غياب التأطير و المراقبة يجعل مغاربة العالم يفضلون وجهات أخرى لقضاء عطلهم الصيفية
اضطرت مجموعة من مغاربة العالم إلى قضاء عطلة الصيف بعدد من المدن الأوروبية، خاصة بإسبانيا و تركيا ، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل مضاعف في الحواضر الشمالية والجنوبية للمملكة.
وتشهد هذه الفترة السنوية زيادات مطردة في أسعار كراء الوحدات المنزلية وما يرافقها من ارتفاع في أثمان الوجبات الغذائية والخدمات السياحية، خاصة بالمدن الشمالية التي تعرف توافدا لافتا للمغاربة بدون أي مراقبة للمسؤولين .
وفسر مهنيو القطاع هذه الزيادات بالاشتغال الموسمي للفاعلين في السياحة خلال عطلة الصيف، لا سيما ما يتعلق بكراء المنازل بخلاف الوحدات الفندقية التي تتوفر على أسعار سنوية متعارف عليها.
ومع ذلك، ندد عدد من المغاربة بالتعريفات الصيفية المعتمدة في هذه المدن خلال الصيف، مؤكدين أن “الحكومة تروج فقط للسياحة الخارجية؛ فيما لا تشجع السياحة الداخلية التي تعاني من تداعيات غلاء الأسعار”.
بوشعيب البازي صحفي مختص بأمور الجالية ، قال إن “ الجالية المغربية تستغل في العطلة الصيفية التي تحاول قضاءها بجانب العائلة بأرض الوطن ، حيث تعرف الاسعار ارتفاعا جد ملحوظا و خصوصا لهذه الفئة من المغاربة حيث الاثمان التي تطلب لمغاربة العالم تخالف تلك التي يؤديها مغاربة الداخل . الشيء الذي جعل العديد من تغيير وجهة عطلتهم الصيفية الى دول أخرى مثل اسبانيا او تركيا و التي تكون مناسبة ماديا بالنسبة للمغرب الذي أصبح وجهة للأثرياء ”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “موجة ارتفاع الأسعار تهم، بالأساس، كراء المنازل خلال شهري يوليوز وغشت؛ لأن أصحابها يشتغلون فقط خلال العطلة الصيفية، ما يدفعهم إلى رفع الأسعار بشكل قياسي بخلاف الفنادق”.
وأشار البازي إلى “غياب برنامج حكومي يشجع مغاربة العالم لقضاء عطلهم بالمغرب بدلا من دول أخرى و تحفيزهم بتخفيضات في تذاكر الخطوط الجوية و كذا بالفنادق و تفعيل لجن المراقبة للاسعار في الفترة التي تتراوح بين شهر يوليوز و غشت و تجنيد الشرطة السياحية خصوصا في المدن التي تعرف ارتفاعا في عدد السياح ”، داعيا إلى “إنشاء وكالة سياحية وطنية للاعتناء بالسياحة الداخلية؛ وهو ما من شأنه القضاء على السماسرة و تنظيم المرافق المهيئة للكراء ”.
و أفاد البازي بأن “البنية الفندقية ضعيفة بالمغرب؛ الأمر الذي يؤدي إلى غلبة الطلب على العرض السياحي الصغير. ومن ثمّ، يرتفع السعر بشكل مباشر، خاصة ما قدوم مغاربة العالم والسياح الأجانب”.
وذكر البازي ، بأن “المقاولات السياحية تهدف إلى تحقيق الربح، وهو أمر مفهوم ومنطقي للغاية، فلا يمكن للوحدة الفندقية أو مكتري المنزل أن يعطي الأولوية للربح بدلا من اعطاء صورة متميزة للسياحة المغربية ”.
وأكد الصحفي الخبير في أمور الجالية أن “الأولوية تكون لمن يدفع أكثر؛ لأن الهاجس هو الربح في فصل الصيف، وهو أمر طبيعي لأن السائح الأجنبي تكون قدرته الشرائية مرتفعة”، وزاد بأن “غياب دعم الدولة للسياحة الداخلية يعمق هذه الأزمة التي تتكرر كل سنة”.
وأردف البازي بأن “هناك غياب تام لمؤسسات الجالية التي من دورها الدفاع على حقوق ستة ملايين من المغاربة حيث يفترض أن تسهل لهم سفرهم ببلادهم و العمل على عدم استغلالهم ”، ليخلص إلى أن “غياب هذه الميكانزمات التحفيزية من طرف الدولة وكذا القطاعين العام والخاص يجعل مغاربة العالم يعيشون معاناة حقيقية مع السفر”.