التسلح النوعي للمغرب يثير اهتماما إسبانيا
أثار استحواذ المغرب، في الفترة الأخيرة، على صفقة شراء مسيرات “سباي إكس” الانتحارية، في إطار مواصلة دعم قدراته العسكرية، اهتماما عسكريا إسبانيا بشكل خاص.
وكشف موقع “أوكدياريو” الإسباني أن “القوات المسلحة والاستخبارات العسكرية الإسبانية تتابع، باهتمام، كل عمليات شراء للأسلحة يقوم بها المغرب”، موضحا أنه “رغم عدم وجود أعمال عدائية مفتوحة بين البلدين، أو مؤشرات على حدوثها، مستقبلا، فإنه في مجال الدفاع، يتم تحليل كل قدرة عسكرية مغربية جديدة، من باب الاحتياط الشديد”.
وتتمتع هذه المسيرات بمدى نطاق تشغيلي يبلغ حوالي 50 كيلومترا، وهو المدى الكافي لعبور مياه مضيق جبل طارق. وتعتبر “طائرة تجسس متقدمة” قادرة على الطيران في مهام تستغرق 90 دقيقة، ومن المفترض أن تكون وحداتها الأولى، بالفعل، في أيدي الجيش المغربي، حيث تم اختبارها بالفعل.
وأكد الموقع الإسباني أن “المسيرات تمتلك تكنولوجيا مبتكرة مرتكزة على نظام ‘هجوم موجه ذاتي بصري – كهروضوئي’، وهي علامة فارقة في تطور أنظمة الدرونات، وتؤسس لحقبة جديدة من الدقة والكفاءة في ساحة المعركة، وبسعر معقول للغاية، كما أنها مصممة لمهام التجسس والهجوم، للسماح للفرق التكتيكية بالكشف عن الأهداف، وتأكيدها، ثم ضربها”.
و”سباي إكس” ليس النظام التكنولوجي الإسرائيلي عالي التقنية الوحيد الذي يمتلكه المغرب، حيث أصبح ذلك ممكنا بفضل التوقيع، في عام 2021، على مذكرة تعاون دفاعي إستراتيجية بين البلدين تفتح الباب للمملكة للوصول إلى سوق الأسلحة الإسرائيلية المتطورة، مثل طائرات أو مجموعة صواريخ مضادة للدبابات، وأيضا الدروع المضادة للصواريخ.
واعتبرت صحيفة “الديبايت” الإسبانية أن “التسلح المتسارع للمملكة المغربية بات واضحا خلال السنوات الأخيرة، خصوصا مع الدعم الإسرائيلي والأميركي، إلى جانب كون المغاربة لا يخفون أن تكون بلادهم قوة عسكرية على أبواب أوروبا وإسبانيا على وجه التحديد”، خصوصا وأن المغرب يحتل المرتبة الـ61 في التصنيف العالمي للقدرات العسكرية وفق إحصائيات حديثة لـ”غلوبال فاير باور”، في الوقت الذي تحتل فيه إسبانيا المرتبة الـ21 عالميا.
ويعتمد المغرب في صفقات تسليحه على المحور الإسرائيلي – الأميركي، مع انفتاحه على شركاء آخرين كالصين وتركيا، حيث يسعى كذلك إلى توطين صناعة عسكرية وطنية عبر استقطاب شركات عالمية رائدة في الصناعات الدفاعية، وهو ما عبّر عنه باستقطابه لشركة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية المتخصصة في صناعة الدرونات، والشركة الأميركية “برات آند ويثني” المتخصصة في صناعة محركات الطائرات العسكرية، حيث من المنتظر أن تفتح الشركتان فروعا لها بالمغرب في المستقبل القريب.
ويرى نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، أن “تعزيز المغرب لقدراته الدفاعية هدفه تحصين أمنه القومي من منطلق دفاعي وليس هجومي”.
وأضاف لـ”العرب” أن “الانفتاح على الجيل الجديد من الأسلحة والأنظمة الدفاعية والصناعة التكنولوجية الحربية الدقيقة التي تملكها دول مؤثرة على الصعيد العالمي، منها الولايات المتحدة الأميركية التي تدعم المملكة بأسلحة من الجيلين الرابع والخامس بالمغرب، فرضته التحديات الأمنية المطروحة بمنطقة المتوسط وشمال أفريقيا، وهو ما يزعج الجيران ومنهم إسبانيا”.
وأشارت الصحيفة الإسبانية “الديبايت” إلى أن المغرب وفي إطار سعيه إلى تعزيز ترسانته العسكرية، اقتنى أربع مسيرات من طراز “أم كيو 9” من الولايات المتحدة الأميركية إلى جانب 36 مروحية أباتشي و25 طائرة مقاتلة من طراز “أف – 16″، وحصوله على ثلاث فرقاطات بحرية من فئة “سيغما” وفرقاطة من فئة “فريم”.
المغرب يستعد لاستقبال الدبابات الإسرائيلية من نوع “ميركافا”، من أجل تعزيز قدراته العسكرية
ويتوفر المغرب على حاملة لطائرات الهليكوبتر، دون أن تتوفر عليها مدريد، إلى جانب توفره على طرادة بحرية عسكرية، وبخصوص القدرات الدفاعية البرية، يظهر أن هناك تفوقا مغربيا واضحا، ذلك أن المملكة تتفوق على إسبانيا في عدد الدبابات بواقع 1761 مقابل 327.
وإلى جانب تقارير صحفية، أكد المعهد الملكي الإسباني للدراسات الإستراتيجية، أن “المغرب يحقق مشروع العاهل المغربي الملك محمد السادس في المجال العسكري، ويعمل على تحويل الجيش الملكي وتأهيله ليصبح في مستوى الجيش الإسباني والبرتغالي والفرنسي واليوناني والإيطالي”.
وما يقلق الإسبان هو انفتاح المغرب على السلاح الأميركي، حيث وافقت واشنطن على بيع 18 من نظم قاذفة الصواريخ عالية الحركة إلى جانب 112 من صواريخ أرض_أرض يتراوح مداها ما بين 82 و305 كيلومترات، ويعد هذا التقارب المغربي – الأميركي “دليلا على كون إسبانيا أقل تأثيرا في المنطقة”.
وفي إطار توسيع تعاونهما العسكري، ليشمل الاستعلام والدفاع الجوي والحرب الإلكترونية، يستعد المغرب لاستقبال الدبابات الإسرائيلية من نوع “ميركافا”، من أجل تعزيز قدراته العسكرية، حيث تقدمت وزارة الدفاع الإسرائيلية بعرض للمغرب لاقتناء جزء من مخزون دباباتها من نوع ميركافا الجيل الثاني والثالث.
ويذهب المغرب في تعزيز قدراته الدفاعية، من خلال إعطاء الأولوية للدفع قدما بمخطط تجهيز وتطوير القوات المسلحة الملكية وفق برامج مندمجة ترتكز خصوصا على توطين الصناعات العسكرية وتنمية البحث العلمي، وذلك عبر إبرام مجموعة من الشراكات والاتفاقيات مع مراكز البحث والجامعات المغربية بغية تنفيذ مشاريع ذات قيمة تقنية عالية، من أجل تطوير تجهيزات ذاتية للقوات المسلحة في مجالات مختلفة.