دي ميستورا يطلع على حصيلة التنمية في الأقاليم الجنوبية للصحراء المغربية

ماموني

يواصل المبعوث الأممي الخاص إلى الصحراء المغربية ستيفان دي ميستورا جولته في أقاليم الصحراء المغربية، بهدف إجراء مشاورات مع كلّ الأطراف المعنية، قبل نشر تقرير الأمين العام إلى مجلس الأمن الدولي، وذلك في أول زيارة له إلى هذه المنطقة المتنازع عليها منذ تعيينه في هذا المنصب قبل عامين.

أجرى ستيفان دي ميستورا، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، الثلاثاء، محادثات مطولة مع فاعلين اقتصاديين وفعاليات نسوية وشيوخ القبائل الصحراوية، وسط تأكيد على الحاجة إلى حل نزاع الصحراء المغربية، وإنهاء المعاناة الإنسانية الناجمة عنه في ضوء مبادرة الحكم الذاتي المغربية.

ويأتي ذلك في إطار أول زيارة يقوم بها دي ميستورا إلى مدينة العيون لإعداده تقريرا حول الأوضاع الاجتماعية بالصحراء المغربية.

وأشارت الفعاليات النسوية المكونة من برلمانيات عن العيون وبوجدور والسمارة وطرفاية، ومسؤولات بالمجالس المنتخبة، بالإضافة إلى فاعلات من المجتمع المدني واقتصاديات ورياضيات ومثقفات، إلى انخراطهن في كل المجالات بفضل جهود العاهل المغربي الملك محمد السادس في إدماج المرأة في المجتمع.

واطلع دي ميستورا على أرقام ومعطيات حول مشاركتهن بمختلف مجالس الجماعات والمجلس الجهوي، العيون الساقية الحمراء، وحظوتهن بثقة السكان كممثلات شرعيات بناء على المحطة الانتخابية الديمقراطية التي شهدها المغرب وأقاليمه الجنوبية في أكتوبر 2021، وأبرزن أنهن منخرطات في الدفاع عن مصالح السكان وتحقيق انتظاراتهم وتنمية المنطقة.

 

نوفل بوعمري: الصحراويون متشبثون بالسيادة الكاملة للمغرب على كل ترابه
نوفل بوعمري: الصحراويون متشبثون بالسيادة الكاملة للمغرب على كل ترابه

 

كما اجتمع ستيفان دي ميستورا مع منتخبي جهة العيون الساقية الحمراء، وشيوخ القبائل الصحراوية، واستمع لرئيس جهة العيون سيدي حمدي ولد الرشيد، ورئيس جماعة العيون، مولاي حمدي ولد الرشيد، وكلمة شيوخ القبائل التي ألقاها الشيخ حسن الركيبي الإدريسي، الذين أكدوا أنهم يمثلون السكان عبر انتخابات نزيهة وشفافة شاركت فيها جميع أطياف المجتمع بالجهات الجنوبية.

وأفادت مصادر خاصة بأن المبعوث الخاص إلى الصحراء المغربية تحدث إلى كل الفعاليات كما استمع بإمعان لهم، موردا في إحدى ردوده “إنني اطلعت على ملف الصحراء المغربية عن كثب واستمعت إلى الكثير من الشخصيات المرتبطة بهذه القضية وأنا بصدد تكوين رأي مفصل”.

وقالت الأمم المتحدة إن مبعوثها إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا وصل الاثنين إلى مدينة العيون، لإجراء مشاورات “مع كل الأطراف المعنية”، في أول زيارة له إلى المنطقة منذ تعيينه في هذا المنصب قبل عامين.

وأضافت أن المبعوث الأممي يأمل من هذه الزيارة في أن “تدفع قدما بطريقة بناءة العملية السياسية حول الصحراء”.

واعتبر المشاركون في اللقاءات مع دي ميستورا أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية تعد أساسا جديا وحيدا وذا مصداقية لإنهاء الملف، وذلك لما توفره من مزايا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتنموية وغيرها تحفظ كرامة السكان وتؤمّن عيشهم الكريم.

المبعوث الأممي يأمل من هذه الزيارة في أن تدفع قدما بطريقة بناءة العملية السياسية حول الصحراء

وأكد المحلل السياسي نوفل بوعمري أن “الجديد في زيارة دي ميستورا للأقاليم الصحراوية هو لقاؤه مع مختلف الفاعلين من منتخبين ونساء واقتصاديين ومجتمع مدني، في خطوة لمعرفة وجهة نظرهم حول الملف وحول الحل النهائي لطيه وفقا لقرارات مجلس الأمن”.

وقال إن “اللقاءات التي جمعت دي ميستورا بكل الفاعلين بالأقاليم الجنوبية، فرصة للاطلاع على التجربة الديمقراطية المحلية وعلى البناء المؤسساتي داخل الأقاليم الصحراوية”.

وتابع بوعمري أن “الفعاليات الصحراوية المتنوعة التي التقت بدي ميستورا كانت مناسبة لها لنقل وجهة نظرها للمبعوث الأممي، تعبر فيها عن موقف الغالبية العظمى للسكان الصحراويين المتشبثين بالسيادة الكاملة للمغرب على كل ترابه والمؤمنين بمبادرة الحكم الذاتي كأرضية للنقاش والتفاوض”، لافتا إلى أنه “من السابق لأوانه الحكم بشكل نهائي على مخرجات هذه الزيارة في انتظار إتمام ستيفان دي ميستورا لجولته وصدور تقريره الذي سيقدمه للأمم المتحدة”.

دي ميستورا عاين الإنجازات الاقتصادية والتنموية التي حققتها المملكة المغربية بأقاليمها الجنوبية، خاصة في مدينة العيون

وعاين دي ميستورا الإنجازات الاقتصادية والتنموية التي حققتها المملكة المغربية بأقاليمها الجنوبية، خاصة في مدينة العيون،  بعدما قدم الفاعلون الاقتصاديون في مجالات الصيد البحري والخدمات والزراعة، خلال المحادثات مع المبعوث الشخصي عروضا تفصيلية شاملة حول الوضع الاقتصادي والتجاري على مستوى جهة العيون الساقية الحمراء وتجاربهم الناجحة في مجال استثماراتهم.

وركز هؤلاء على أن الفرص سانحة بالأقاليم الجنوبية، وأبواب الاستثمار مشرعة أمام الشباب المحلي والشركات الأجنبية الراغبة في المساهمة في تنمية الصحراء المغربية، والضامن الحقيقي لترقية وضع المنطقة.

وتأتي هذه المشاورات استعدادا لعقد مجلس الأمن اجتماعه في نهاية شهر أكتوبر القادم، إذ سيقوم المبعوث الأممي بتقديم إحاطة تترجم تصوراته التي جمعها من لقاءاته المتعددة حول الملف.

ومنذ تعيينه في أكتوبر عام 2021 مبعوثا أمميا إلى الصحراء، يسعى دي ميستورا إلى الدفع بعجلة هذه القضية، معتمدا على آلية الحوار حول مقترح الحكم الذاتي في إطار السيادة الوطنية، والذي يحظى بتأييد ودعم أممي واسع.

وتأتي هذه الزيارة أيضا بعدما التقى نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون شمال أفريقيا جوشوا هاريس، السبت الماضي، بزعيم جبهة بوليساريو بمخيمات تندوف إبراهيم غالي، حيث شدد هاريس على أهمية الدعم الكامل والمشاركة مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا، بروح الواقعية والتسوية، وتكثيف الجهود لتحقيق حل سياسي وتسوية دائمة لقضية الصحراء المغربية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: