إسبانيا أول المساعدين وفرنسا تنتظر الضوء الأخضر من الرباط وجريدة الباييس تدعو لمصالحة مغربية-جزائرية
أرسلت إسبانيا وحدات لمساعدة المغرب في البحث عن الناجين من الزلزال وانتشال الجثث، بينما تعرض فرنسا مساعدتها دون الحصول على ترخيص من الرباط حتى الآن، وتأمل جريدة الباييس في افتتاحيتها أن تكون هذه المأساة مناسبة للتصالح بين المغرب والجزائر.
وأعربت معظم دول العالم عن تضامنها مع المغرب في أعقاب الزلزال الذي ضرب جنوب المغرب وخاصة منطقة الحوز ليلة الجمعة الماضية وخلف حتى الآن أكثر من ألفي قتيل. وتعرض عشرات الدول على المغرب مساعدات ما بين اللوجستية مثل فرق الإنقاذ ومساعدات إنسانية مثل الأغطية والخيام. وتبدي دول الجوار مثل إسبانيا وفرنسا والبرتغال والجزائر والسنغال اهتماما أكبر في تقديم المساعدة، ودول عربية مثل قطر.
في هذا الصدد، أعلن وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون بالنيابة، خوسي مانويل ألباريس هذا الأحد أن المغرب طلب رسميا مساعدات إنسانية من إسبانيا. وأرسلت مدريد أولى الفرق للبحث عن الناجين وانتشال الجثث المنتمين إلى الجيش أو فرق الإطفاء المختصة في الإنقاذ. وتستعد مختلف حكومات الحكم الذاتي وكذلك بلديات المدن الكبرى إلى إرسال وحدات، لا سيما بعدما تبين أن الأضرار كبيرة جدا وصعوبة الوصول الى عشرات القرى الصغيرة في جبال الأطلس.
ويبقى المثير في الأمر هو عدم توجه المغرب الى فرنسا طلبا للمساعدة، على الرغم من أن الملك محمد السادس كان يتواجد في باريس خلال الزلزال وعاد الى البلاد مساء السبت. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الأحد خلال مؤتمر صحفي على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي إن “فرنسا مستعدة لتقديم مساعدتها للمغرب إذا قرر المغرب أن ذلك مفيد”. وأضاف “السلطات المغربية تعرف بالضبط ما يمكن تقديمه وطبيعة (ما يمكن تقديمه) وتوقيته… نحن في خدمتها. لقد جهزنا كل ما في وسعنا… في اللحظة التي يطلبون فيها هذه المساعدة، سيتم إرسالها”. وتمر العلاقات بين باريس والرباط بأزمة شائكة منذ أكثر من سنتين.
وإعلاميا، تناولت عدد من افتتاحيات الصحف الدولية الزلزال، وتميزت جريدة الباييس في افتتاحيتها ليوم الأحد بعنوان “تضامن مع المغرب” بأن قالت “عادة ما تكون الكوارث الطبيعية لحظة خاصة في العلاقات بين الدول المتجاورة، خاصة عندما تكون هناك خلافات تؤدي إلى توتر العلاقات أو قطعها. وهذا ما حدث تاريخيا مع الجزائر التي أغلقت مجالها الجوي مع الرباط عام 2021 وأعلنت يوم السبت إعادة فتحه أمام الرحلات الجوية من وإلى المغرب لتسهيل وصول المساعدات ونقل الجرحى. ونأمل أن يؤدي التضامن الذي نشّطه سوء الحظ إلى تحسين العلاقات بين هذين البلدين المغاربيين القريبين جدًا، ولهما الكثير من المصالح المشتركة والمهمة جدًا لاستقرار المنطقة”.
وحول العلاقات الثنائية بين الرباط ومدريد، تبرز الباييس “إن حادثا مأساويا مثل الذي يعاني منه المغرب، يبقى على أي حال، لحظة خاصة لتعزيز العلاقات المغربية-الإسبانية، وتحسين اندماج المهاجرين، والتخلي عن التحيزات والنزاعات وتكريس أنفسنا من الحكومات والمجتمع المدني لمساعدة الضحايا”.