العسكر يسقط هيبة الدولة عن الجزائر

قُطيب

عبث نظام “الكابرانات” لم تعد له حدود وغرق في مستنقع التسرع ومراكمة الفشل

لخص سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، كل شيء وهو يصف حقيقة الدولة في الجزائر، وهو يبرر عدم قبولها في “بريكس”، متحدثا عن المعايير والإجراءات التي تم إعمالها لتوسيع المجموعة، مجملا إياها في “هيبة الدولة ووزنها السياسي وموقفها على الساحة الدولية وأن تكون من ذوي الأفكار المشتركة مع دول المجموعة”، في إشارة إلى الطريقة التي اعتمدها “كابرانات” الجارة الشرقية بإغراء دولها بمليار ونصف مليار دولار.
ووصف أبو وائل الريفي كلام لافروف بالضربة الموجعة التي تنضاف إلى صفعة ماكرون، حين نفى عن الجزائر صفة الأمة، وأن الرئيس عبد المجيد تبون نذير شؤم لا يحفظ للشعب الجزائري كرامة ويرهن البلاد كلها، أرضا وتاريخا، لمطامح شخصية وصراعات داخل مربع السلطة للظفر بولاية جديدة.
وسجل صاحب “بوح الأحد” على “شوف تيفي” أن عبث نظام “الكابرانات” لم تعد له حدود، وأنهم غرقوا في مستنقع تغطية فشل بفشل أكبر منه، في إشارة إلى مبادرة تبون لتهدئة أوضاع النيجر، التي كانت دليلا آخر على التسرع والخوف من الآتي من هناك، إذ استبقوا الطلب الفرنسي باستعمال الأجواء رغم تأكيد فرنسا أنها لم تطلب منهم ذلك، وها هم يهرولون مع مستجدات التوتر النيجري الفرنسي، لكن الحل المقترح لم يكن سوى مبادرة ناقصة وغير متوازنة وغير واقعية وغير قابلة للأجرأة، ولدت ميتة ولم يتفاعل معها أحد ولم تغط على الفشل في الانضمام إلى “بريكس” الذي لن يغفره الجزائريون لنظام العسكر.
ونصح الريفي “كابرانات” الجزائر باستيعاب الدرس من ملاحظات لافروف وفتح صفحة تقييم حقيقي لمسارهم وأن الأولى أن ينشغلوا بمراجعة سياساتهم وخياراتهم نحو مزيد من الاستقلالية والواقعية والاندماج في المحيط، فالأولى أن تتقوى الدولة بشعبها من خلال سياسات تضع مواردها في خدمة مواطنيها الذين لا يستحقون الأوضاع والمعاناة التي يعيشون فيها رغم الإمكانات التي تتوفر عليها بلادهم، معتبرا أن الجزائر لن تجد بهذه الأجندة من المغرب سوى التشجيع والتعاون والترحيب واليد الممدودة لما يقوي الاتحاد المغاربي.
وللأسف يفاخر رئيس الدبلوماسية الجزائرية عطاف بأن “الظروف لم تتغير بل تفاقمت سلبياتها ويصعب اليوم الحديث عن إحيائه وإعادة الروح للاتحادالمغاربي”، لكن ليس هذا وقت التأسف على الواقع بل المطلوب إيجاد السبل لإعادته، سيما إن كان هناك اقتناع بأن إحياءه مصلحة لجميع دول الاتحاد وللقارة الإفريقية والمنطقة المتوسطية كلها.
من كلام لافروف يظهر الفرق بين من يؤمن بتقوية العمل المشترك وبين من يبحث عن التهرب من ذلك، ولن يعدم كل طرف الوسائل لتحقيق الأهداف، و”سيحسب لمن يريد رأب الصدع فضل بذل الجهد والاجتهاد، وسيتحمل الطرف المتقاعس تبعات الجمود والفشل، لأن التاريخ لن يرحم أحدا، والمستقبل سيفضح المتآمرين، ولن تغفر الشعوب لمن كان سبب شتاتها وإضعافها”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: