بات عدد من الأشخاص يستغلون جمع التبرعات تحت غطاء “الإحسان العمومي” للقيام بـ”النصب والاحتيال”. ورغم النية الجيدة للكثيرين فإن البعض الآخر تكون لهم أغراض ربحية محضة، مستغلين مآسي البشر.
وتكثر عمليات جمع التبرعات في دول اقامة الجالية المغربية ، في شهر رمضان أو عيد الأضحى أو غيرهما، كما تبرز بين الفينة والأخرى شبكات تستغل حسن النية والتكافل الاجتماعي بين مغاربة العالم .
وفي هذا الإطار قال عبد الاله أحد افراد الجالية، إن “عملية جمع التبرعات وتوزيع المساعدات عرفت الكثير من الفوضى والكثير من الانحرافات عن غاياتها النبيلة، وهو ما يقتضي تقنينها وضبطها بنص قانوني واضح، خصوصا مع التطور الذي شهدته آليات جمع التبرعات والتحديات التي تطرحها”.
وأكد عبد الاله، ضمن تصريح لأخبارنا الجالية ، أنه “أصبح من الضروري التسريع بإخراج نص قانوني من أجل تنظيم وتقنين هذه العملية؛ إلا أن عملية التقنين لا يجب أن تسقط في التقييد الذي يضع مساطر معقدة أمام عملية التبرع والمساعدة، ما قد يفرغ النص من محتواه ويقف حجر عثرة أما العديد من المبادرات الإنسانية؛ ما ستتضرر منه أساس الفئات الاجتماعية التي تعاني من التهميش والهشاشة”.
و من غير المعقول ان تستمر عمليات جمع التبرعات في المساجد واماكن تجمعات الجالية، دون ان يتم وضع ضوابط لها خاصة بعد ان تم اكتشاف العديد من الحالات التي يتستر بها بعض ضعاف النفوس تحت مظلة العمل الخيري، وتحت اسماء لجان وهمية ويجمعون آموال طائلة لحسابهم الخاص كالمسؤول عن مسجد ببلدية انديرليكت الذي استغل 30 الف اورو لزواجه بالمغرب و المسؤول عن مسجد بأنفيرس الذي استغل الاموال في اقتناء عقار له بالمغرب .
هذه العملية يجب ضبطها وتنظيمها من الجهات المسؤولة وان تسرب بعض المشبوهين ، لجمع التبرعات في المساجد لا يمنع من الاعتراف بان جهات اخرى تقوم بعملية جمع التبرعات بكل نظافة وخلق وتذهب الاموال الى الجهة التي يتم الجمع لها.
لا يجوز تحت اي ظرف من الظروف ان يقوم اي شخص او اية جهة بوضع صندوق مفتوح او كرتونة، او حتى سجادة لجمع التبرعات عليها حتى ولو كانت لجهة معتمدة؛ لان النفس امارة بالسوء الا ما رحم ربي.
لدرء الشبهات، ولجعل المواطن اكثر قناعة بان ما تبرع به يذهب الى الجهة المعنية، سواء اقامة المسجد او مساعدة الفقراء، او جمعيات بعينها، او حتى الاهل في المناطق النائية، فان الامر يتوجب منع جمع الاموال بالمساجد .
و عمليات النصب و الاحتيال بإسم الدين و التي جمعت فيها اموال طائلة خصوصا ببلجيكا عديدة ، منهم من يمنعون الصلاة حتى يجمع المبلغ المذكور ، و منهم من يبيع امتارا في الجنة ، و منهم من يسلب النساء الذهب و غيره من الحلي ، و الغريب هو ان الاموال المجوعة تشترى بها عقارات بالمغرب او ببلجيكا او سيارات فارهة كالفاجر الذي يلبس ثوب الفقهاء و الذي يتجول بسيارة اودي Q8 رغم انه يعيش بمساعدات الدولة.
هذا و لا ننسى ان الاشخاص الذين يحتون الناس على التصدق يأخذون 10% من مجموع الاموال التي جمعت بإسم العاملين عليها ، الشيء الذي يجعلنا من خلال هذه المقالات تنبيه مغاربة العالم المعروف عليهم الخير و التصدق بالكف عن إعطاء الاموال للمساجد التي أصبح خدامها يعيشون في رفاهية و تحولوا من متشردين الى رجال الاعمال فقط باستغلال الجالية المغربية .