المغرب يستقطب شركة أمريكية متخصصة في صناعة “مقاتلات F35”
كشفت صحيفة “هافينغتون بوست” الأمريكية، أن شركة ” برات آن وايتني” التي أعلنت مؤخرا عن إطلاقها لشركة فرعية تابعة لها في مدينة الدار البيضاء والتي ستحمل اسم “Pratt & Whitney Maroc”، هي الشركة الأمريكية المسؤولة عن صناعة محرك مقاتلات F35 الحربية التي تُعتبر من أحدث وأقوى المقاتلات في العالم.
وقالت الصحيفة، أن المغرب باستقطاب هذه الشركة، يكون قد قطع خطوة ليكون في المستقبل مقرا لصناعة محركات المقاتلات العسكرية، مشيرا إلى أن الرباط رحبت بعزم شركة “برات آن وايتني” بافتتاح شركتها الفرعية في المملكة المغربية، خاصة أنها حددت سنة 2025 أن تكون سنة بداية عمل الشركة.
وكانت الشركة المذكورة قد أعلنت في بيان لها في الأيام الأخيرة أنها ستعمل على إطلاق شركة فرعية تابعة لها في مدينة الدار البيضاء المغربية ستحمل اسم “Pratt & Whitney Maroc”، وستكون متخصصة في صناعة الأجزاء الميكانيكية الثابتة والهياكلية التفصيلية لمختلف نماذج محركات الطائرات.
وحسب نفس البيان، فإن عملية إنشاء هذا الفرع في المغرب سينطلق في الربع الأخير من العام الجاري 2023، على أن تكون الشركة ومصنعها جاهزا في سنة 2025 لبدء عملية التصنيع، مشيرا إلى أن اختيار المغرب يأتي بسبب “مركزه المتنامي لشركات الطيران وتكلفة الأعمال والموهبة المدربة والمتاحة.”
وقالت ماريا ديلا بوستا، رئيسة فرع الشركة في كندا، في هذا السياق، بأن المغرب “يقدم العديد من الفوائد لصناعة الطيران، حيث يضمن مجتمع الطيران المتنامي في الدار البيضاء مجموعة مواهب ذات قيمة عالية، وبيئة اقتصادية إيجابية، ودعمًا من الحكومة المغربية.
وأشارت نفس المسؤولة، بأن الفرع المغربي سيتم انشاؤه على مساحة تصل إلى 130 ألف قدم مربع، ومن المنتظر أن يخلق 200 فرصة عمل بحلول سنة 2030، الأمر الذي سيزيد من دعم قطاع صناعة الطائرات في المملكة المغربية التي تخطو خطوات سريعة نحو تحقيق صناعة متكاملة في هذا المجال.
وكانت مجلة “فوربس” الأمريكية، قد نشرت تقريرا في الأسابيع الأخيرة قالت فيه بأن المغرب يوجد حاليا في وضع جيد ليُصبح من البلدان الرائدة في مجال صناعة الطيران وقطاع صيانة الطائرات في العالم، بالنظر إلى النمو المتسارع الذي يشهده قطاع الطيران في المملكة المغربية في السنوات الأخيرة.
وحسب تقرير المجلة المذكورة، فإن العديد من العوامل لعبت أدوارا مهمة في أن يكون المغرب الآن في وضع مناسب وجيد نحو الاقلاع الصناعي في مجال الطيران، ومن أبرز هذه العوامل هو الرغبة التي تحذو البلاد بشكل عام للتأسيس لصناعة طيران قوية.
وأضافت فوربس في هذا السياق، أن من العوامل المساعدة على تحقيق المغرب لهدفه المتمثل في إنشاء قطاع صناعي قوي في مجال الطيران، هو أولا الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يتوفر عليه البلد، كنقطة وصل بين إفريقيا وأوروبا وبين الغرب والشرق، إضافة إلى العامل الثاني المتمثل في الدعم الذي توفره الحكومة لهذا القطاع وما توفره من تسهيلات وظروف مواتية للاستثمار في هذا القطاع.
ويرتكز العامل الثالث، حسب نفس المجلة، على اليد العاملة المهارية التي يتوفر عليها المغرب، بعدما لجأ في السنوات الأخيرة إلى تطوير مهارات العمال المغاربة في القطاعات الصناعية المرتبطة بالسيارات والطائرات، وبالتالي يُعتبر هذا من عوامل الجذب الهامة للعديد من الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الطيران.
أما العامل الرابع الذي ساهم في جعل المغرب يضع قدمه في قطاع صناعة الطيران، فيرجع إلى الاتفاقيات والشراكات التي وقعتها المملكة المغربية في السنوات الأخيرة مع العديد من شركات صنع الطائرات، مثل بوينغ وإيرباص وبومبارديي وسافران.
ووفق “فوربس”، فإن الشركات والمجموعات العالمية المتخصصة في صناعة الطيران، بإمكانها اليوم الاستفادة من الزخم الذي حققه المغرب في هذا القطاع، والاستفادة من الظروف والتسهيلات التي يُقدمها المغرب، من أجل الاستثمار في هذا القطاع بالبلاد، خاصة في ظل وجود سوق متنامي بشأن الطائرات، خاصة مجال الصيانة.