ولي العهد في أهم مفاصل ولاء الجيش للأسرة الملكية في المغرب
تلقى ولي العهد المغربي الأمير مولاي الحسن تهاني القوات المسلحة الملكية نيابة عن العاهل المغربي الملك محمد السادس، في خطوة تظهر أن ولي العهد يتنزل في أهم مفاصل ولاء الجيش للأسرة الملكية في المغرب.
يأتي هذا في الوقت الذي زاد فيه حضور ولي العهد وقربه من مؤسسات الدولة المختلفة، وهو ما يشير إلى أنه يلعب دوره كاملا كولي للعهد ضمن مسار التطوير الذي تعيشه المملكة.
وتسلم ولي العهد المغربي الاثنين، بنادي ضباط الحرس الملكي في مدينة تطوان، برقية تهنئة وولاء وإخلاص مرفوعة إلى الملك محمد السادس من طرف أسرة القوات المسلحة الملكية، وذلك بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لتوليه العرش.
◙ ولي العهد شارك في الأنشطة الرسمية وهو في سن مبكرة لذلك من الطبيعي أن يتحدث الإعلام عن شخصيته القوية
وأكد الضباط وضباط الصف وجنود القوات المسلحة الملكية في البرقية تشبثهم بقائدهم الأعلى وبالعرش الملكي.
وكان الملك محمد السادس قد ترأس الاثنين، في القصر الملكي بتطوان، مرفوقا بولي العهد حفل أداء القسم من طرف ضباط أفواج 2020 و2021 و2022 و2023 المتخرجين من مختلف المعاهد والمدارس العسكرية وشبه العسكرية، وكذلك ضباط الصف الذين تمت ترقيتهم إلى درجة ضابط.
وتقول أوساط مغربية إن حضور ولي العهد في حفل التخرج واستقباله القيادات العسكرية وإشرافه على مأدبة غداء جمعت قيادات سياسية وعسكرية في الدولة…، كلها مؤشرات تعكس اطلاعه على آليات عمل القوات المسلحة التي يوليها العاهل المغربي اهتماما كبيرا جسدته القرارات المالية والإدارية الكثيرة والمناخ الملائم للتكوين والتدريب ومواكبة التقنيات الحديثة، ما جعل هذه القوات تصنف كأحد أهم الجيوش في المنطقة.
ودأب ولي العهد منذ سنوات على حضور مختلف الأنشطة الرسمية، وهو ما أكسبه الخبرات وجعله قادرا على الاقتراح والمبادرة.
ويقول مراقبون إن كل من يتابع الأنشطة الملكية يلاحظ أن ولي العهد بدأ المشاركة في الأنشطة الرسمية وهو في سن مبكرة، لذلك من الطبيعي أن تتحدث تقارير إعلامية عن شخصيته القوية والتزامه بأدق تفاصيل البروتوكولات الصارمة.
وأكد نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، أن “الأمير مولاي الحسن أثار إعجاب الشعب المغربي بشخصيته التي تتسم بالكاريزما وتجمع بين الصرامة واللطف، وتتسم بالانفتاح”.
وأضاف الأندلوسي في تصريح لـه أن “ولي العهد أصبح أكثر ظهورا في المناسبات الرسمية، وبات الملك محمد السادس يوكل له مهام بروتوكولية في إطار الإعداد والتكوين، منها استقباله القيادات العسكرية وتسلمه برقية التهنئة والولاء والإخلاص، وهذه ليست المرة الأولى، فقد كُلف بترؤّس حفلات تخرج أفواج السلك العالي للدفاع وسلك الأركان بالكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا في القنيطرة”.
ويحضر ولي العهد عددا من المناسبات بشكل دوري، منها أشغال المجلس الوزاري، وهو ما عمّق اطلاعه على الملفات والتعامل مع الوزراء، فضلا عن تكليفه ببعض المهام داخل المغرب وخارجه، والإشراف على بعض التظاهرات.
وشكل خروج الأمير مولاي الحسن إلى الشارع للاحتفال بإنجاز أسود الأطلس في مونديال قطر 2022 مَلْمحا بارزا يدل على اقترابه من المغاربة وخاصة من الشباب، ويؤشّر على أن وريث العرش يعيش وسط الناس ويكسر الحواجز والبروتوكولات التقليدية.
ويتابع ولي العهد الفصل الأخير من مساره الجامعي في سلك الإجازة بكلية الحكامة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بمدينة بنجرير، منذ الموسم الدراسي 2020 – 2021، حيث تخصص في العلاقات الدولية لأنه يهتم بكل ما هو مرتبط بالمجال الجيوسياسي.
واستقبل الأمير مولاي الحسن الاثنين الضباط المتفوقين خريجي المدارس والمعاهد العليا العسكرية وشبه العسكرية.
وكان ولي العهد ترأس مأدبة غداء على شرف الشخصيات المدعوة لحفل أداء القسم، وقد حضرها رئيس الحكومة ورئيسا غرفتي البرلمان ومستشارو الملك محمد السادس وأعضاء الحكومة وكبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة والملحقون العسكريون بالسفارات الأجنبية المعتمدة في الرباط وشخصيات مدنية وعسكرية.
وكان في استقبال ولي العهد، لدى وصوله إلى نادي الضباط، الفريق أول محمد بريظ المفتش العام للقوات المسلحة الملكية قائد المنطقة الجنوبية، والعميد جمال الصادقي القائد المنتدب للحامية العسكرية لتطوان – شفشاون، قبل أن يستعرض مولاي الحسن تشكيلة من فوج المقر العام أدت التحية.
واستقبل الأمير مولاي الحسن كذلك الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني السيد عبداللطيف لوديي، والفريق أول محمد هرمو قائد الدرك الملكي، والفريق عبدالعزيز شاطر قائد الحرس الملكي، والعميد عزالدين خليد رئيس المكتب الثالث بالقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.