ماكرون يتهم وموسكو تنفي زعزعة استقرار أفريقيا
ردّ المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف على تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي اتهم فيها روسيا بزعزعة استقرار إفريقيا عبر ما وصفها بـ”ميليشيات مسلحة” قال إنها تنكل بالمدنيين.
وأكد بيسكوف أن روسيا لا ترغب في أن يصبح تطوير علاقاتها مع الدول الإفريقية مصدر قلق لدول ثالثة، وفق ما نقلت عنه وكالة نوفستي الروسية للأنباء.
وفي تصريح صحفي على هامش القمة “من أجل ميثاق مالي جديد”، التي تحتضنها باريس، قال ماكرون إن روسيا تلعب دورا مزعزعا للاستقرار في إفريقيا و”تعتمد خيارات لا تصبّ في صالح المجتمع الدولي”.
وتابع الرئيس الفرنسي الذي فقدت بلاده جزء كبيرا من نفوذها في مستعمراتها الافريقية السابقة في مقابل تصاعد النفوذ الروسي “روسيا قوة مزعزعة للاستقرار في إفريقيا عبر ميليشيات خاصة تنكل بالمدنيين”، مشيرا إلى أن “الأمم المتحدة وثّقت حصول ذلك عبر مجموعة فاغنر في جمهورية إفريقيا الوسطى”.
ورأى خلال لقاء مع ثلاث وسائل إعلام فرنسية هي ‘فرانس إنفو’ و’أر أف إي’ و’فرانس 24’، على هامش القمة التي تستضيفها باريس، أن موسكو أوجدت نفسها “في وضع لا تحترم خلاله القانون الدولي وباتت إحدى القوى الاستعمارية القليلة في القرن الحادي والعشرين، من خلال شنّ حرب استعمارية على جارتها أوكرانيا”.
وردا على سؤال عما سيكون عليه ردّ فعله في حال اتصل به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قال ماكرون “بالتأكيد سأجيب”، مضيفا “إذا اتصل بي ليقترح عليّ أمرا ما، سأتجاوب لأن فرنسا كانت دائما قوّة مسهّلة ووسيطة”.
إلا أنه أشار إلى أن “استئناف الحوار لن يكون ممكنا إلا في حال احترام القانون الدولي، وهو الوحيد الذي يتيح لنا العيش بسلام”.
وشدد الرئيس الفرنسي على أن لا سبب يدعوه في الوقت الراهن للمبادرة إلى الاتصال بنظيره الروسي، آملا في أن “يحين الوقت… لمفاوضات وفق شروط أوكرانيا”.
وكانت بوتين قد عبر عن استعداد بلاده للحوار مع أوكرانيا، لكن روسيا تتمسك بأن لا يشمل أي حوار المناطق التي سيطرت عليها قواتها منذ العملية العسكرية التي شنتها في فبراير الماضي وكان يعتقد أنها ستكون خاطفة لكنها تحولت إلى حرب استنزاف.
والخلافات بين روسيا فرنسا أبعد من حرب أوكرانيا، إذ تشعر باريس كما واشنطن بقلق كبير إزاء التمدد الروسي في مناطق نفوذ تعتبر تقليديا مناطق للنفوذ الغربي ومنها دول افريقية.
وسبق لباريس أن اتهمت موسكو بتأجيج موجة كراهية ضدها في افريقيا مع مشاهد لمظاهرات في عدة دول بينها مالي ترفع صور بوتين وشعارات وهتافات تنادي برحيل الفرنسيين وتندد بوجودهم.
وبالفعل بعد انقلابات عسكرية في مالي وبوركينافاسو وتشكل مجالس عسكرية، باتت فرنسا دولة غير مرغوب فيها واضطرت لسحب قواتها من باماكو بطلب من المجلس العسكري. وكانت تلك أوضح إشارة على قوة التأثير الروسي من جهة وعلى فقدان باريس القدرة على تحصين نفوذها.
وعرضت وسائل إعلام روسية وكذلك مالية صورا لما قالت إنها لجنود فرنسيين يدفنون قتلى مدنيين في الصحراء، متحدثة عن جرائم ارتكبتها القوات الفرنسية في مناطق انتشارها العسكري وهو ما نفته باريس واعتبرته دعاية مغرضة تقودها موسكو.