طقوس خاصة تساعد المغربية عبير عزيم على الكتابة

بثقة كبيرة، انطلقت الفتاة المغربية عبير عزيم (14 عاما) في عالم الكتابة الأدبية منذ نحو عامين، لتصدر عددا من المجموعات القصصية حصلت بعضها على تهانٍ مَلكية.

عزيم، ورغم صغر سنها فإنها دخلت معتركا أدبيا حازت فيه عام 2020 على لقب أصغر كاتبة في الوطن العربي من قبل مجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب وهو مؤسسة غير حكومية تعنى بالفكر والثقافة.

وخطفت عزيم الأنظار وهي في الثانية عشرة من عمرها، بإصدار أول مجموعة قصصية لها تحت عنوان “درع الوطن”، فيما حازت على جائزة أفضل قارئة في المغرب وهي في الحادية عشرة.

وفي مايو الماضي، أصدرت عزيم مجموعة قصصية جديدة حملت عنوان “شمس بحجم الكف”، حيث تم تكريمها على إثرها.

وقالت عزيم، التي تنحدر أصولها من مدينة تاهلة بإقليم تازة شرق المغرب، إنها تأثرت بحياة “الأطفال من ذوي الهمم، لتتملكها رغبة ملحة للحديث عن مساراتهم المتنوعة والتي تنتهي في تجارب من النجاح والتميز”.

وأضافت  “نشأت في أسرة تحب القراءة الأمر الذي شكل حافزا لديّ، كما أن قراءاتي المتنوعة ساهمت في رغبتي الملحة في الكتابة”.

عزيم رغم صغر سنها فإنها دخلت معتركا أدبيا حازت فيه عام 2020 على لقب أصغر كاتبة في الوطن العربي

وعبرت عزيم، خلال حديثها، عن قناعتها بأن “كل كاتب جيد لا بد أن يكون قارئا جيدا أيضا”، لذلك تحاول أن تنوع قراءاتها بين الخيال العلمي والقصص والروايات الاجتماعية، وفق قولها.

وحينما كانت عزيم تقرأ لكل من نجيب محفوظ وجبران خليل جبران، كان يراودها سؤال متكرر عن “قدرتها في تأليف وكتابة رواية هي الأخرى؟”.

وفي محاولتها للإجابة على ذلك التساؤل حققت عزيم رغبتها في الكتابة، معتبرة هؤلاء الكتاب “قدوة لها”، كما قالت.

وتفضل عزيم الكتابة ضمن طقوسها الخاصة التي أسستها لنفسها والتي تتمثل في “المكوث بمكان يعمه الهدوء والصمت لتستطيع التركيز في الكتابة والسرد القصصي”.

وكشفت الطفلة عزيم أنها تمتلك عدة مشاريع أدبية مستقبلية، لكنها تفضل، وفق قولها، أن تبقيها طي الكتمان لتشكل مفاجئة لقرائها في وقت لاحق.

وأشارت إلى أنها تحظى بدعم كبير من أسرتها، خاصة والدتها التي قالت إنها “ترافقها في كل الخطوات على درب الكتابة وفي توقيع مجموعتها القصصية، فضلا عن الورشات القرائية التي تقدمها للأطفال خلال أيام المعرض الدولي للنشر والكتاب”.

وتتواصل الدورة الثامنة والعشرون للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالعاصمة الرباط، خلال الفترة الممتدة من 1 إلـى 11 يونيو الجاري.

وفي إطار تكريمها على جهودها الأدبية، وصلت الطفلة عزيم تهنئة خاصة من العاهل المغربي الملك محمد السادس بعد إصدارها لمجموعتها القصصية الثانية “شمس بحجم الكف”.

وقالت عزيم، في تعقيبها على هذه التهنئة إنها “سعيدة جدا بالرسالة الملكية وبرقية التهنئة”.

عزيم خطفت الأنظار وهي في الثانية عشرة من عمرها، بإصدار أول مجموعة قصصية لها تحت عنوان “درع الوطن”

وأوضحت أن هذه البرقية تركت لديها “شعورا بسعادة كبيرة فاقت حجم الكون”، معتبرة إياها “دافعا لزيادة إصرارها على تطوير مهارتها في الكتابة”.

ويرى النقاد أن ابنة تاهلة، كسرت كل الأحكام المسبقة حول هذا الجيل، فقد نشأت في كنف عصر قيل عن مواليده إنهم لا يجدون إلى الكتاب سبيلا، فتحوا أعينهم في بحر الذكاء الاصطناعي، وسط متاهة من الوسائط التكنولوجية، في عالم لا تنضب فيه الإشعارات والرسائل.

إلا أن عبير، تعلقت بالكتب منذ السنوات الأولى من عمرها، وقالت في حديث لإحدى المواقع الإلكترونية “كانت والدتي تقرأ لي منذ نعومة أظافري، لكن بعدما صرت قادرة على فك رموز الحروف والحركات، أصبحت أقرأ لوحدي. في البداية كنت أحاول تغيير نهايات القصص الحزينة، وفي الصف الأول لاحظ أساتذتي أن أسلوبي متميز. ومن ثم شرعت في تطوير كتابتي وصقلت موهبتي بالمزيد من القراءة.”

عن رواياتها، قالت عبير إنها أصدرت مشروعها الأول، وهو عبارة عن مجموعة قصصية بعنوان “درع الوطن”، تحمل دلالات عميقة حول الوطنية الصادقة، كما سلطت فيها الضوء على الطفولة وأهمية تنشئتها بالطريقة الصحيحة.

أما عن مشروعها الثاني، رواية بعنوان “شمس بحجم الكف”، فقد عالجت الكاتبة الصغيرة من خلالها، مواضيع مختلفة، وقالت في هذا الصدد “لقد انطلقت فيها من فضاءات متناقضة، لألفت الانتباه إلى الأشخاص في وضعية صعبة، وأصحاب الهمم، والهدف في النهاية هو الإيمان بالاختلاف”.

عبير عزيم، كاتبة وروائية من مواليد الثامن من مايو 2009، أطفأت شمعتها الرابعة عشرة في مايو المنقضي، تلميذة بالصف الثاني إعدادي، فازت بجائزة أحسن قارئة في المغرب وهي في الحادية عشرة من عمرها، واعتبرت أصغر كاتبة في الوطن العربي ابتداء من سنة 2020.

وقد شقت طريقها في عالم الكتابة، لتنتزع لقب أصغر كاتبة في العالم العربي.

عبير عزيم، بلغت بكلماتها عقول وقلوب الصغار والكبار، وذاع صيتها بين الأدباء في العالم العربي، لتحظى بتكريم تلو الآخر. وهي شغوفة بالقراءة والكتابة. ولتقاسم هذا الشغف كشفت عن تنظيم ورشات قرائية لفائدة طلاب المؤسسات التعليمية بشراكة مع المديرية الإقليمية للثقافة بتازة. كما أطرت السنة الماضية ورشات قرائية بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط بدعوة من وزير الثقافة.

ووجهت رسالة إلى الآباء لتوطيد علاقة أبنائهم مع الكتاب، معتبرة أن القراءة هي معبر الارتقاء والعبور نحو ضفة النجاح.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: