ارتفاع قياسي في درجات الحرارة: التغير المناخي يدمر جنوب أوروبا
باتت دول جنوب أوروبا المطلة على المتوسط الأكثر تضررا من موجات الحرارة المرتفعة التي تهز العالم. وسيكون الموسم السياحي الأكثر تضررا، خاصة أن هذه الدول تمثل عادة وجهة مفضلة للكثير من السياح.
وعكست تغريدة لوزير الصحة الألماني كارل لاوترباخ الذي يزور إيطاليا خطورة التغير المناخ على البلد المتوسطي، حين تساءل عن مستقبل إيطاليا كمقصد سياحي بسبب الحرارة الشديدة.
ورغم الانتقادات التي وجهت للاوترباخ، إذ اعتبرت تغريدته استهدافا للموسم السياحي، فقد عبر عن الصدمة التي باتت تعيشها الدول المحاذية للمتوسط من الغرب أو الجنوب.
وشهدت درجات الحرارة ارتفاعا قياسيا في إيطاليا ودول أخرى جنوب أوروبا، مما دفع المسؤولين إلى إصدار تحذيرات وإغلاق أماكن جذب سياحية كبرى ومساعدة المعرضين للخطر.
وقال لاوترباخ “إن الموجة الحارة مدهشة هنا. إذا استمرت هكذا فلن يكون لهذه المقاصد السياحية مستقبل على المدى البعيد. إن التغير المناخي يدمر جنوب أوروبا. هناك عهد يشارف النهاية”.
وتعيش اليونان وضعا أكثر تعقيدا من إيطاليا في ظل موجة الحرائق التي صار البلد يشهدها كل صيف.
◙ أيّ مستقبل لإيطاليا أو اليونان كمقصدين سياحيّين في ظل الحرارة الشديدة؛ هناك عهد يشارف النهاية
ودعا رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الخميس إلى توخي الحذر الشديد في مواجهة موجة القيظ التي تضرب بلده، حيث يُتوقّع تسجيل حرارة تتراوح بين 44 و45 درجة مئوية في نهاية الأسبوع الجاري.
وفي مواجهة موجة الحر الشديد ستبقى كلّ المواقع الأثرية في اليونان، من بينها أكروبوليس أثينا، مغلقة في ساعات ذروة الحرّ حتى الأحد، وفق وزارة الثقافة.
وقال ميتسوتاكيس “علينا توخّي أكبر قدر من الحذر (…) لأن الأوقات الصعبة لم تمرّ بعد”.
وأضاف “نواجه موجة حرّ شديد جديدة (…) واشتدادا محتملا للرياح” التي سبق أن أشعلت عدة حرائق عنيفة حول العاصمة أثينا منذ الاثنين.
وعلى غرار المواقع الأثرية الأخرى أُغلق الخميس أكروبوليس أثينا، وهو الموقع السياحي الذي يستقطب أكبر عدد من الزوار في اليونان، من الظهر إلى وقت متأخر من المساء، وسيسري هذا الإجراء يوميًا حتى الأحد.
وانتشر الصليب الأحمر مرة أخرى في أسفل التلّ المؤدي إلى الموقع الأثري لتوزيع عشرات الآلاف من زجاجات المياه على الزوار، فيما سُجلت حرارة تبلغ 38 درجة مئوية ظهر الخميس في أثينا.
وتتوقع اليونان تسجيل حرارة قصوى تبلغ 43 درجة مئوية الخميس، على أن ترتفع الحرارة إلى 44 و45 درجة مئوية يومَي الجمعة والسبت وسط البلد.
وسُجّلت حرارة قياسية بلغت 48 درجة مئوية في اليونان خلال يوليو 1977 في إليفسينا قرب العاصمة.
وقال مدير البحوث في معهد البحوث البيئية والتنمية المستدامة في مرصد أثينا الوطني كوستاس لاغوفاردوس “ما يقلقنا أن التوقعات تشير إلى ارتفاع جديد في درجات الحرارة الأسبوع المقبل. ستمتدّ موجة الحرّ إذًا أكثر من 15 يومًا، وهي أطول موجة حرّ مسجّلة على الإطلاق في اليونان”.
ويواصل المئات من رجال الإطفاء مكافحة حرائق لا تزال نشطة غرب أثينا بعدما قضت على آلاف الهكتارات. وتجددت الحرائق بعد ظهر الخميس في منطقة ديرفينوكوريا شمال غرب أثينا حيث أخلت السلطات أربع قرى.
وقال وزير الدفاع المدني فاسيليس كيكيلياس عبر قناة “سكاي” الإذاعية “كافح رجال الإطفاء 200 حريق خلال ثلاثة أيام في طقس قاس”.
وحذّر الناطق باسم فرق الإطفاء يانيس أرتوبيوس الخميس من أن “الأيام المقبلة ستكون صعبة جدًا”.
وفي الضفة الجنوبية للمتوسط واصلت فرق الإطفاء التونسية في منطقة ملولة (شمال غرب) الحدودية مع الجزائر جهودها الرامية إلى إخماد حريق غابات مستعر منذ يومين، بحسب ما أفادت به الحماية المدنية الخميس.
وقال المدير الجهوي للحماية المدنية عادل العبيدي إنّ “عمليات الإطفاء متواصلة بالتنسيق مع الجيش من خلال تخصيص طائرة للوصول إلى النيران في المناطق الصعبة”.