بعد أسلحة أميركية: المغرب يعزز ترسانته بنظام صاروخي صيني
في إطار إستراتيجية تعزيز ترسانته العسكرية وتنويع مصادر التسليح قام المغرب بتعزيز قدراته العسكرية الدفاعية، خاصة المتقدمة تكنولوجيا وتقنيا، بنظام صاروخي صيني مضاد للدبابات والمركبات المدرّعة ويتميز بفاعلية كبيرة في استهداف هذه الآليات العسكرية.
وحسب موقع “ذا ديفينس بوست” العالمي المتخصص في أخبار صفقات التسلح العالمية تمكن المغرب في الفترة الأخيرة من تعزيز منظومته العسكرية الدفاعية، بالحصول على النظام الصاروخي الصيني المعروف باسم “HJ-9A” أو باسم ثان هو “”Red Arrow 9A وهو نظام مضاد للدبابات والمركبات المدرّعة ويتميز بفاعلية كبيرة في استهداف هذه الآليات العسكرية.
وأشار نفس المصدر إلى أن القوات المسلحة الملكية المغربية تملك حاليا هذا النظام الصاروخي، الذي تم تصميمه من أجل الاشتباك مع الدبابات والمدرعات والهياكل المحصنة، حيث تستطيع صواريخه اختراق الدروع وعلى مسافة تصل إلى أكثر من 5 كيلومترات، ويتم تركيبه على مركبة أو استخدامه بشكل منفصل حيث يتوفر على حامل ثلاثي القوائم.
ويتميز هذا النظام الصاروخي بتوفره على نظام “رادار” للتوجيه يستخدم الموجات المليمترية من أجل تحسين دقة التصويب واستهداف الآليات، وهو ما يجعله من بين أفضل الأنظمة الصاروخية المضادة للدبابات والدروع على المستوى العالمي حاليا.
التحولات في المنطقة تدفع المغرب إلى عقد المزيد من صفقات السلاح مع جهات مختلفة لتطوير قدراته العسكرية
وينضاف هذا النظام، حسب “ذا ديفنس بوست”، إلى مجموعة من الأنظمة التي يتوفر عليها المغرب في هذا المجال، من بينها نظام “HJ-8L” الذي تصل قدراته لاستهداف الآليات العسكرية على مسافة تصل إلى 4 كيلومترات، وبالتالي فإن المغرب يزيد من تعزيز قدراته العسكرية الدفاعية، خاصة المتقدمة تكنولوجيا وتقنيا.
ويقول خبراء عسكريون إن صفقات التسلح التي يعقدها المغرب مع الصين تدخل في إطار الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، خصوصا أن القوات المسلحة الملكية أصبحت تمتلك عددا من الأسلحة النوعية البرية والجوية والبحرية، على غرار طائرات إف – 16 المتطورة ومروحيات أباتشي ودبابات أبرامز، وآخرها توصل القوات المسلحة الملكية بصواريخ “هيمارس” الأميركية.
ويرى نبيل الأندلوسي رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية أن التعاون المغربي – الصيني في المجال العسكري يدخل في إطار تنويع شركاء المملكة وكسب ثقتهم، مشيرا إلى أن تطوير القوات المسلحة الملكية لقدراتها الدفاعية والهجومية، والانفتاح على الجيل الجديد من الأسلحة والأنظمة الدفاعية والصناعة التكنولوجية الحربية الدقيقة التي تملكها دول مؤثرة على الصعيد العالمي، فرضتها التحديات الأمنية المطروحة بمنطقة المتوسط وشمال أفريقيا.
ووفق موقع “ذا ديفينس بوست” فإن اقتناء المغرب لهذا النظام الصاروخي من الصين يدخل في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الرباط وبكين، حيث أكدت الصين مؤخرا عن رغبتها في زيادة مستوى العلاقات مع المغرب في مجال الدفاع، مشيرا إلى أن المغرب افتتح سنة 2021 قاعدة عسكرية تتضمن دفاعا جويا صينيا بعيد المدى.
الجيش المغربي حصل في السنوات الأخيرة على عتاد عسكري جديد ومتطور من الولايات المتحدة وإسرائيل والصين، منها أسلحة الحرب الإلكترونية
كما أفادت تقارير دولية متخصصة في المجال العسكري توصل المغرب بدفعة جديدة من طائرات المسيّرات الحربية، ذات الصنع الصيني، في فبراير الماضي، والتي تم نقلها إلى أحد القواعد العسكرية بضواحي مدينة العيون في الصحراء المغربية، وسبق أن حصلت المملكة على دفعة مهمة من هذه الطائرات الحربية في 2022.
والشراكات التي تجمع المغرب والصين على كافة الأصعدة عززتها الزيارة التي قام بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الصين في منتصف سنة 2016، والتي ساهمت في فتح عهد جديد من العلاقات الإستراتيجية التي تجمع البلدين في ميادين وقطاعات متعددة منها القطاع العسكري.
وأشار مراقبون إلى أن العلاقات العسكرية تحظى بأولوية كبيرة بين الدولتين، بحيث وقعت المملكة المغربية مجموعة من الاتفاقيات العسكرية مع الصين في السنوات الماضية من أجل تنويع عتادها العسكري الدقيق الذي أحدث فرقا كبيرا في ملف الصحراء المغربية، وخاصة من خلال الانفتاح على شركات دولية متخصصة في صناعة طائرات دون طيار مثل إسرائيل والولايات المتحدة وتركيا.
وحصل الجيش المغربي في السنوات الأخيرة على عتاد عسكري جديد ومتطور من الولايات المتحدة وإسرائيل والصين، منها أسلحة الحرب الإلكترونية، وسرب جديد من مقاتلات إف – 16 المزودة بأنظمة تكنولوجية الحديثة، وأنظمة الدفاع المتطورة من إسرائيل كمنظومة “Barak MX”، والعديد من المسيرات العسكرية من الجيل الجديد، وشحنة من نظام راجمات الصواريخ الصيني “AR2”، الأقوى في العالم.
صفقات التسلح التي يعقدها المغرب مع الصين تدخل في إطار الشراكة الإستراتيجية بين البلدين
ودفعت التحولات الجارية بالمنطقة المغرب نحو عقد المزيد من صفقات السلاح لتطوير قدراته المسلحة، وخاصةً المتعلقة بتجديد أسطول عرباتها وشاحناتها للنقل الخاصة بالجيش، هذا إلى جانب تخصيص الحكومة المغربية نحو 12 مليار دولار لتطوير قواته المسلحة واقتناء معدات القوات المسلحة الملكية وإصلاحها ودعم صناعة الدفاع وتطويرها.
وتُعتبر الصين من الوجهات الدولية التي يتجه إليها المغرب لاقتناء الأسلحة، إلى جانب عدد من الدول الأخرى مثل الولايات المتحدة التي تبقى هي المزود الرئيسي للرباط بالسلاح، ثم دول مثل فرنسا وتركيا وإسرائيل التي انضافت في السنتين الأخيرتين بقوة في مجال بيع الأسلحة للمغرب، بعد توقيع الرباط وتل أبيب اتفاقا لتطبيع العلاقات الدبلوماسية الكاملة في أواخر سنة 2020.
وأكد الأندلوسي في تصريح لـه ، أن العتاد العسكري، سواء المستقدم من الصين أو الولايات المتحدة وغيرهما والذي بات المغرب يملكه، غيّر عددا من المعطيات بشأن قوة الجيش الملكي وفعاليته جوا وبرا وبحرا تماشيا مع التوازنات الجيوستراتيجية المتعلقة بالمتغيرات الحاصلة، والتي تفرض تدعيم القدرات العسكرية للجيش المغربي وتطوير إمكانياته الدفاعية والهجومية، سواء على المستوى البشري أو اللوجستي.
ورغم تنويع مصادر التسليح، أكد تقرير أخير لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام أن أغلب الأسلحة التي يستوردها الجيش المغربي بمختلف قواته، البرية والجوية والبحرية، قادمة من الولايات المتحدة بنسبة 76 في المئة، ما يعطي الجيش المغربي تفوقا إستراتيجيا في المنطقة.