يستمر التعاون العسكري المغربي – الأميركي بخصوص إدارة الكوارث والمخاطر الناجمة عن أسلحة الدمار الشامل بهدف تمتين الروابط وتبادل الخبرات بين البلدين، وسط جاهزية قوات الجيشيْن المغربي والأميركي التي تُواصل مناوراتها العسكرية المشتركة الأضخم في أفريقيا في دورتها الـ19 في سبع مناطق مختلفة من البلاد.
وتم إجراء تمارين مشتركة أميركية – مغربية في مجالات التكتيكات البحرية والاشتباكات التقليدية والدفاع الجوي وعمليات الإنقاذ البحرية، بالإضافة إلى إطلاق الذخائر الحية ضد الأهداف في البحر والأرض ومكافحة أسلحة الدمار الشامل، كما أجريت تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية باستخدام منظومة “هيمارس” الصاروخية، وهي المنظومة التي وافقت واشنطن في الشهور الأخيرة على بيعها للمغرب.
وحسب المسؤولين العسكريين المغاربة والأميركيين، فإن الهدف الأساسي من هذه المناورات يتمثل في مواءمة الإجراءات التكتيكية والتقنية واللوجستية، بدءا بمرحلة التخطيط وصولا إلى التنفيذ على الميدان، فضلا عن تطوير قدرات القوات المسلحة الملكية والقوات الأميركية في مجال إنزال القوات، وذلك بإقامة مركز عملياتي مختلط يؤمّن تتبع مختلف الحالات والمناورة وتوحيد الجهود على مستوى اللوجستيك الجوي والطبي، وتنسيق خطط الإنزال والمناورات في الميدان.
وخلال هذا التمرين قام فريق التخلص من الذخائر المتفجرة التابع لوحدة الإغاثة والإنقاذ للقوات المسلحة الملكية بعملية البحث الأولي باستخدام روبوتات ومعدات متطورة لتحديد مكان العبوات الناسفة وإبطالها بكل أمان ودقة، وشرع بعد ذلك في إبطال مفعول الطائرات المسيرة الانتحارية من قبل فريق التخلص من الذخائر المتفجرة، وتقييم المخاطر، وفرز الضحايا وإعادة تجميعهم.
وأكد هشام معتضد الأكاديمي المغربي والخبير في العلاقات الدولية أن “المغرب كان دائما مستعدًا لسيناريوهات العمليات الحربية خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتنامي بؤر الصراعات العسكرية على المستوى الدولي”.
وأشار في تصريح لـه إلى أن “القوات المسلحة المغربية عملت في السنوات الأخيرة على تحديث شامل لترسانتها البرية والجوية والبحرية بما يتماشى ومتطلبات الساحة الحربية على المستوى الإقليمي والقاري، بالإضافة إلى التهديدات الأمنية التي قد تأتي من منطقة الساحل والصحراء التي أصبحت سهلة الاختراق من قبل الحركات الإرهابية والإجرامية”.
ولفت إلى أن “أحدث التكنولوجيات العسكرية التي اقتنتها القوات المسلحة الملكية، بالإضافة إلى مختلف التدريبات العسكرية لقواتها البرية والجوية والبحرية مع مختلف القوات العسكرية على المستوى الدولي ومشاركتها المنضبطة في مناورات الأسد الأفريقي، تندرج في إطار الرؤية الإستراتيجية للقيادة العامة للقوات المسلحة المغربية من أجل تعزيز القدرات القتالية للمؤسسة العسكرية ومواجهة أي تحديات ميدانية وحروب عسكرية”.
ويعد تمرين “الأسد الأفريقي 2023”، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 16 يونيو الجاري بسبع جهات بالمغرب هي أغادير وبن جرير والقنيطرة والمحبس وتيزنيت وتيفنيت وطانطان، موعدا سنويا منذ 2007 يسهم في تعزيز التعاون العسكري المغربي – الأميركي، وتعزيز التبادل بين القوات المسلحة ومختلف الدول بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
مشاركة القوات المغربية في استخدام منظومة “هيمارس” تُعتبر استعدادا من أجل تسلم هذه المنظومة التي من المتوقع أن تصل إلى المغرب في المستقبل القريب
وتُعتبر مشاركة القوات المغربية في استخدام منظومة “هيمارس” استعدادا من أجل تسلم هذه المنظومة التي من المتوقع أن تصل إلى المغرب في المستقبل القريب، بعد موافقة وزارة الدفاع الأميركية على بيعها للرباط، ليكون المغرب من البلدان القليلة التي تمتلك هذه المنظومة التي أثبتت فعاليتها في الحرب الروسية – الأوكرانية ضد أسلحة موسكو.
وشارك سلاحا الجو التابعان للقوات المسلحة المغربية والجيش الأميركي نهاية الأسبوع بقاعدة بن جرير العسكرية في مناورات للإنزال الجوي، حيث قامت الطائرات بسلسلة من عمليات الإنزال الجوي الجماعي بمنطقة الهبوط، مع تنفيذ مناورة على الأرض وإنزال كمية من المعدات العسكرية في القاعدة الجوية بالقنيطرة كما تعزز تمرين القفز المظلي للجنود المشاة المتخصصين بحضور فريق طبي جراحي أميركي بقيادة الملازم أول دافيد بولد.
وأكد المقدم محمد أنوار المنيني نائب قائد مركز الوحدات المحمولة جواً أن “نسخة 2023 من مناورات ‘الأسد الأفريقي’ تعرف مشاركة اللواء الأول للمشاة المظليين بتجريدَتَيْن مُكوَّنتيْن تباعاً من سرية خفيفة للمظليين ومجموعة للدعم التقني تابعة لمركز التدريب للوحدات المحمولة جوّاً”، مشيرا إلى أن “المنوط بها مهمة تقديم الدعم اللوجيستي الخاص والإشراف الكلي على عمليات الإنزال الجوي المقررة في جدول تدريبات هذه الدورة”.
وأوضح المقدّم جون ستاهيلي قائد سرب المظليين ضمن ”فريق قوة العمل بجنوب أوروبا التابعة للقوات المسلحة الأميركية في أفريقيا” أن “التمرين الميداني الجوي بين فرق مظليين مغاربة ونظرائهم من الفيلق 173 من الجيش الأميركي يترجم التزاما أميركيا بالحفاظ على علاقات عسكرية قوية مع حلفائنا وشركائنا؛ وفي مقدمتهم المغرب أقدم وأقرب أصدقائنا في المنطقة الأفريقية والمتوسطية”. كما شدد في تصريحات صحفية على أن “تمرين بن جرير شمل مكونات متعددة بين قوات الجو والمشاة والجوانب التقنية”.