المجاهدون يقودون معارك الخرطوم
اسلاميو السودان العودة الى السلطة عبر بوابة الجيش
اشتغلت مواقع التواصل الاجتماعي في السودان بنبأ مقتل محمد الفضل عبد الواحد عثمان رئيس منظومة الفكر والتأصيل في الحركة الإسلامية السودانية وأحد أبرز قادة كتيبة البراء بن مالك الجهادية خلال مواجهات عسكرية بمنطقة المدرعات الشجرة حيث كان يقاتل الى جانب الجيش ضد قوات الدعم السريع .
وتبارى قادة التنظيم الاسلامي من لدن زعيم الحركة الاسلامية علي كرتي مرورًا بسناء حمد القيادية في التنظيم الاسلامي والوزيرة الملقبة بأخت الشهيدين ثم أمين حسن عمر والناجي الذي قد الله وانتهاءا بجوقة الجهاديين الذين احتشدت صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي على اختلافها بعبارات التكبير والتهليل ونظم الأشعار في من اطلقوا عليه (شهيد معركة الكرامة).
ومنذ بدء الحرب في السودان يوم 15 ابريل الماضي في السودان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع ثار جدل كثيف حول الدوافع الحقيقية وراء اندلاع الحرب والجهة التي بادرت بإطلاق أول طلقة في المعركة.
وفيما أكدت قوات الدعم السريع في أول بيانا لها خلال اللحظات الاولى من بدء الحرب ان الجيش استهدف قواتها في احدى معسكراتها بالخرطوم بعد ان ضرب حصارًا عليها بهدف الانقلاب على الكل وإعادة نظام البشير الى السلطة بعد ان اطاحت به ثورة شعبية في ديسمبر 2018، لكن الجيش ينفي هذه التهمة.
ومع دخول الحرب في السودان لشهرها الثالث تكشفت خيوط اللعبة شيئًا فشيئا وتبين ان التنظيم الاسلامي داعمًا بل ومشاركا أساسيًا في التخطيط والقتال الى جانب صفوف الجيش الذي تلاحق قياداته تهم الانتماء الايدولوجي.
محمد الفضل الذي قتل في معركة ضد الدعم السريع في منطقة الشجرة جنوب الخرطوم ليس هو الوحيد الذي كان يحمل السلاح في معركة الكرامة مثلما اطلق عليها العظيم الاسلامي المتشدد لكن هناك اخرون تم نعيهم يبدو انهم قتلوا في معارك مختلفة على مدى ايام الحرب المستعرة في الخرطوم وعدد من الولايات.
وبالعودة الى محمد فضل وآخرين كثر نجد انه ليس مجندًا بصفوف الجيش، بل هو من قيادات المجاهدين الذين يقاتلون تحت إمرة الحركة الإسلامية مع الجيش، وهو معروف بمبايعة الخليفة أمير داعش ومعروف بانتمائه لها وقتاله في صفوفها..
– كتيبة البراء بن مالك واحدة من المليشيات المسلحة الرئيسية للحركة الإسلامية السودانية، وتضم (مجاهدين) يعملون بالتنسيق مع التنظيم الإسلامي داخل الجيش الرسمي، وتتواجد بكامل أفرادها منذ بداية الحرب في 15 أبريل داخل سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة، وتقاتل إلى جانب الجيش، بزيه الرسمي وسلاحه.
– وبحسب الاخصائيات فقد ارتفع عدد القتلى في صفوف كتيبة المجاهدين التي تشارك في المعارك بسلاح المدرعات إلى أكثر من (20) وذلك بحسب ما جاء بإعلانات النعي التي يصدرها قادة المجاهدين.
– ما يفسر موت هذا العدد الكبير من أفراد الكتيبة الجهادية في سلاح المدرعات تحديداً، هي الأنباء المؤكدة عن وجود مجموعة من القيادات الإسلامية داخل المقر، بينهم شخصيات قيادية من النظام البائد، وهو ما يؤكد ضلوع الحركة الإسلامية في هذه الحرب، بل يؤكد أن هذه الحرب هي حرب الحركة الإسلامية، ومعركتها الأخيرة للعودة إلى السلطة.
– جاء ذكر كتيبة البراء بن مالك الجهادية، على لسان القيادي الإسلامي بنظام البشير أنس عمر في السادس من أبريل الماضي، وذلك في معرض تهديده بالحرب، حيث دعا المجاهدون في كتيبة البراء بن مالك بإعلان جاهزيتهم لإسقاط الاتفاق الإطاري، وما اسماه بـ الإملاءات الخارجية.
تأثير الاسلاميين على الجيش زاد بعد خروج عناصر النظام القديم من المعتقلات وذلك بعد اندلاع الحرب بين الجيش والدعم السريع , وبات اصابعها واضحة في إدارة المشهد سواء في الجهاز المدني للدولة أو العسكري , إلى جانب وجودهم الكبير في الاعلام والتعبئة والحشد الشعبي في الولايات التي لا تشهد صراعا مسلحا , وباتوا يمثلون الحاضنة السياسية للجيش في حربه ضد الدعم السريع , ويشكل تنظيم المجاهدين وامكاناته المادية الكبيرة بكل فروعه بما فيها كتائب الظل , إحدى الأدوات الفاعلة في الحرب ، والرافعة الاخرى لهم ، هو قوتهم داخل قيادة القوات المسلحة , المؤثرين بفضل رتبهم الرفيعة على مسار الصراع العسكري, والسياسي ، وقضيتهم تتجاوز اليوم الحرب مع الخصم الحالي نحو الانتقام من كل قوى ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام البشير .