الملك محمد السادس يحقن مشروعه الإصلاحي بالمزيد من الجدية

الذكرى 24 لاعْتلاء العاهل المغربي الملك محمد السادس عرش المملكة المغربية ستبقى في ذاكرة الوطن، لأن الخطاب الملكي فيه، بالمناسبة، ضخَّ في مشروعه الإرادي الإصلاحي والتحديثي للمغرب مفهوم الجدِّية. الجدية التي حقَّق بها المغرب إنجازات، والجدية التي بها سيُطوّر مكتسباته، والجدية التي بها يُدير علاقاته الخارجية.. الجدية مفهوم سلس، أخلاقي وعملي وفاعل. نحن أمام تحوُّل نوعي في مسار المشروع الملكي الإصلاحي والتحديثي عنوانها وأفقها هو الجدية.

ترقَّب المغاربة الخطاب الملكي، بأن يكون موَلِّدا، كعادة الخطابات الملكية، لنقاش عمومي وطني، ومنتجا لِلَحظة سياسية راقية في حياة الوطن.. وكان كذلك. وكان الترقُّب من موقع الأمل والثقة في مُمكنات الوطن. غَمامة القلق أو حتى اليأس لدى المُوَاطن زالت، لأن لديه مؤشرات نجاحات وانتصارات مغربية على صعوبات واسْتعصاءات حياتية ومجتمعية. الترقّب كان حول إلى ماذا سيُوَجه الملك شعبه. وكانت لوحة القيادة أمام الملك خضراء في إشاراتها الضوئية. وهو ما كان سيُغريه بخطاب ظفراوي، مستندا على مكتسبات، بل وتحولات، جوهرية في القضية الوطنية، في النسيج الصناعي المغربي وحتى في التألق الكروي المغربي عالميا. الملك تجنب الظفراوية المُنتشية والمُستفزة.. الزهوّ المُتشفي ليس من أخلاق المُلوك. أعلى قيمة الجدية، تفسر المُنجزات وتحفِّز على تطوير المكتسبات.

◙ المغاربة ترقبوا من الخطاب الملكي أن يكون موَلِّدا كعادة الخطابات الملكية لنقاش عمومي وطني ومنتجا لِلَحظة سياسية راقية في حياة الوطن.. وكان كذلك

الملك محمد السادس جعل الجدّية خطّا ناظِما لخطابه.. الجدية في إعلانه أصالة أفريقية، وهو يربط بين الترشيح المغربي – الإسباني والبرتغالي لتنظيم كأس العالم لكرة القدم، وبين التعاون الأفريقي – الأوروبي. ما يعني أن المغرب يدمج أفريقيته أو البعد الأفريقي في كل مشاريعه ومخططاته الوطنية. إنها الجدية. وفي التنويه بالاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، فورا نوَّه الملك بتشبُّثه بعدالة القضية الفلسطينية. هي رسالة في الجدية إلى الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني وإلى من ينْحشر في الموضوع بجرعات من السوء.

الجدية التي تسكن ملك المغرب رشحت من التزامه بعدم الإساءة للأشقاء في الجزائر.. تعبير الأشقاء في الحديث عن الجزائر هو منتهى الجدية، لأنه إقرار بحقيقة تاريخية وجغرافية لن تمحوها عداوة القيادة الجزائرية. والجدية تقتضي أن تقر تلك القيادة بأن مسلكها في منازعة المغرب قيد الانغلاق. وإذا كانت على مستوى من الجدية عليها الإقرار بأن مسار التفتح على المغرب واصل وأفيد لها. إنها الجدية في اعتبار الجِيرة والأخوة والالتزام بالتعهدات والآمال المغاربية. إنه ملك المغرب القوي الذي يعفّ عند المقدرة…

كل ما حققه المغرب من عناصر المقدرة والقوة والمكانة خارجيا وداخليا، هو نتاج الجدية.

المشروع الملكي الإرادي، الإصلاحي والتحديثي نسغه الجدية. وتثبيت مكتسباته والارتقاء النوعي بها مشروط بإذكاء قيمة الجدية، ملفوفة بالقيم الحضارية المغربية، القيم الدينية، الوطنية والإيمان بمشروعه الإصلاحي، هي ما يحرّض الملك محمد السادس شباب المغرب على تشربها والاهتداء بها.

إنه خطاب ملكي يؤسس على منجزات محققة، ويوجه إلى تحصينها بمولدها الأصلي.. الجدية.. الجدية.. الجدية التي أسس عليها الملك محمد السادس حكمه، والتي بها سيواصل قيادته للبلاد، وأفقُه أن يكون المغرب متقدما، مقنعا لشعبه ولأصدقائه بجديته. وهو الحاصل اليوم. والأمل في تعميقه وتواصل تطوره.. والجدية كفيلة بتحقق ذلك.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: