أكد بيان صادر عن الديوان الملكي المغربي الأحد أن المغرب أجرى تقييما دقيقا لاحتياجاته في إطار الرد على الطلبات العربية والدولية للمساعدة في جهود إغاثة المنكوبين من الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز التابع لمدينة مراكش في وقت متأخر الجمعة.
وبحسب البيان فإن المغرب يعتبر أن المساعدة الجيدة هي المساعدة الفعالة وليست الضخمة، لذلك سيقتصر الأمر حاليا على فتح المجال لدخول فرق الإغاثة والإنقاذ.
وأضاف البيان “وعلى أساس هذا التقييم استجابت السلطات المغربية، في هذه المرحلة بالذات، بشكل إيجابي لعروض الدعم المقدمة من الدول الصديقة التي تقترح توفير فرق الإغاثة والإنقاذ”.
وتابع “مع تطور عمليات التدخل يمكن أن يتطور تقييم الاحتياجات المحتملة نحو مراحل أخرى قد تؤدي إلى اللجوء إلى عروض الدعم من بلدان أخرى، مما يعني ضمناً تقديم أشكال أخرى من الدعم”.
وينبع هذا الموقف من إدراك ووعي بأن المساعدات غير المنسقة قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
وتلقى المغرب عروضا من قبل عدد من الدول العربية والغربية لتقديم المساعدة والدعم، وأكدت تلك الدول أنها في انتظار طلب من الرباط للتدخل.
وتواصلت الأحد مساعي إيصال المساعدات حيث تقوم القوات الملكية المسلحة بجهود كبيرة لإيصال المساعدات الإنسانية؛ إذ تم تسخير عدد من الطائرات والمروحيات، بالإضافة إلى عدد من الشاحنات، لتسريع وصول المساعدات نظرا إلى التضاريس الوعرة في المنطقة.
ورغم طبيعة المناطق الجبلية والنائية وطول المسافات وصعوبة إيصال المعدات اللازمة لعمليات الإنقاذ لم يحل ذلك دون مواصلة فرق البحث والإنقاذ عملياتها للوصول إلى جميع المناطق التي ضربها الزلزال.
وتفاعل المغاربة مع توجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس، حيث تستمر الجهود لجمع التبرعات والمساعدات بالإضافة إلى التبرع بالدم.
◙ القوات الملكية سخرت عددا من الطائرات والمروحيات لتسريع وصول المساعدات نظرا للتضاريس الوعرة
وتجاوب مغاربة من كل المدن، وحتى من خارج المغرب، مع مناشدات المتضررين في المناطق التي ضربها الزلزال من أجل المساعدة على توفير الماء الصالح للشرب والأغطية والخيام لإيواء المتضررين، حيث يبيت في العراء الصغار والشيوخ المعرضين لنزلات البرد والحمى.
وأعلن عدد من المنظمات والقطاعات المساهمة في الحساب الذي دعا العاهل المغربي إلى فتحه لدى خزينة الدولة لجمع التبرعات.
وأعلن المجلس الأعلى للسلطة القضائية أن تبرعات أعضائه والتبرعات التي قد يقوم بها القضاة، بإرادتهم واختيارهم وكل حسب قدرته، ستتم لفائدة الحساب الخاص الذي تم فتحه، بتعليمات ملكية سامية للمساهمة في جهود التخفيف من آثار الزلزال الذي ضرب بعض مناطق المملكة.
وقرر أعضاء المجلس التبرع بأجرة شهر من رواتبهم للصندوق المحدث للغاية نفسها، مؤكدين استعدادهم للمساهمة بكل ما يمكنهم القيام به من جهود أخرى إذا اقتضى الحال ذلك.
ودعت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب كافة الصيادلة والأطر الصحية وفعاليات المجتمع المدني إلى تقديم المساعدات الضرورية للمنكوبين كل من موقعه، تعبيرا عن اللحمة الحقيقية للشعب المغربي، مؤكدة على أهمية بلورة مقاربات خاصة على المستوى المحلي لمؤازرة الصيادلة المتضررين من هذه الهزة الأرضية.
وقرر عمال شركة “يازاكي” المتخصصة في صناعة قطع السيارات بمدينة طنجة التبرع بربع يوم عمل، أي ما يعادل ساعتيْ عمل، على أن تقوم الشركة بالتبرع بنفس المبلغ الإجمالي بغرض شراء المستلزمات الضرورية من أغطية ومواد غذائية أساسية ووضعها رهن السلطات المختصة على عين المكان لتوزيعها على المتضررين من الزلزال.
وقال المحلل السياسي نوفل بوعمري إنه “لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين يجب التنسيق مع السلطات المحلية على عين المكان، وبخصوص مسألة جمع التبرعات المالية للتضامن مع المتضررين من زلزال الحوز يُستحسن أن يتم التبرع وفقًا لما جاء في بلاغ الديوان الملكي بهذا الخصوص، تفاديا لعمليات الاحتيال”.
وبدوره أكد عبدالله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، أن “توجيهات الملك محمد السادس شكلت بوابة كبيرة للتضامن والتآزر، بتحديد إجراءات استعجالية، كما رسخت ثقافة المساهمة التطوعية والتضامنية”.
وأضاف بوصوف ، “لمسنا روح التضامن المغربي منذ اللحظات الأولى من خلال تجند مختلف السلطات العمومية والفرق الطبية، بالإضافة إلى الاستجابة الطوعية للعديد من المواطنين المغاربة والمقيمين الأجانب سواء كانوا مسيحيين أو يهودا، الذين اصطفوا جميعا في طوابير طويلة من أجل التبرع بالـدم في مشهد يعكس التسامح والتضامن، ولمسناها أيضا في نداءات لتنظيم قوافل مساعدات انطلاقًا من منصات التواصل الاجتماعي، كما في استعداد مغاربة العالم للمساهمة في عمليات التضامن، وهو أمـر ليس جديدا عنهم ويذكرنا بموقفهم الوطني في زمن جائحة كورونا”.