مغاربة ليبيا يترقبون عودة الخدمات القنصلية.. وحطي: نهاية لـ9 سنوات من المعاناة
تترقب الجالية المغربية المقيمة بليبيا، بفارغ الصبر، عودة العمل بقنصلتي المملكة بكل من طرابلس وبنغازي، بعد مرور 9 سنوات من إغلاقهما عقب تعرض سفارة المغرب لتفجير إرهابي سنة 2015 تبناه تنظيم “داعش”.
وفي 19 يونيو المنصرم، كشفت وزارة الخارجية المغربية، عن تعيين بوزكري الريحاني قنصلا عاما للمملكة بمدينة طرابلس، وسعيد بنكيران قنصلا للمملكة بمدينة بنغازي.
وكشف مصدر خاص لجريدة ، نقلا عن مسؤول رفيع المستوى في الأمن الدبلوماسي الليبي، بأن القنصل الجديد للمملكة في طرابلس، بوزكري الريحاني، وصل إلى الديار الليبية، أمس الخميس.
وأفاد المصدر بأنه من المرتقب وصول طاقم القنصلية المكون من موظفين وأطر، اليوم الجمعة، على أن تشرع القنصلية في مباشرة عملها خلال أسبوع.
ويأتي تعيين بوزكري الريحاني قنصلا عام للمغرب بطرابلس، بعد قضائه سنوات كقنصل للمملكة بمدينة نابولي الإيطالية، علما أنه يعرف جيدا ليبيا التي عمل فيها قنصلًا عاما للمملكة خلال سنوات التسعينيات.
ومنذ إغلاق سفارة المملكة بطرابلس وتعليق الخدمات القنصلية عام 2014، تفاقمت معاناة عشرات الآلاف من أفراد الجالية المغربية في ليبيا، خاصة فيما يتعلق بتجديد جوازات السفر وبطاقات التعريف ونقل جثامين المتوفين وغيرها.
وفي أكتوبر من العام الماضي، عملت السلطات المغربية على إحداث قنصلية متنقلة لتقديم خدمات إدراية وقنصلية للجالية المغربية، استفاد منها أزيد من 5500 شخص وسط إقبال غير مسبوق لأفراد الجالية.
كما سبق للمغرب أن فتح خلية أزمة لتقديم المعاملات القنصلية والإدارية لمغاربة ليبيا في المعبر الحدودي رأس جدير بين ليبيا وتونس، قبل أن تتوقف هذه الخلية سنة 2019.
وبخصوص وضعية السفارة المغربية، أفاد مصدر الجريدة بأنها لا تزال مغلقة ويوجد بها حارس أمن فقط، علما أنه جرى ترميمها وتجهيزها من جديد، ولا يُعرف إن كانت ستستأنف نشاطها وتعيين سفير جديد بعد إعادة فتح القنصليتين.
فرحة وترقب
وفي هذا السياق، قال عبد الكريم حطي، منسق الجالية المغربية المقيمة بليبيا، إن وصول القنصل المغربي وطاقمه إلى ليبيا أدخل فرحة عارمة على الجالية التي طال انتظارها لهذا النبأ، مشيرا إلى أن عودة العمل القنصلي سينهي معاناة دامت 9 سنوات.
وأوضح أن عددا من المغاربة لم يصدقوا الخبر لكون موضوع القنصلية طالت مدته لدرجة أنهم فقدوا الأمل، مشيرا إلى أن بعضهم توجه للفندق الذي نزل به القنصل الريحاني للتأكد من قدومه، وبالفعل استقبلهم بروح مرحة، وفق تعبيره.
إقرأ أيضا: عرفت توافدا غير مسبوق.. قنصلية متنقلة تقدم خدمات لـ5500 مغربي بليبيا
وبحسب المتحدث ذاته، فإن المغاربة المقيمين في هذا البلد الذي مزقته الحرب، عانوا طويلا بسبب إغلاق السفارة والقنصلتين، خاصة فيما يخص المسائل الإدارية.
ويتعلق الأمر أساسا، بحسب حطي، بتجديد جوازات السفر، وتسجيل المواليد الجدد، والتصديق على بعض المستندات والوثائق المهمة، وتجديد الإقامة في ليبيا، إلى جانب مشاكل الطلبة الذين لم يتمكنوا من إتمام دراستهم بسبب توقف الخدمات القنصلية.
وأضاف المتحدث أن “العديد من المغاربة توفتهم المنية بليبيا ولم نتمكن بالحصول على تصاريح الدفن من الجهات الرسمية المسؤولة، كما أن آخرين لم يتمكنوا من السفر إلى المغرب لملاقاة عائلاتهم لسنوات طويلة”.
وكشف حطي أن أفراد الجالية أسسوا هيئة تحت اسم “رابطة مغاربة ليبيا”، والتي قامت بتحركات واتصالات مع السلطات الليبية ووزارة الخارجية المغربية والمجتمع المدني ومؤسسات حقوقية لإيجاد حل لوضعية الجالية المغربية.
وتابع قوله: “تفاعلت معنا الخارجية المغربية إيجابيا، وتم تشكيل خلية أزمة ممثلة في قنصلية متحركة، تمكنت من تجديد جوازات سفر حوالي 2500 مغربي وتقديم خدمات قنصلية أخرى، خلال فترة لم تتجاوز أسبوعًا واحدًا، قبل أن تنهي مهامها بدون سابق إنذار” وفق تعبيره.
وأفاد المتحدث بأن المسؤولين في وزارة الخارجية أخبروا “رابطة مغاربة ليبيا” بأن أعداد الجالية المغربية كانت أكبر من المتوقع، وبأن الجالية هناك تحتاج لقنصلية ثابتة، موضحا أن الخارجية تعهدت بإعادة فتح القنصلتين في شهر شتنبر الجاري.
يُشار إلى أن وزارة الخارجية المغربية، كانت قد أعلنت في وقت سابق، أنه ستتم إعادة فتح المركزين القنصليين في ليبيا، بكل من طرابلس وبنغازي.
وسبق لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، ناصر بوريطة، أن ربط عودة التمثيلية المغربية إلى ليبيا بتوفير الأمن والاستقرار في هذا البلد المغاربي.