فرنسا تريد إحياء سيناريو نقل الفوضى إلى شمال إفريقيا
مع بداية تنفيذ مؤامرة “الربيع العربي” عملت فرنسا بدون كلل أو ملل لإشعال نار الفوضى في منطقة شمال افريقيا، كيف لا وهي التي كانت تغذي وتسمن الجماعات الإرهابية في ليبيا بعد إسقاط نظام العقيد معمر القذافي، وقبلها مالي، إلا أن محاولاتها باءت كلها بالفشل، بفضل عزيمة وإصرار شعوب المنطقة الواعية بما بحاك لها من قبل المستعمر القديم الجديد.
وها هي اليوم تريد إعادة إحياء هذا السيناريو الجهنمي انطلاقا من النيجر، ووصل بها الأمر حتى إلى إطلاق سراح الإرهابيين المحتجزين لديها في النيجر، وهو الأمر الذي كشف عنه المجلس الانتقالي الحاكم في النيجر نهار يومه.
فرنسا الاستعمارية لم تهضم بعد، عمليات طردها من البلدان الإفريقية تباعا، فبعد كل من مالي وبوركينافاسو، جاء الدور على النيجر، وسيأتي الدور على دول افريقية أخرى في المستقبل القريب، وهو ما بات يقض مضاجعها.
فرنسا الاستعمارية وبنظرتها الاستكبارية، لا تريد بأي حال من الأحوال أن تقبل بهذه الهزائم المتتالية، وراحت تطبق مقولة علي وعلى أعدائي، من خلال إعطاء الضوء الأخضر للجماعات الارهابية التابعة لها، بالتحرك على طول الساحل الإفريقي، وبالتالي إشعال نار الفوضى الخلاقة، لعل وعسى تستعيد نفوذها، وبالتالي إعادة أغنية سياستها القديمة الجديدة، وهي محاربة التطرف والارهاب الذي هو صنيعتها بامتياز. وفي الوقت نفسه تنهب خيرات وثروات المنطقة وشعوبها.
اليوم، أصبح من المشروع التساؤل، عمّا إذا كانت فرنسا تنسق مع الصهاينة وبيدقهم المخزن، لإعادة إحياء نقل الفتن الهدّامة إلى دول شمال إفريقيا، بما فيها الجزائر؟ ويُصاحب كل ذلك تصريحات غوغائية لبعض أشباه السياسيين والإعلاميين، كالتي سمعناها بعد نشوب الحرائق في عدد من الولايات مؤخرا، وهي تصريحات تصب كلها في زيادة توتير الوضع الداخلي، وفي تناغم كبير فيما بينها، والمثير للانتباه أن الأبواق والأصوات الناعقة، التي وصل نُباحها إلى السماء، في الجزائر، كلّها تُسبّح بفرنسا، ويلحس أصحاب هذه التصريحات أحذية أسيادهم الفرنسيين، ولا يجرؤ أحد منهم على تسليط الضوء على الوضع الداخلي والخارجي الكارثي لفرنسا.
وفي كلّ الأحوال، يجب أن يعي الجميع، أن الجزائر لن تنزلق إلى أي فوضى مخطط لها،، لأنها عاشت الويلات إبان العشرية الحمراء، وهي اليوم وبفضل سياسة الرئيس عبد المجيد تبون، أكثر قوة، وأمنا واستقرارا، وبفضل العين الساهرة التي لا تنام لبواسل جيشنا الوطني الشعبي، سنقطع أيّ تد تمتد للإضرار بالجزائر، وهو ما يمكن التأكد منه من خلال كلمة الفريق أول السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي يوم أمس الثلاثاء 8 أغسطس، ، التي ألقاها خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الأولى، والتي جاء فيها: “أن الجيش الوطني الشعبي سيبقى دائما وأبدا على استعداد لمواجهة أي خطر قد يمس بأمن وسلامة الجزائر، مهما كان نوعه أو حجمه”، والحديث قياس.