أرقام قياسية مرتقبة وطموحات متباينة لنجوم ألعاب القوى في المونديال
ستكون أنظار العالم شاخصة صوب العاصمة المجرية بودابست والتي تستضيف بطولة العالم لألعاب القوى من 19 إلى 27 أغسطس 2023. وسيكون أكبر حدث رياضي في تاريخ المجر يحضره رياضيون من أكثر من 200 دولة.
وعلى الرغم من التفوق الأميركي في مجال ألعاب القوى، وتصدر البعثات الأميركية لجدول الميداليات في معظم النسخ السابقة من البطولة، كانت النسخة السابقة في يوجيني هي الأولى، التي تقام في الولايات المتحدة. وكان مقررا إقامة النسخة الماضية في 2021 لكنها تأجلت لمدة عام بسبب جائحة “كوفيد – 19”.
ويترقب عشاق ألعاب القوى في كل أنحاء العالم ضربة البداية في أكبر حدث عالمي خاص بأم الألعاب، حيث تنطلق اليوم فعاليات النسخة التاسعة عشرة، والتي تعود بالبطولة إلى الأعوام “الفردية” من ناحية، كما تعود بها إلى أحضان القارة الأوروبية صاحبة نصيب الأسد من حيث عدد مرات الاستضافة لهذا الحدث العالمي. وبخلاف نسختي 1976 بالسويد، والتي اقتصرت على سباق واحد، و1980 بهولندا التي اقتصرت على سباقين، تقام البطولة للمرة الثانية عشرة في أوروبا مقابل إقامتها في اليابان مرتين سابقتين وفي كوريا الجنوبية وكندا وقطر والصين والولايات المتحدة مرة واحدة.
وتشهد النسخة الجديدة في بودابست مشاركة أكثر من 2000 رياضي ورياضية من أكثر من 200 دولة من كل قارات العالم. وعلى غرار النسختين السابقتين، ستتضمن فعاليات هذه الدورة 49 سباقا ومسابقة، وتقام العديد من منافساتها في المركز الوطني لألعاب القوى بالعاصمة المجرية بودابست.
يشارك المغرب بـ17 عداء و عداءة في البطولة، ويقود سفيان البقالي حامل اللقب العالمي في سباق 3000 متر موانع تشكيلة المنتخب المغربي باعتباره المرشح الأبرز الذي يراهن عليه المغرب لتحقيق إحدى الميداليات على غرار ما فعله في النسخ الثلاث الأخيرة، والذي يتطلع للفوز باللقب العالمي للنسخة الثانية على التوالي، بعدما فاز به في النسخة الماضية بمدينة أوريغون الأميركية على الرغم من أن مهمته هذه المرة لن تكون سهلة في ظل تألق العداء الإثيوبي لاميشا جيرما اللافت هذا العام حيث حطم الرقم القياسي العالمي للسباق خلال ملتقى باريس الماسي.
رهان حقيقي
من ناحية أخرى انتقل الفوج الأول للمنتخب الجزائري لألعاب القوى المشارك في البطولة العالمية، ويتكون الفوج الأول من رياضيين اثنين وهما هشام بوحنون (الوثب العالي) ومحمد علي قواند (800 متر) المصحوبين بمدربيهما محمد زروقي ورضا عبدالنور. وقال الاتحاد الجزائري “بالنسبة إلى العدائين الآخرين المتأهلين لمونديال 2023، من بينهم سليمان مولة (800 م) وجمال سجاتي (800 م)، والعربي بورعدة (عشاري)، وياسر محمد تريكي (الوثب الثلاثي) فسيتحولون مباشرة إلى بودابست، انطلاقا من أماكن إجراء تحضيراتهم”. ومن أجل مضاعفة حظوظهم في تحقيق نتائج جيدة، فضل العداؤون المذكورون وضع اللمسات الأخيرة على تحضيراتهم ببعض المدن الأوروبية.
وعلى سبيل المثال، يتواجد المختص في العشاري، العربي بورعدة حاليا بمركز التدريب بمانيهايم (ألمانيا) تحت إشراف مدربه محمد حسين. وتنعقد آمال الجزائر في مونديال 2023 على عدائي المسافات نصف الطويلة، جمال سجاتي وسليمان مولة وأيضا على ياسر محمد الطاهر تريكي في الوثب الثلاثي، صاحب إنجاز17.32 متر.
◙ النسخة الجديدة في بودابست تشهد مشاركة أكثر من 2000 رياضي ورياضية من أكثر من 200 دولة من كل قارات العالم
وأعلن الاتحاد القطري لألعاب القوى قائمة بعثة منتخبه الوطني المشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى، وضمت قائمة عنابي القوى اللاعبين معتز برشم بطل العالم والأولمبياد في الوثب العالي وباسم عبدالسلام في 400 متر حواجز ومعاذ محمد في رمي القرص، ويضم الوفد الإداري طلال منصور وخليفة عبدالملك وخالد المري، بالإضافة إلى المدربين ماسيمو وكانتز والجهاز الطبي المكون من كوستنتين ودانيال وليث، ويرافق الوفد محمد عيسى الفضالة رئيس الاتحاد وعيسى الحرمي لحضور اجتماعات الاتحاد الدولي التي تنعقد على هامش منافسات بطولة العالم، ويشارك عنابي ألعاب القوى في المونديال برعاية مجموعة شاطئ البحر وشركة بوما رعاة اتحاد ألعاب القوى.
وبدأت بعثة ألمانيا في الوصول إلى العاصمة المجرية بودابست تمهيدا للمشاركة في بطولة العالم لألعاب القوى، وسط آمال بتحقيق نتائج جيدة رغم غياب العديد من النجوم وفي مقدمتهم ملايكا ميهامبو بطلة العالم والأولمبياد في الوثب الطويل. وتأمل بعثة ألمانيا في تحقيق نتائج أفضل مما تحقق في النسخة الماضية، حيث اكتفت بحصد ميدالية ذهبية عن طريق ميهامبو بجانب ميدالية برونزية عن طريق فريق التتابع للسيدات. وقال يورغ بوغنر المدير الرياضي للاتحاد الألماني لألعاب القوى عقب الوصول إلى بودابست “لدينا الكثير لنقدمه”.
وتضم بعثة ألمانيا 72 فردا، لكن الآمال ستكون معقودة على جوليان ويبر بطل رمي الرمح ونيكلاس كاول الفائز بلقب مسابقة العشاري في بطولة العالم 2019. وأوضح بوغنر “بالطبع نشعر بالحزن لعدم قدرة المرشحين للألقاب المشاركة في المنافسات من أجل أنفسهم وألعاب القوى الألمانية، لكن على الجانب الآخر هذا يفتح الباب لآخرين لترك انطباع جيد”.
أهمية كبيرة
تحظى هذه النسخة بأهمية كبيرة كونها تأتي قبل عام واحد على فعاليات دورة الألعاب الأولمبية القادمة باريس 2024، حيث يترقب الكثيرون أن تفرز هذه النسخة من بطولات العالم عددا من الأبطال الجدد في عالم “أمّ الألعاب” قبل عام على المونديال خاصة مع غياب عدد من النجوم البارزين في سباقات مختلفة عن هذه البطولة بسبب الإصابات.
وكما كان الحال في النسخة الماضية من البطولة سيحصل الرياضي أو الرياضية ممّن يحقق رقما قياسيا عالميا جديدا على جائزة مالية قدرها 100 ألف دولار أميركي. كما يحصل الفائزون بالمراكز الثمانية الأولى في السباقات والمسابقات الفردية بالبطولة على جوائز مالية قدرها 70 ألف دولار للفائز باللقب و35 ألف دولار للحائز على الميدالية الفضية و22 ألف دولار للفائز بالبرونزية، وتتدرج الجوائز التالية لأصحاب المراكز من الرابع إلى الثامن على الترتيب بواقع 16 ألفا و11 ألفا و7 آلاف و6 آلاف و5 آلاف دولار.
وعلى مستوى منافسات الفرق في السباقات والمسابقات الجماعية، يحصل الفريق الفائز باللقب على 80 ألف دولار مقابل 40 ألف دولار لوصيفه و20 ألف دولار للفائز بالبرونزية، وتتدرج الجوائز لأصحاب المراكز من الرابع إلى الثامن على الترتيب بواقع 16 ألفا و12 ألفا و8 آلاف و8 آلاف و4 آلاف دولار. وبهذا، يبلغ إجمالي الجوائز المالية المقررة في البطولة نحو 8.5 مليون دولار بخلاف الجوائز المالية المقررة لأصحاب الأرقام القياسية الجديدة. وكانت النسخة الماضية من البطولة في يوجيني شهدت تحقيق ثلاثة أرقام قياسية عالمية جديدة، وقد تشهد البطولة الجديدة أكثر من رقم قياسي عالمي جديد أيضا في ظل ارتفاع مستوى المنافسة المتوقع.