محتجون مغاربة ينددون بـ’إرهاب دولة’ في جريمة السعيدية
تفاعل المئات من المغاربة على منصات التواصل الاجتماعي وفي الشارع المغربي مع أهالي الشابين المغربيين اللذين قتلهما خفر السواحل الجزائري بالرصاص بعدما دخلا خطأ المياه الإقليمية الجزائرية، منددين بالنظام الجزائري واتهموه بالتورط في الجريمة التي باتت معروفة باسم جريمة السعيدية وهو الوسم الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة.
وذكرت وسائل إعلام مغربية، أن المشاركين في الاحتجاجات التي دعت إليها الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان، احتشدوا أمس الاثنين أمام مقر البرلمان في الرباط وعبروا عن رفهم واستنكارهم للجريمة التي اعتبروها جريمة دولة مكتملة الأركان، في توصيف يحمل الدولة الجزائرية على أعلى مستوى المسؤولية عن قتل شابين أعزلين ذنبهما الوحيد أنهما تاها ودخلا خطأ المياه الإقليمية الجزائرية خطأ.
كما وجه المحتجون انتقادات عنيفة لقائد أركان الجيش الجزائري السعيد شنقريحة ورددوا هتافات “شنقريحة يا جبان الشعب المغربي لا يهان”. ورفعوا لافتات وصور تدين النظام العسكري الجزائري، محملين إياه “مسؤولية قتل الشابين المغربيين خارج القانون وتطالب بمحاسبته على جريمة السعيدية.”
وندد إدريس السدراوي رئيس الرابطة المغربية للمواطنة وحقوق الإنسان وهي هيئة حاصلة على الصفة الاستشارية بالأمم المتحدة، بما وصفها بأنها جريمة ممنهجة نفذها الجيش الجزائري بحق شابين مغربيين أعزلين، مضيفا أن الرابطة تطالب المجتمع الدولي بمحاسبة النظام الجزائري،
ودعا في مقطع فيديو إلى “ترتيب الجزاءات الملائمة بمقتضى القانون الدولي”، مضيفا خلال الوقفة الاحتجاجية أمام البرلمان “نؤكد أن الجريمة كان مخططا لها من طرف الجيش الجزائري والرابطة المغربية لحقوق الإنسان ستراسل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة”.
وكشف كذلك أن الرابطة تعتزم بالتنسيق وبالمشاركة مع الجمعيات الحقوقية رفع دعوى قضائية ضد قادة الجيش الجزائري في المحاكم الدولية، مضيفا أن ما حدث هو انتهاك للقانون الدولي والإنساني وخرق لكل الأعراف ومواثيق حقوق الإنسان.
وقال معلقا على الوقفة الاحتجاجية التي تمت بتنظيم من الرابطة، مشيرا إلى أنها خطوة رمزية تؤكد “رفضنا التوجه نحو الحرب والتصعيد في المنطقة وستتبعها خطوات مقبلة… سنرفع دعوى قضائية ضد نظام جزائري جبان يقتل شعبه ويدفع المنطقة إلى الحرب والتصعيد وسفك الدماء”.
وأشار إلى عملية إعدام بدم بارد لمواطنين مغربيين “كانا مسالمين ولم يقوما بمواجهة السلطات الجزائرية. وبالتالي، فالاغتيال كان مخططا له من أجل هروب الجزائر من أزمتها الداخلية العميقة”.
وتأتي هذه الوقفة الاحتجاجية تعبيرا عن الوحدة بين المغاربة وتأكيدا على اللحمة الوطنية في رفض الاعتداءات الخارجية أو المساس بأبناء المملكة المغربية.
كما تشير إلى الرفض الشعبي لممارسات النظام الجزائري في مقابل رصانة دبلوماسية مغربية في التعاطي مع حالة التوتر مع الجارة الشرقية.
وكانت وزارة الدفاع الجزائرية قد أصدرت بيانا مربكا حول جريمة السعيدية اعتبره المغاربة دليل ادانة واعترافا باستخدام الرصاص الحي في التعامل مع الشابين المغربيين اللذين قتلا فقط بسبب دخولهما خطأ في المياه الإقليمية للجزائر.
وحاولت الوزارة تبرير عملية القتل العمد بالقول إن قواتها البحرية أطلقت طلقات تحذيرية قبل أن تطلق النار على الشابين المغربيين وإنهما دخلا منطقة معروفة بنشاط تهريب المخدرات، بينما تقتضي القوانين الدولية أن يكون التعامل مع حالات التيه دون استخدام القوة إلا إذا أبدى المعنيون مقاومة تشكل خطرا وتهديدا.