أنقذت البحرية المغربية 845 مهاجرا غير نظامي في عرض البحر خلال ثمانية أيام، بينهم أكثر من 400 جنوب البلاد، وفق ما أعلن مصدر عسكري الثلاثاء، في ظل تزايد المحاولات الخطرة للوصول إلى جزر الكناري الإسبانية في الأطلسي.
وتسط هذه الأرقام التي كشفها المصدر العسكري الضوء على المجهود الكبير الذي يبذله المغرب لمنع وصول أعداد هائلة من المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن مصدر عسكري قوله إن “وحدات خفر السواحل التابعة للبحرية الملكية قدمت المساعدة، خلال الفترة ما بين 10 و17 يوليو، لـ845 مرشحا للهجرة غير الشرعية من جنسيات مختلفة، يتحدر معظمهم من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء”.
وأوضح أن “من ضمنهم نحو 400 شخص جرى إنقاذهم في المياه الوطنية بجنوب المملكة”.
كما أشار إلى “انتشال جثة ونقلها إلى أقرب ميناء مغربي” خلال هذه العمليات.
وكان هؤلاء بصدد محاولات عبور “في رحلات محفوفة بالمخاطر على متن قوارب تقليدية الصنع وقوارب من نوع ‘كاياك’ ودراجات مائية، وحتى عن طريق السباحة”، وفق المصدر نفسه.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد محاولات الهجرة غير النظامية باتجاه جزر الكناري الاسبانية في المحيط الأطلسي عبر طرق خطيرة، يسلكها مهاجرون من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء إضافة الى مغاربة.
وتسببت هذه المحاولات بغرق أو فقدان عشرات المهاجرين، بحسب منظمات غير حكومية.
والثلاثاء أعلنت شبكة “الارم فون” غير الحكومية على تويتر “أن 24 شخصًا لقوا حتفهم في غرق قارب قبالة سواحل الصحراء المغربية قبل يومين”، مشيرة إلى أنه “كان يضم 61 شخصا نجا منهم 37 شخصًا نقلوا إلى مستشفى بالداخلة”.
ولم يؤكد أي مصدر مغربي رسمي هذا الحادث.
ويشكو المغرب من ضغط المهاجرين غير النظامين في سواحل جنوب المغرب والصحراء المغربية، حيث أنقذت السلطات المغربية، في الشهرين الماضيين، 2000 مهاجرا في مياه جنوب المغرب والصحراء المغربية، والذين كانوا على متن قوارب متجهة إلى جزر الكناري الإسبانية، بحسب بيانات قدمتها وزارة الداخلية المغربية إلى وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية “إيفي”.
ووفقا للمصدر نفسه، فإن 85 في المائة من هؤلاء المهاجرين يتحدرون من دول أفريقيا جنوب الصحراء، كما أن أحوال البحر الجيدة تغري المهاجرين.
وكشفت وزارة الداخلية، أن المغرب يشهد ضغطا خاصا في تلك المنطقة بجنوب المغرب والصحراء، حيث لا تغادر القوارب فقط من السواحل، ولكن أيضًا العديد من السفن من دول مثل موريتانيا أو السنغال تمر عبر مياهها في محاولتها للوصول إلى الجزر الإسبانية.
وأكدت أنه بفضل مراقبة الشواطئ “انخفض عدد محاولات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا” خاصة في منطقة الأطلسي.
وأنقذت السلطات المغربية الأسبوع الماضي 235 شخصا من المياه الأطلسية تم نقلهم إلى مدينة الداخلة بالصحراء المغربية، بحسب ما كشفت عنه مصادر الإنقاذ البحري.
وتظهر البيانات الرسمية أنه من بين 2000 شخص تم إنقاذهم في الشهرين الماضيين في تلك المنطقة، كان بينهم حوالي 300 فقط من المغاربة.
وفي السنوات الأخيرة، ازدادت أعداد المهاجرين إلى جزر الكناري بسبب تشديد الضوابط في البحر الأبيض المتوسط. ويتكرر غرق المراكب قبالة الأرخبيل خصوصاً بسبب التيارات المائية القوية ورداءة القوارب.
ووفق أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية، وصل 12704 مهاجرين إلى إسبانيا بشكل غير قانوني في النصف الأول من العام، غالبيتهم (7213) في جزر الكناري.
من جانبها، أحبطت السلطات المغربية نحو 26 ألف محاولة هجرة غير نظامية خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، وفق معطيات رسمية.