غموض حول دوافع مهاجمة لاجئ سوري لأطفال بحديقة في فرنسا
قالت مدعية محلية فرنسية السبت، إنه تقرر وضع المشتبه به في هجوم بسكين أسفر عن إصابة أربعة أطفال واثنين من المتقاعدين بجروح في بلدة آنسي جنوب شرق فرنسا يوم الخميس قيد الاحتجاز، في وقت لم تتحدد الدوافع التي تقف وراء الهجوم مع استبعاد البعد الإرهابي.
وذكرت لين بونيه ماتيس المدعية العامة بالبلدة أن المشتبه به وهو لاجئ سوري من مواليد عام 1991 يخضع لتحقيق رسمي بتهمة الشروع في القتل واستخدام سلاح لمقاومة عملية القبض عليه.
وعملية الطعن هذه هي أول هجوم عنيف يستهدف أطفالا منذ عام 2012 عندما أطلق المسلح محمد مراح النار على ثلاثة أطفال يهود وأحد والديهم إلى جانب ثلاثة جنود في تولوز. وأضافت بونيه ماتيس أن المشتبه به لم يتحدث في أثناء احتجازه لدى الشرطة وعند مثوله أمام القضاء.
وأجرى طبيب نفسي فحوصات له أثبتت أنه يمكن احتجازه. وظهرت نتيجة اختباري المخدرات والكحول سلبية. وقالت المدعية “من السابق لأوانه الآن تقييم دوافعه”، مؤكدة أنه لا يوجد حتى الآن ما يشير إلى أن الإرهاب كان دافع المهاجم.
وكان المشتبه به قد حصل على حق اللجوء في السويد قبل عشر سنوات بعد أن وصل إليها قادما من تركيا. وقالت المدعية إن المهاجم يُعتقد أنه متزوج ولديه طفلة صغيرة.
وأشارت إلى أنه دخل فرنسا في أكتوبر – تشرين الأول 2022 بعد أن سافر عبر إيطاليا وسويسرا، مضيفة أنه ليس لديه سجل إجرامي في فرنسا ويُعتقد أنه بلا مأوى.
وكان المشتبه به قدم طلبا للجوء في فرنسا لكن السلطات رفضت طلبه نظرا لموافقة السويد على طلبه للجوء بها. وأضافت المدعية أن شهودا قالوا للمحققين إنهم سمعوا المشتبه به ينادي “زوجته وابنته” ويصرخ “يا مسيح”. وعثرت الشرطة عند القبض عليه على سكين قابل للطي وصورتين للديانة المسيحية وصليب بالإضافة إلى نقود ورخصة قيادة سويدية.
وبين الأشخاص الستة الذين أصيبوا في الهجوم، نقل أربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 22 و36 شهرا إلى المستشفى في حالة خطيرة في البداية. كما أصيب شخص بالغ بجروح خطيرة بينما أصيب آخر بجروح طفيفة. وأضافت بونيه ماتيس أن “حالتهم لم تعد في خطر”.
ومنذ اعتقاله لم يعط المعتدي البالغ 31 عاما أي تفسير لهجومه و”سعى لعرقلة احتجازه وارتمى أرضا”. وقالت مصادر قريبة من التحقيق إنه “يلتزم صمتا تاما”.
وصرح وزير الداخلية جيرالد دارمانان الجمعة “الجنون عذر سهل للغاية، من المهم معرفة أنه يخضع للاستجواب وهو شخص بكامل قواه العقلية”. وقال إنه “من المحتمل أن يكون لديه دافع سيحاول المحققون فهمه”. وذكر مصدر قريب من التحقيق “أن التحقيقات مستمرة لكشف شخصيته ومسيرته المهنية وماذا كان يفعل منذ وصوله إلى فرنسا”.
وفور انتشار نبأ الهجوم الخميس، أدان مسؤولون في المعارضة من اليمين واليمين المتطرف “الهجرة الجماعية” وتحدث البعض عن “الإسلام المتطرف” و”الإرهاب” قبل أن يتبين أن المهاجم مسيحي وتصرف “بدون دافع إرهابي واضح” وفقا للنيابة العامة.
وغداة الهجوم زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزوجته بريجيت الجمعة الضحايا وأكد أن ثمة “أنباء إيجابية” عن حالتهم. ومن بين الأطفال الأربعة المصابين، فتاة هولندية نقلت إلى المستشفى في جنيف “ولم تعد حياتها في خطر”، وفقا لوزير الخارجية الهولندي. ثم توجه ماكرون وزوجته إلى مستشفى آنسي ودائرة الشرطة للإشادة بكل الذين قدموا “المساعدة والدعم” خلال الحادثة التي هزت المدينة الخميس.
وأعلن الرئيس الفرنسي أن “الاعتداء على أطفال هو أكثر الأعمال وحشية”. وأضاف “هناك أشياء لا يمكن قبولها بتاتا. العنف وراء هذه الأعمال غير مفهوم. يجب ألا نعتاد على ذلك”.
◙ الهجوم الذي وقع في وضح النهار ترك صدمة عميقة في مدينة آنسي الهادئة وسار المئات أمام الحديقة التي وقع فيها الهجوم ووضعوا باقات من الزهور
وأثار الهجوم الذي وقع في مكان عام وفي وضح النهار صدمة عميقة في مدينة آنسي الهادئة عادة. وسار المئات من الأشخاص الجمعة أمام الحديقة العامة الصغيرة التي وقع فيها الهجوم للصلاة ووضع باقات من الزهور.
وقالت إيما كلوزيل البالغة 22 عاما من مدينة آنسي إنها شعرت “بحزن كبير وكراهية وغضب”. وقال ليو غاناسالي وهو بائع يبلغ 21 عاما “لسنا مستعدين” لمثل هذه الأحداث. وانتهى يوم التكريم بإقامة قداس للضحايا في كاتدرائية سان بيير أو ليان في آنسي.
وقال المونسينيور إيف لو سو في عظته “عندما علمت أن هذا الرجل (المعتدي) قال وهو يرتكب جريمته ‘باسم يسوع’ شعرت طبعا بحزن كبير وما زلت. ارتكاب أعمال عنف مماثلة باسم يسوع إساءة”.
وبين الذين شاركوا في القداس هنري الشاب الكاثوليكي الذي أصبح مشهورا في غضون ساعات لمحاولته التدخل أثناء الهجوم باستخدام حقيبة الظهر التي كان يحملها. وقال قبل القداس “لا أحب إطلاقا تسمية بطل. أعتقد أنني تصرفت كما كان يمكن وينبغي على كل فرنسي أن يتصرف”.