن الملك محمد السادس مرفوقا بولي العهد الأمير الحسن، ترأس جلسة عمل بالقصر الملكي بالرباط خُصصت لبحث الوضع بعد الزلزال، وهي معلومة لم تكن تحتاج لرئيس الحكومة حتى تصل للمغاربة، لأن الديوان الملكي تكلف بذلك مُسبقا.
صباح الخير”، هكذا علق أحد المغردين تفاعلا مع ما كتبه رئيس الحكومة، بلهجة ساخرة من الظهور المتأخر والمحتشم لهذا الأخير، أما آخر فخاطبه بالقول “أ صاحبي خلعتينا عليك، يسحاب لينا غير راب عليك شي بلان”، لأن اختفاء عمدة أكادير في نظره لا تفسير له سوى أنه من ضحايا الزلزال في المدينة المكلف بترؤس مجلسها الجماعي.
وكان بعض المعلقين أكثر وضوحا في إبراز غضبهم من أخنوش، ومن اختفائه غير المبرر إلى غاية اليوم الموالي لحدوث الفاجعة، وأوردت إحدى المغردات أن الأمر يتعلق بـ”اسوأ حكومة في تاريخ المغرب”، مستغربة كيف احتاج رئيسها ليوم كامل قبل أن يتفاعل مع الماساة، مذكرة إياه بالشعار الانتخابي لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يترأسه “تستاهلو احسن”.
متفاعلون آخرون اعتبروا أن اختفاء أخنوش عن الساحة بهذه الطريقة غير المبررة أمر يتطلب منه تقديم استقالته، أما آخرون فرأيهم أن الأمر يتطلب استقالة جماعية لكل الوزراء، فيما تساءل أحد المعلقين إن كان رئيس الحكومة “لا يزال مبرمجا على توقيت كندا” كناية على الفارق الزمني بين البلد الذي درس فيها أخنوش وبين البلد الذي يقود حكومته.
وما يثير الاستغراب أكثر هو أن أخنوش معني مباشر بمدينة أكادير باعتباره عمدتها، وهي من بين المناطق الأكثر تضررا، ومعه في الحكومة ذاتها وزير العدل، عبد اللطيف وهبي، وهو رئيس المجلس الجماعي لتارودانت، إلى جانب فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وعمدة مراكش، وكلاهما مسؤولان عن مدينتين قريبتين من بؤرة الزلزال وشهدتا سقوط ضحايا وتسجيل خسائر جسيمة في الأبنية.
وإلى غاية التغريدة اليتيمة التي نشرها حساب رئاسة الحكومة في موقع X في تمام الساعة التاسعة و33 دقيقة مساء، فإن أخنوش ظل مختفيا عن الأنظار تماما، ولم تصدر عنه أي تعزية أو تفاعل مع الفاجعة التي سجلت على الساعة الحادية عشرة و11 دقيقة من مساء أمس الجمعة، والتي خلفت إلى حدود اللحظة 2012 قتيلا و2059 جريحا.
ولم يظهر أخنوش إلى عندما حضر ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻣل ﺧﺻﺻت ﻟﺑﺣث اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟزﻟزال، والتي ترأسها الملك محمد السادس، وإلى جانبه ظهر ﻋﺑد اﻟواﻓﻲ ﻟﻔﺗﯾت وزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ، وﺧﺎﻟد آﯾت اﻟطﺎﻟب وزﯾر اﻟﺻﺣﺔ واﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ، ﻛﻣﺎ ﺣﺿرها اﻟﻔرﯾق أول ﻣﺣﻣد ﺑرﯾظ اﻟﻣﻔﺗش اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻘوات اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ وﻗﺎﺋد اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ، واﻟﻔرﯾق أول ﻣﺣﻣد هرﻣو، ﻗﺎﺋد اﻟدرك اﻟﻣﻠﻛﻲ، واﻟطﺑﯾب اﻟﻠواء ﻣﺣﻣد ﻋﺑﺎر، ﻣﻔﺗش ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺻﺣﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ، واﻟﻌﻣﯾد إﺣﺳﺎن ﻟطﻔﻲ اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم ﻟﻠوﻗﺎﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ، وﻋﺑد اﻟﻠطﯾف ﺣﻣوﺷﻲ، اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣن اﻟوطﻧﻲ وﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ، وﻣﺣﻣد اﻷزﻣﻲ، ﻣﻧﺳق ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ﻟﻠﺗﺿﺎﻣن.