التضاريس تعيق جهود إنقاذ المنكوبين
لا تزال جهود إنقاذ الناجين وانتشال جثث الموتى متعثرة لليوم الثاني على التوالي على إثر الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب ليلة الجمعة، حيث وجدت السلطات صعوبة بالغة في الوصول إلى كافة المناطق المتضررة الموزعة على مساحات شاسعة في الجبال الممتدة بين مدن مراكش وأغادير وتارودانت.
وحتى منتصف الأحد، ظل المغربي إبراهيم إدمو القاطن بمدينة مراكش يبحث عن سبيل لبلوغ قرية تلات نيعقوب، إحدى أكثر القرى المتضررة بإقليم الحوز جنوب مراكش، فأقصى مدى يمكن أن تبلغه السيارات هو قرية كندافة وتتبقى مسافة لا تقل عن 10 كيلومترات يضطر رفقة بعض أصدقائه إلى قطعها على متن الدواب أو الدراجات النارية، فالانهيارات الصخرية والترابية جعلت بلوغ أقاصي الجبال أمرا مستحيلا في غياب طائرات ومروحيات.
ويقول إبراهيم إن الوضع كارثي ولا يمكن وصفه، فالكثير لا يزالون تحت الأنقاض والناجون معزولون عن العالم بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد بطاريات الهواتف.
وأصبحت قرية تلات نيعقوب مثل الكثير من القرى الأخرى ذات التجمعات السكانية الصغيرة الموزعة على الجبال الممتدة على مساحة شاسعة بين مراكش وتارودانت معزولة كليا عن العالم الخارجي، فالسلطات لم تستطع حتى الأحد الوصول إليها في وقت لا يزال فيه الكثيرون تحت الأنقاض. وإذا كانت الصور المتداولة تظهر وصول كميات من المساعدات والخيام والأغذية والأدوية، فإنها لم تجد طريقها إلى مجموعة كبيرة من الضحايا.
ويقول إبراهيم الشاهد على ما يحدث على طول الطريق الممتدة من مراكش إلى قرية إيغيل حيث مركز الزلزال، إن “الخيام والمساعدات تصل تباعا إلى قرية أسني وهي آخر نقطة تصلها السيارات والشاحنات بفضل الطريق المعبدة، لكنها لم تصل بعد إلى النقاط البعيدة في الجبال حيث لا يزال سكان قرى تبعد عن أسني بحوالي 70 كيلومترا ينتظرون المساعدة مثل أكنديس وكندافة وواد أوكدمت”.
وصرح بعض سكان مراكش وأغادير وتارودانت وباقي القرى المجاورة أنهم فضلوا المبيت في الشوارع والحدائق بعيدا عن المباني خوفا من الهزات، في حين أن كثيرا من المنكوبين باتوا في العراء بسبب فقدان منازلهم وذويهم في انتظار وصول المساعدة المتعثرة بسبب وعورة المسالك الجبلية وتوزع المجموعات السكانية على مناطق شاسعة يصعب الوصول إليها بوسائل النقل العادية.
وتواصلت الأحد عمليات نصب خيام وتوزيع مساعدات على عدد من المناطق المتضررة من الزلزال.
ووفقا لوكالة الأنباء المغربية الرسمية، فإن “فريقا من عناصر الوقاية المدنية (الدفاع المدني) عمل في الساعات الأولى من صباح السبت وبسرعة فائقة على تحميل الشاحنات من أجل إيصال المساعدات في أسرع وقت ممكن إلى السكان المتضررين من الزلزال”.
ويواصل عناصر الوقاية المدنية نصب الخيام وتوزيع مساعدات، بينها أغطية، في قرى متضررة في إقليمي أزيلال وشيشاوة وضواحي مدينة مراكش (وسط).