علم المثلية يخترق تظاهرة في المغرب ويحرج المنظمين
تحولت الأنظار من المظاهرة النسائية المطالبة بتغيير قوانين مدونة الأسرة والتي نظمت الأحد بالدار البيضاء، إلى شاب مثلي كسّر الصورة ورفع علم قوس قزح ولم يبال بتحذيرات وتنبيهات من يحيطون به.
كل تلك الشعارات والمطالب المكتوبة على الالواح والملصقات واللافتات، ذهبت أدراج الرياح مع رفع مشارك ضاع جنسه بين رجل أو امرأة، لعلم المثلية لتتحول المظاهرة من مطالب بتغيير قوانين لفائدة النساء والأسرة عموما، إلى إثارة فجة واستفزاز للحاضرين الذين جاؤوا لمناصرة مطالب الفعاليات النسائية لكنهم اصطدموا بالمثلية وهي تحرجهم، ولم يتأخر كثير منهم في التعبير عن رفضه بل الدخول في جدال ومناوشات كلامية مع الشاب حامل علم قوس قزح.
واعتلى شعار كبير ويبدو أنه رئيسي في التظاهرة، ورد فيه ما معناه بالدارجة المغربية “أنا أنت هي: مغربيات حرات وقادرات، ضد الحكرة (التحقير) واقفات ولن نتنازل عن حقنا”، إلى جانبه شعارات أخرى صغيرة لكنها توحدت في المطالب النسائية التي تعتبر من المسلمات في المجتمع المغربي وغالبا ما تشكل محور تظاهرات ووقفات نسائية يعزز صفوفها رجال من المدافعين عن حقوق النساء.
تلك الصورة العادية لمظاهرة مثل باقي المظاهرات، أربكتها خرقة ملونة رفعها مشارك في الوقفة الاحتجاجية أو ربما مجرد دخيل، وكما علق أحدهم في الفيسبوك، كون هذا واحدا من الذين هدفهم استفزاز الناس والركوب على تظاهرة جاهزة وناجحة لبث رسائل غير بريئة.
حركة رفع علم قوس قزح من طرف الشاب المثلي، قابلها رفض المنظمين للوقفة ومطالبتهم له بإنزاله وهو ما تم لكن بعد أن صار هو الحدث وليس مطالب النساء، والتقطت له صور وهو بين يدي تلك (الفتاة) أو (الفتى).
الواقعة صارت حديث مواقع التواصل الاجتماعي، ومن التدوينات التي كانت حاضرة بقوة تلك التي كتبها مغاربة يرفضون رفضا قاطعا مثل هذا السلوك، وفي ذلك قال صاحب صفحة على الفيسبوك تدعى “ناجي ناجي”، إنه لم يتم نشر كل تفاصيل خبر رفع علم المثلية في احتجاج بالدار البيضاء، “لكن كل الاحتمالات تنحصر في قولين، أولهما أن المتظاهر قد رفع العلم من تلقاء نفسه وهذا مستبعد الى حد ما، أما الرأي الثاني فهو أعمق فرفع العلم سياسة لنشر المثلية في أذهان الناس الى أن يصير الكلام عنها أمرا متداولا في المجتمع.”
ويتابع المدون تخميناته الخاصة بالقول “على كل في كلتا الحالتين، الرد على هذا يجب ان يكون ردا صارما”، ويضيف “الحل الوحيد لدى الناس هو إطلاق حملة مضادة على وسائل التواصل الاجتماعي، شعارها: وانه خلق الزوجين الذكر والانثى”.
وتكشفت تفاصيل أخرى عن الواقعة من خلال تدوينة نشرتها صفحة على الفيسبوك تدعى “أخبار مستعجلة”، وورد فيها أن “(علم المثلية) يتوسط وقفة احتجاجية للمساواة ويثير مشكلة بين المحتجين”، وقد “رفض عدد من الحاضرين، بمن فيهم منظمو الوقفة، هذا الأمر، حيث طالبوا حامل العلم بإزالته”.
كما “رفضت بعض المشاركات الأمر”، وشبان، “دخلوا في مشادات كلامية مع الشاب المثلي الحامل للعلم”، ووفق التدوينة فقد ظل يردد: “ماكايناش أولوية في الحقوق” بمعنى ليس هناك أولوية في الحقوق، “في حين توجه شخص إليه قائلا: “هذه بلاد أمير المؤمنين ماشي بلاد قوس قزح، حشومة”.
ويضيف صاحب التدوينة، أنه على “إثر هذه المشادات ورفض إزالة هذا العلم، تم إبعاد صاحبه عن مكان الوقفة الاحتجاجية، مع العمل على حمايته من أي اعتداء قد يطاله من طرف الغاضبين من هذا السلوك.”
ووفق التدوينة، فقد “رفض منظمو الوقفة الاحتجاجية التعليق على الموضوع وعلى رفع علم المثلية، مؤكدين أنهم يدافعون عن الحريات الفردية وعن المساواة في القانون الجنائي ومدونة الأسرة.”