لبؤات الأطلس يتجاوزن أسبقية المشاركة عربيّا وأفريقيّا ويبلغن نهائيات مونديال السيدات
تجاوز المنتخب المغربي لكرة القدم سيدات استثناء مشاركته كأول فريق عربي وأفريقي في كأس العالم لكرة القدم سيدات بعد بلوغه الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة.
وحققت المغربيات إنجازا تاريخيا عربيا ببلوغهن ثمن نهائي مونديال السيدات، بعد فوزهن على منتخب كولومبيا 1 – 0 في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات المجموعة الثامنة الخميس، ما مكّنهنّ من المرور إلى دور الثمانية.
ويقول مراقبون إن النجاح الذي حققته “لبؤات الأطلس” لم يكن ليتحقق لولا العناية الملكية الخاصة التي يوليها العاهل المغربي الملك محمد السادس للنهوض بالرياضة والانتصار لقضايا المرأة.
ويعتبر هؤلاء أن الإنجاز الذي حققه فريق المغرب علامة فارقة في العالم العربي، حيث لا تزال المنتخبات النسائية في مراكز متواضعة على الساحة الكروية العالمية، بسبب عدم دعم الكرة النسائية من قبل الحكومات والاتحادات المحلية.
وقال أمين صوصي علوي، الباحث المغربي في القضايا الجيوسياسية، إن هذه النتيجة تؤكد نجاحات سابقة لمنتخبات المغرب المختلفة، وخاصة منتخب الذكور في مونديال قطر 2022، وهو ما يثبت أن ذلك لم يكن صدفة.
وأضاف صوصي علوي في تصريح لـه أنه “لا يمكن قراءة ذلك إلا في سياق ما يحظى به قطاع الرياضة من رعاية ملكية أظهرت علو كعب في إدارة الشأن الرياضي وتوجيها حكيما وعملا دؤوبا نجني ثماره اليوم، وهو ما أشار إليه الملك محمد السادس بحديثه عن الجدية في خطاب عيد العرش”.
وأكد الباحث المغربي أنه لا يخفى أن “الجدية” التي أثارها العاهل المغربي في خطابه أصبحت علامة تُمَيِّز القوة الناعمة للمملكة، والتي بفضلها أصبحت تملك سمعة عالمية متقدمة في الإتقان وحسن التدبير لمختلف القطاعات الحيوية، ومنها القطاع الرياضي بكل فروعه وبالقدر نفسه من الطموح إلى الريادة دوليا.
ويبدو واضحا أن منتخب المغرب لكرة القدم سيدات يسير على خطى منتخب الرجال، الذي فاجأ العالم في نهاية العام الماضي، حين أصبح أول منتخب أفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي بطولة كأس العالم لكرة القدم في مونديال قطر.
وكان العاهل المغربي استحضر خلال خطابه بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لجلوسه على العرش منجزات المنتخب المغربي في بطولة كأس العالم 2022، وقال “قدم أبناؤنا أجمل صورة حب للوطن والوحدة والتلاحم العائلي والشعبي، وأثاروا مشاعر الفخر لدينا ولدى الشعب المغربي”.
وأضاف الخطاب الملكي أن “نفس الروح كانت وراء قرار الترشح المشترك لاحتضان كأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال”، مشيرا إلى أنه ترشيح غير مسبوق يوحد القارتين الأفريقية والأوروبية، ويحمل تطلعات شعوب المنطقة.
وجاء فوز “لبؤات الأطلس” بفضل هدف أنيسة لحماري، لتعبر سيدات المغرب إلى دور الـ16 مع كولومبيا نفسها.
وبهذا الفوز أنهت المغربيات دور المجموعات في المركز الثاني بست نقاط على غرار كولومبيا المتصدّرة بفارق الأهداف وثأرن من الألمانيات اللواتي فزن عليهن بسداسية نظيفة في الجولة الأولى وودّعن المنافسة بتعادلهن مع كوريا الجنوبية 1-1. وأنهت ألمانيا مشوارها ثالثة بأربع نقاط، أمام كوريا الجنوبية متذيلة الترتيب بنقطة يتيمة.
وبعد دخولهن تاريخ كرة القدم النسائية العربية في القارة السمراء باعتبارهن أول منتخب يبلغ نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم، تمنّي سيدات المغرب النفس بترك بصمة تاريخية والذهاب بعيدا في العرس العالمي.
ومتسلحات بإنجازهن على أرضهن في نهائيات بطولة كأس أمم أفريقيا العام الماضي، عندما بلغن المباراة النهائية وخسرن أمام جنوب أفريقيا وتأهلن إلى أولمبياد باريس 2024، ضمنت “لبؤات الأطلس” البقاء على مسار تشريف الكرة المغربية في أول مشاركة في المونديال.
ومن صدف تاريخ اللعبة أن المغربيات سيواجهن فرنسا في الدور المقبل، في فرصة أخرى للثأر لـ”أسود الأطلس” الذين أقصاهم منتخب “الديوك” من نصف نهائي المونديال القطري.
وقالت قائدة المنتخب المغربي غزلان الشباك بعد التأهل “كانت مباراة صعبة وقدمنا المستوى المطلوب، كان يهمنا الفوز وانتظار لقاء ألمانيا”. وأضافت أن “المنتخب لم يخيب ظن الجماهير المغربية والعربية. كنّا نفكّر في جماهيرنا لأنها ساهمت في هذا الإنجاز بالدعم الكبير. نحن عازمون على مواصلة الحلم”.