إسرائيل تربط اعترافها بالصحراء المغربية بعقد الرباط قمة النقب الثانية

بعد أن أرجأ المغرب الشهر الماضي عقد قمة النقب لإسرائيل، متذرعا بالسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، ربطت تل أبيب قرار اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء المغربية باستضافة الرباط للقمة التي تأجلت عدة مرات.

ربطت إسرائيل الاثنين قرار اعترافها بسيادة المغرب على منطقة الصحراء المغربية باستضافة الرباط قمة النقب الثانية المفترض احتضانها خلال الأشهر المقبلة، والتي تأجلت أكثر من مرة بسبب الأوضاع السياسية التي تشهدها المنطقة.

ورفع المغرب مستوى العلاقات مع إسرائيل في عام 2020، بتشجيع من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي اعترف بسيادة المغرب على الصحراء التي تطالب بها جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر كدولة مستقلة.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين خلال مؤتمر صحفي الإثنين “نعمل حاليا على قضية الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وخطتنا هي اتخاذ قرارنا النهائي في قمة النقب”، مضيفاً “من المتوقع أن يستضيف المغرب القمة في سبتمبر المقبل”.

ونقلت وكالة رويترز عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي  قوله إن اتخاذ إسرائيل موقفا فيما يتعلق بالصحراء المغربية قد يؤدي إلى ترقية كاملة لعلاقاتها الدبلوماسية مع المغرب لتتحول بعثاتها الدبلوماسية، وهي مكاتب اتصال معينة حاليا، إلى سفارات مع احتمال أن يحمل المستقبل إبرام اتفاقية تجارة حرة.

 

هشام معتضد: إسرائيل أمام معادلة صعبة لاستمرار علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب
هشام معتضد: إسرائيل أمام معادلة صعبة لاستمرار علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب

 

وأكد هشام معتضد، الخبير المغربي في العلاقات الدولية والأمنية، أن “ربط إسرائيل اعترافها بالصحراء المغربية بعقد قمة النقب الثانية يترجم نوعية التكتيك السياسي الجديد الذي تحاول القيادة في تل أبيب ممارسته تجاه الرباط من أجل كسب رهان تفعيل علاقات دبلوماسية كاملة مع المغرب ودفع السلطات المغربية إلى أن تكون أكثر مرونة في مواقفها بشأن القضية الفلسطينية”.

وأضاف في تصريح لـه أن “إسرائيل أمام معادلة صعبة في استمرار العلاقات الدبلوماسية والسياسية المتكاملة مع المغرب، خاصة وأن الرباط لن تغامر أبدا بمبادئها وقيمها السياسية تجاه القضية الفلسطينية من أجل استئناف كامل للعلاقات الثنائية مع إسرائيل”.

ولفت الخبير المغربي إلى أن “السلطات الإسرائيلية تريد الحفاظ على توجهاتها الاستيطانية وتطوير علاقاتها مع المغرب في آن واحد، وذلك باستعمال جميع مسالك الضغط التكتيكي مع الرباط لإظهار أنها مستعدة للاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء”.

كما اعتبر أن ” تعزيز التعاون المغربي – الإسرائيلي يمر أساسًا عبر الالتزام الإسرائيلي باحترام التوجهات السياسية للمغرب تجاه القضية الفلسطينية، وعدم التركيز على الظرفية والسياق من أجل كسب مواقف سياسية”.

وأرجأ المغرب الشهر الماضي عقد اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في قمة النقب لإسرائيل والدول العربية، متذرعا بالسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، حيث أوضحت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الرسمية “كان” أن عقد القمة التي تشارك فيها إسرائيل والمغرب ومصر والإمارات والبحرين والولايات المتحدة قد تأجل إلى وقت آخر، بسبب تزامنه مع حلول عيد الأضحى.

ولم يتم بعد تحديد موعد انعقاد القمة التي ستحتضنها المملكة المغربية، حيث أوضح وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة الأسبوع الماضي، في مؤتمر صحفي مع نظيره السويسري، أن “القمة المرتقبة تحتاج إلى توفر شروط موضوعية لتحقيق أهدافها، خاصة فيما يدعم الأمن والسلام بالمنطقة”، مشيرا إلى أن القمة سيتم عقدها في المغرب خلال الدخول السياسي المقبل.

المغرب أرجأ الشهر الماضي عقد اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في قمة النقب لإسرائيل والدول العربية، متذرعا بالسياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي في سياق تصعيد تل أبيب ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولذلك اعتبر ناصر بوريطة أن “هناك مشاكل من حيث الأجندة والسياق السياسي قد لا تسمح بعقد هذا اللقاء في الصيف، وقد لا تساعد في تفعيل النتيجة المرتقبة منه”، مشددا على أن “المملكة ضد كل الاستفزازات الإسرائيلية والعمل الأحادي وكل ما يقوم به الراديكاليون من كل جهة، وخاصة الإسرائيليين”.

وسعيا منها إلى الرفع من عدد الدول المشاركة في القمة طلبت الولايات المتحدة، بناءً على طلب الأعضاء العرب في المجموعة، تغيير الإسم، حيث يتخذ بعدا أكثر شمولية بعيدا عن حصره في النقب، وتم اقتراح “اتحاد دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

وبحسب موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، اتفقت كل من الصومال وجزر القمر على إرسال مسؤولين كبار كمراقبين إلى الاجتماع الوزاري.

وفي سياق متصل شدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، عبر حسابه بموقع تويتر، على “الحاجة إلى زيادة تعميق التعاون مع المملكة المغربية في مجال الدفاع كضرورة للأمن والاستقرار الإقليميين”، موردا أنه أجرى في الأيام الأخيرة اتصالا مع الوزير المغربي المنتدب المكلف بالدفاع الوطني عبداللطيف لوديي تطرقا فيه إلى العلاقات الدفاعية بين المغرب وإسرائيل.

وفي إطار الشراكة العسكرية التي باتت تجمع الرباط بتل أبيب، أكد يوآف غالانت أن المسؤوليْن تطرقا إلى التقدم الملموس الذي عرفته العلاقات الثنائية، فضلا عن بحث سبل بلورة التعاون في المجالات الأمنية والدفاعية.

وتهدف لقاءات المسؤولين العسكريين إلى دفع المبادرات العسكرية بين البلدين لعام 2023، فضلا عن تعزيز التعاون العسكري، خصوصا بعد توقيع عدد من اتفاقيات الدفاع لتعزيز الترسانة العسكرية للمغرب.

وسبق لعدد من المسؤولين العسكريين التعبير عن ارتياحهم للمستوى الذي بلغته العلاقات المغربية – الإسرائيلية، والذي تجسد من خلال تبادل الخبرات وإجراء تدريبات مشتركة، وخاصة المشاركة الأخيرة للجيش الإسرائيلي في التدريب العسكري المتعدد الأطراف “الأسد الأفريقي 2023″، المنظم من قبل المغرب والولايات المتحدة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: